هل ستجر سفينة النفط الإيرانية لبنان وإسرائيل إلى تصعيد عسكري؟

هل ستجر سفينة النفط الإيرانية لبنان وإسرائيل إلى تصعيد عسكري؟
Spread the love

بقلم: فاتن سليمان |

يعاني لبنان منذ أشهر نقصاً حاداً في الوقود المخصص لتوليد الطاقة من المعامل الحكومية، وفي المازوت المستخدم لتشغيل المولدات الخاصة، وكذلك البنزين المخصص لتشغيل السيارات والآليات. كما تراجعت قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية، ما أدى إلى زيادة عدد ساعات انقطاع الكهرباء نحو 20 ساعة يومياً. وكذلك لم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتعويض ساعات انقطاع الكهرباء.

وتصاعدت الانعكاسات السلبية لأزمة المحروقات على مختلف القطاعات، إذ اضطرت المستشفيات والمخابز وغيرها إلى الإغلاق أو تقليص خدماتها بسبب انقطاع التيار الكهربائي والشح البالغ في الوقود.

وأعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب متلفز يوم أمس بمناسبة ذكرى عاشوراء، عن انطلاق ناقلة وقود إيرانية في غضون ساعات باتجاه لبنان.

وأضاف أن السفينة ستجلب الوقود إلى المستشفيات ومصنعي الأدوية والمواد الغذائية وكذلك المخابز والمولدات الخاصة،  مشيراً إلى أن هناك المزيد من السفن ستتبع ذلك لمعالجة النقص الذي توقف في لبنان.

كما توعد نصر الله إسرائيل والولايات المتحدة بالرد في حال تعرضت السفينة لأي هجوم، معتبراً السفينة أرضاً لبنانية.

من جهته انتقد رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري نصر الله لإعلانه أن السفن أراضٍ لبنانية، رافضاً ما وصفه بمعاملة لبنان كمحافظة إيرانية، مضيفاً أن البلاد قد تعاني مصير فنزويلا التي تخضع لعقوبات شديدة.

وقال الحريري إن ارسال سفن الدعم الإيرانية ستحمل للبنانيين مخاطر وعقوبات إضافية.

كما حمّل رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، رئيس الجمهورية ميشال عون، “المسؤولية الكاملة عما يمكن أن يلحق بالبلد، من جراء عدم تحرير استيراد النفط والأدوية في الوقت الذي تتركون فيه حزب الله يلجأ إلى وسائل ملتوية غير قانونية دولياً ستعرّض لبنان لكارثة حقيقية”.

واعتبر النائب فؤاد مخزومي أن دخول السفن الإيرانية الأراضي اللبنانية قرار خطير سيفرض على لبنان حصاراً اقتصادياً جديداً من نوعه يقيّد حركة البلد المصرفية لجهة تعامل مصرف لبنان مع المصارف المراسلة في أميركا تحديداً.

يشار إلى أنه على الرغم من الأزمة المالية والاقتصادية وأزمة المحروقات، لم تتمكن القوى السياسية من تشكيل حكومة جديدة منذ استقالة حكومة حسان دياب في آب / أغسطس 2020 اثر انفجار مرفأ بيروت. وبعد تسعة أشهر من تسميته، اعتذر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قبل أسبوعين عن عدم تشكيل حكومة جديدة جراء الخلافات السياسة الحادة.

وإذ يتطلع اللبنانيون إلى أي منقذ لهم من أزماتهم، سواء بتأمين الفيول لمعامل الكهرباء أو المازوت للمولدات والبنزين لسياراتهم، أو أي دعم مالي للدولة اللبنانية من الأشقاء العرب أو الأصدقاء، فلا يجدون أحداً باستثناء العراق الذي سيبيع لبنان كمية من زيت الوقود مقابل خدمات استشفائية واستشارية من لبنان.

وفيما يعاني لبنان من حصار أميركي وغربي وخليجي يمنع تحويل العملات الصعبة إليه أو الاستثمار فيه أو تقديم المنح والمساعدات إليه، لم يعد اللبنانيون يأبهون بشأن مصدر الدعم أو المساعدة، سواء أكان عربياً أو غربياً أو إيرانياً أو صينياً.

وبعد ساعات على إعلان نصرالله عن انطلاق سفينة النفط إلى لبنان، سارعت السفيرة الأميركية في لبنان إلى إبلاغ الرئيس اللبناني ميشال عون عن موافقة بلادها على استجرار لبنان الكهرباء من الأردن عبر سوريا وبواسطة الغاز المصري، ما طرح سؤالاً لماذا انتظرت أميركا أشهراً كي تسمح بذلك وهل خشيت أن تؤثر سفن النفط الإيرانية على نفوذها في لبنان؟

وبرغم تفاؤل معظم اللبنانيين بقدوم سفن النفط الإيرانية التي ستحل أزمتهم مؤقتاً، إلا أن ثمة خشية من أن يؤدي أي عدوان إسرائيلي عليها إلى تصعيد عسكري بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي قد يدخل المنطقة في حرب شاملة.