دور جائحة كورونا في إبراز بعض قيم المنهج الإسلامي للبشرية

دور جائحة كورونا في إبراز بعض قيم المنهج الإسلامي للبشرية
Spread the love

شجون عربية _ بقلم: عبداللطيف مشرف/

فيما خلف الحدث:
ولكن الدين الإسلامي ومنهجه العظيم له رأي أخر فما هو؟ – فضل الكبير:
تضافرت الأحاديثُ الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الخير مع الأكابر، والبركة مع كبار السن، وأن المؤمن لا يزاد في عمره إلا كان خيرًا له، إضافة إلى أن المسن المؤمن له مكانة خاصة، تتمثل في التجاوز عن سيئاته، وشفاعته لأهل بيته؛ فلقد روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(لا يتمنى أحدُكم الموتَ، ولا يدعو به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمنَ عمرُه إلا خيرًا) “ مسلم، باب كراهة تمني الموت لضر نزل به، حديث: 2682″.
وهناك العديد من الأحاديث والآيات التى تتناول هذا الموضوع ومنها الآتي:
لقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما تُنصَرون بضعفائكم)، وقال صلى الله عليه وسلم: (ابغوني ضعفاءَكم؛ فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم). سنن أبي داود، باب في الانتصار برُذُلِ الخيل والضعفة، حديث: 2594.
قال نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يرشدنا إلى حق الكبير: (مَن لم يرحم صغيرنا ويعرِفْ حقَّ كبيرنا، فليس منا) “الأدب المفرد، باب فضل الكبر، حديث: 353”.
وعن أنس رضي الله عنه، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أنبئكم بخياركم؟!)، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((خيارُكم أطولُكم أعمارًا إذا سددوا).المستدرك للحاكم، كتاب الجنائز، حديث: 1255، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخينِ.
قال الله تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ” [لقمان: 14].
عن ابن عمر موقوفًا: عن ابن عمر، قال: (إن مِن أعظم إجلال الله عز وجل: إكرامَ الإمام المقسط، وذي الشيبة في الإسلام).شُعب الإيمان، في إفراد المصحف للقرآن، حديث: 2432.،،، ” الاستعانة بموقع الألوكة. الأحاديث الشريفة. مقال حقوق كبار السن في الإسلام”.
العبرة والرؤية من الحدث:
الإسلام يجعل لأصحاب الشيب وكبار السن مكانة فوق الرؤوس وفيهم البركة والخير، والعالم بأنظمته يكشف قباحة وجه ورخص الإنسان لديه، وعنده الاقتصاد أهم من الروح وقيمة الإنسان، بل من أجله يعبر على أجساد الشعوب، وروح وقيمة الإنسان لا تساوي عنده شيء حتى ولو كان ممن يحكمه إذا اقتضى الأمر ذلك، فالإسلام يغرس في شعوبه قيم حقيقية راسخة وثابتة تحيا بها الروح قبل الجسد، ويعظم قيمة الفرد قبل كل شىء، أما الغرب بحضارته المادية يجيد الاستغلال والشعارات البراقة من أجل مصالحه، ويغرس الأنانية والأنا وحب الذات والنفعية في الفرد مقابل التنازل عن كل القيم الإنسانية من صلة الأرحام والبر والخلق وتوقير الكبير …إلخ ما دامت تقف حاجز أمام منفعته، حيث أن كورونا خير مثال فقد عرت تلك الأنظمة أمام شعوبها قبل شعوب العالم، وكشفت أنهم ينادون بشعارات فقط، ولكن على الأرض حبر على ورق وشياطين بشكل بشر، رغم أن قيمة أى حضارة تكمن في إنسانيتها وقيمها وأخلاقها، لأن هذه القيم هي أصل وجود الإنسان وبها سعادته وطمأنينة روحه وذاته، فالحمد لله على نعمة الإسلام، فافتخر بأنك مسلم ولديك منهج أصيل وعظيم وثابت القيم والمبدأ.
فهناك عبرة أخرى من حدث جائحة كورونا فهي؛ عندما غابت عدالة البشر جاءت عدالة السماء لتعيد توازن الأرض، فجيوش العالم تحارب عدو خفي بعد أن كانت دماء البشر رخيصة وقريبه منهم، كل مستبد محصن ومع ذلك يصيبه، وشوارع صاخبة بالفتنة أصبحت شوارع مخيفة وفارغة، فيروس هزم كل الأنظمة واعطي دروس في العلاقات الدولية، هزم التكنولوجيا، وأكثر حل هو شعيرة واحدة في الإسلام وهي الوضوء، فلمن الملك اليوم، فلعلا الجميع يعيد حساباته، وعلى كل مستبد عربي أن يراجع ذاته ويعرف أن للكون صاحب وأنت أيها المستبد لا تساوي عنده شىء، واعتبر لعل هذا درس قريب لك قبل فوات الٱوان.

باحث قي التاريخ السياسي جامعة أولوداغ