“موازي” أول تجربة إبداعيّة شبابيّة تغيّر النظرة النمطية بالفن التشكيلي المحلي”

“موازي” أول تجربة إبداعيّة شبابيّة تغيّر النظرة النمطية بالفن التشكيلي المحلي”
Spread the love

خاص بمجلة شجون عربية –دمشق- تقرير: بيان عزالدين، تصوير: هيا الباشا |

تشهد صالة غاليري “زوايا” في العاصمة السورية دمشق فعاليات معرض “موازي” للفنان السوري الشاب محمد رمضان، وضم المعرض الفردي للفنان عدة لوحات، جاءت بأحجام وقياسات مختلفة، وحملت مواضيع جريئة تناولت التفاصيل الداخلية التي يعيشها الانسان، وعلاقته بالمحيط الدائر حوله، والإشارة إلى نقاط ضعفه ومخاوفه الدائمة. وقد ذكرت الأعمال الفنية بشكل واضح المرأة ولفتت إلى أهمية وجودها الأساسي في مراحل الحياة كافة ومدى شراكتها للرجل وتأثيرها عليه. كله عرض بطريقة مبتكرة وتقنيات جديدة بدت جليّة من خلال ، أسلوب عرض اللوحات التي وضعت على الأرض دون أن تتسلق زوايا جدران الصالة ، أو تأطر ببراويز فاخرة، لأن جميعها تم رسمها بألوان التصوير السلبي (النيغاتيف) وعند اسقاط الضوء عليها نراها بالألوان الطبيعية ونرى أنفسنا باللون السلبي هذا الأمر تطلب جهد فني مضاعف.




تجربة فريدة تتحدى الصعوبات العالقة بوجه صناعة منتج فني ”

حول كيفية التحضير لإطلاق المشروع الفني المبتكر أخبرنا الفنان الأكاديمي محمد رمضان خريج كلية الفنون الجميلة قسم التصوير قائلاً: “استغرقت عمليات التحضير مدة سنة من الزمن، بعد الانتهاء قدمت طلب عرض اللوحات إلى الغاليري وتمت الموافقة بعد تساؤلات كثيرة بسبب غرابة الفكرة”. وأضاف رمضان واصفاً إياها بالقول:” حاولت الخروج عن القالب التقليدي لأسلوب معارض الفن التشكيلية، لاسيما بما يخص أسلوب عرض اللوحات لذا اتخذت الشكل التالي، وتابع:” هدفي تفاعل الانسان مع اللوحة أكثر لعيش تفاصيلها الحقيقية بنفس الوقت النقد ، نقدت مكانها وألوانها لأتمكن الظهور بشيء جديد يشكف الفضاء الانساني الآخر، وجمعت بين اللوحة المرسومة بالألوان الزيتية والصورة الضوئية الانعكاسية.

لم تعد مسألة صعوبة توافر الإمكانات لتحقيق هكذا إنجازات خفية على أحد، بل وافقنا إياها رمضان، وخص بالذكرأبرزها المتجسد بغلاء المواد الأوليّة، وصعوبة توافرها، إلى جانب تنويهه إلى عدم وجود دعم مادي وتسهيلات لما يسمى فنان تشكيلي من قبل الجهات المعنية ببلدنا. لكن على الرغم من هذه العقبات يبقى طموح الشباب السوري بترك بصمته الخاصة، المحرك الأساسي للمغامرة بإنتاج مشاريع فنية جديدة ، هذا ما عبر عنه رمضان : “للأسف حالتي كحال كافة أبناء جيلي، الذين يعملون بعدة مهن حتى يتمكنوا من تحقيق مشروع يحلمون به مرتبط بتحصيلهم العلمي ،لاسيما بما يخص المجال الإبداعي، وتابع:” هذا الأمر متعب لكن لابّد من فعله ،لخلق تجربة مهنيّة نعتمد عليها بصناعة مستقبلنا”

فيما يتعلق بالتساؤل حول مدى تفاعل الجمهور مع هذا النوع من الفنون ؟ أجابنا رمضان: “في رأيي يعتبر الفن التشكيلي شيئا أساسيا، لأن الفرد بطبيعة الحال اذا انتابه شعور بالتعب مثلاً،سرعان ما يواجهه بالذهاب إلى مكان يكتشف به أمر جديد، هذا ما يقدمه الفن التشكيلي يعد بمثابة غذاء تمتصه العين ويتنفسه الانسان، لذا اقتنت المتاحف العالمية اللوحات التشكيلية التي عرضت ضمن معارض الصالات الفنيّة.

*زوايا * منصة ثقافيّة وفنيّة ملجأ كل فنان سوري شاب

طالت الحرب السوريّة شتى مجالات الحياة المعيشية ، بما فيها هجرة العديد من المواهب الشبابيّة التي أخذت معها فنون عدة ، لذا تم إنشاء غاليري زوايا كمبادرة لإعادة بناء الحس الفني في سورية . بقالب عصري بعيد عن القيود التقليدية .

بدورها السيدة رولا سليمان مديرة غاليري” زوايا” أخبرتنا عنها قائلةً: “هدفنا التوجه إلى الشباب الذين يحملون أفكار غريبة ومميزة ، مثل فكرة هذا المعرض الذي يعتمد على الفن التركيبي، والذي يعرض تجربة الفنان كما هو، نراه يرسم بطريقة نيجاتيف” واللوحة تعرض على التصوير والاضاءة تنعكس” كبوستيف”هذا هو الفن المتجدد.

وتابعت سليمان مبينةً سبب توجهها نحو فئة الشباب بالقول:” زوايا” منصة ثقافية وفنية موجهة لطاقات الشباب تمنحهم فرصة مشاركة تجاربهم الفريدة ،بأقل التكاليف الممكنة وأكثر المنافع المقدمة عبرإقامة نشاطات جديدة وتفاعلية تقوم على مبدأ تبادل الخبرات، واطلاع الجمهور على خبايا المنتج المطروح أمامهم ، من خلال إجراء حوارات متبادلة بينهم وبين صنّاع الحدث الفني”



وختمت سليمان مؤكدة على ضرورة النظر إلى الشباب وأفكارهم الجديدة المعاصرة للتطور الذي بعدتنا عن مواكبته سنوات الحرب ، كون الأمر يصب في مصلحة النهوض بالحركة الثقافية المحليّة وعبرت قائلاً :” نمتلك اليوم جيلا منفتحا، أكبر دليل ما رأيناه بهذا الحدث الفني المقام ، وتابعت ذاكرة:” أسعى دائما لإقامة نشاطات شبابية متنوعة ، لأنها تقدم جمهورا جديدا، وإعطاء الفرصة للشريحة المذكورة لأن القامات الكبيرة لديهم الكثير منها حتى يومنا هذا.”