خطة النقاط العشر

خطة النقاط العشر
Spread the love

بقلم: يتسحاق هيرتسوغ – زعيم المعارضة ورئيس المعسكر الصهيوني وحزب العمل الإسرائيلي —

•قبل بضعة أيام، نشر باراك رابيد في هذه الصحيفة خبراً دراماتيكياً عن قمة سرية عُقدت قبل سنة في العقبة بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري والعاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. هذه القمة التي أقر بحدوثها رئيس الحكومة، وخطوات إضافية جرت في المقابل في تلك الفترة، شكلت الأرضية لاستعدادي للبحث مع نتنياهو في تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال الأشهر آذار/مارس- أيار/مايو 2016، بهدف تغيير وجه الشرق الأوسط.

•المعلومات التي نشرتها “هآرتس” (19/2) كشفت جزءاً صغيراً من الفرصة الكبيرة التي أتيحت لإسرائيل لتغيير وجه الشرق الأوسط كله، والتي كان في إمكانها أن تحمل أملاً كبيراً إلى شعبنا وإلى شعوب المنطقة.

•طوال حياتي السياسية التزمت بالسعي نحو تحقيق السلام، ولذا قررت الدخول بعقل منفتح وتفحص الفرصة بعد أن طلب مني زعماء بارزون في منطقتنا وفي المجتمع السياسي الدولي الاقدام على ذلك، إذ رأى هؤلاء في انضمام المعسكر الصهيوني إلى الحكومة تأكيداً لجدية الجانب الإسرائيلي. وشدد هؤلاء أمامي على أنهم حصلوا على تعهد واضح من نتنياهو من أجل الدفع قدماً بهذه الخطوة، وأنه هو نفسه لاعب مركزي في حدوثها.

•مع الأسف، وفي لحظة الحسم تراجع نتنياهو، وخضع لزملائه من اليمين ولكل مخاوفه، فتخلى عن تعهداته، وقضى على فرصة حقيقية كانت موجودة في تلك الفترة للتوصل إلى اتفاق إقليمي وتغيير وجه الشرق الأوسط.

•لقد أوضح الرئيس المصري السيسي وملك الأردن هذا الأسبوع الشرط الأساسي لعملية إقليمية في صورة تحقق رؤيا الدولتين. ليس الأردن كدولة فلسطينية بحسب تسيبي حوتوفلي [من الليكود]، ولا شبه جزيرة سيناء كدولة فلسطينية بحسب أيوب قرا [الليكود]. ويتعين علينا نحن الزعماء المسؤولين مواصلة السعي نحو السلام وحل الدولتين لأن هذا هو الحل الممكن الوحيد!

•هنا أقترح خطة محدثة تتضمن عملية متعددة المراحل والخطوات، وتتضمن المكونات التالية، وذلك كخريطة محدّثة. ما يلي خطة النقاط العشر:

-ينبغي العمل على تأكيد التزام الطرفين والمجتمع الدولي مجدداً بالهدف النهائي الذي هو حل الدولتين تعيشان جنباً إلى جنب بأمان وسلام.

-يجب على الطرفين تحديد فترة مقدارها عشر سنوات يجري خلالها تحديد كل المنطقة الواقعة غربي نهر الأردن كمنطقة لا يوجد فيها عنف من أي نوع. كما يجب الاتفاق على تطبيق مشترك، وعلى عقوبة لا هوداة فيها ضد كل أشكال الإرهاب والتحريض. ويجب على مجلس الأمن اتخاذ قرار بهذا الشأن والإشراف مباشرة على تنفيذه.

-يتحرك الطرفان معاً في هذه الفترة نحو تحقيق رؤيا الدولتين. تواصل إسرائيل التقدم باتجاه خطوات الانفصال عن الفلسطينيين من خلال استكمال جدار الفصل الذي سيحمي القدس والكتل [الاستيطانية]، وإقامة فاصل بين القدس والقرى الفلسطينية في غلاف القدس، ومن خلال نقل المزيد من الصلاحيات إلى الفلسطينيين في المنطقة، بما في ذلك صلاحيات مدنية في أجزاء من المنطقة (ج) من أجل السماح بحدوث تطور مديني فلسطيني بين البلدات المتاخمة للجدار والمدن الفلسطينية الكبرى خلافاً لما يطالب به بينت.

-تقوم إسرائيل بتجميد البناء خارج كتل المستوطنات وتمتنع عن أي نشاط يغير الواقع على الأرض في تلك المناطق إلا ما يتعلق بالاحتياجات الأمنية، وذلك من أجل إتاحة تحقيق رؤيا الدولتين.

-من ناحيتهم يعمل الفلسطينيون على منع أي إرهاب وتحريض، كما عليهم العمل من أجل بلورة اتفاق داخلي- فلسطيني وطني واسع يشمل مناطق الضفة الغربية وغزة تحت سيادة واحدة. وإذا فعلوا ذلك سيحق لهم إعلان دولة فلسطينية ضمن حدود موقتة، ويجب أن يكون واضحاً أن الحدود النهائية ستعيّن فقط من خلال اتفاق. وستدرس إسرائيل بإيجابية الاعتراف بدولة فلسطينية، وتعلن أنها ترى فيها شريكة في تحقيق تسوية دائمة ونهائية.

-بموازاة ذلك، يجري تطوير الاقتصاد الفلسطيني بسرعة كبيرة بأدوات إقليمية ودولية، بما في ذلك تطوير حضري، واصلاح مخيمات اللاجئين، واقتصاد وصناعة قابلة للعيش.

-يواصل الجيش الإسرائيلي العمل في شتى أنحاء الضفة حتى حدود نهر الأردن وحول قطاع غزة. ويستمر التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية وأجهزتها حتى بنشاط أشد.

-يعمل الطرفان على إعادة إعمار غزة بما في ذلك إقامة مرفأ يخضع لترتيبات أمنية مشددة، مع نزع كامل للسلاح والقضاء على الأنفاق.
-مع انتهاء الفترة، وعلى افتراض عدم وقوع عنف في المنطقة خلالها، تبدأ مفاوضات مباشرة بين الطرفين بدعم من دول المنطقة والمجتمع الدولي من دون شروط مسبقة، وكطرفين متساويين، بجدية ومثابرة، ويجري التحرك نحو اتفاق سلام شامل ونهائي، يتضمن حلاً لجميع المشكلات التي بقيت موضع خلاف، بما في ذلك تعيين حدود دائمة، والمشكلات الجوهرية، ونهاية المطالب والنزاع.

-تدعم دول المنطقة الخطوات علناً وبقوة كجزء من عملية إقليمية واسعة ودراماتيكية. وتبادر إسرائيل إلى إقامة مؤسسات شرق أوسطية مشتركة تعمل على الازدهار الإقليمي وتشجيع التعاون في مجالات مختلفة بينها الأمن والاقتصاد والمياه وعبور البضائع والعمال، وتقترح أن تكون القدس مركزاً لهذا النشاط الإقليمي.

•وفيما تشهد المنطقة من حولنا عاصفة هوجاء، ويتحول خطر خسارة دولة إسرائيل كدولة قومية إلى خطر ملموس، يجب من جديد تحريك عملية مدروسة وواقعية من أجل تحقيق رؤيا الدولتين.

•هذه العملية المحدثة ستؤدي قبل كل شيء إلى التهدئة، ويحصل كل طرف من خلالها على نصيبه في كل مرحلة. الفلسطينيون يحصلون على اعتراف وصلاحيات ومنطقة إضافية وأفق، والإسرائيليون يحصلون على الأمن والاعتراف الإقليمي وأفق وأمل.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية