واشنطن لا تريد أن تحبط خلافات حلفائها استراتيجيتها في سوريا

واشنطن لا تريد أن تحبط خلافات حلفائها استراتيجيتها في سوريا
Spread the love
وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع (البنتاجون) في واشنطن يوم 25 يوليو تموز 2016. تصوير يوري جريباس - رويترز.
وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن يوم 25 يوليو تموز 2016. تصوير يوري جريباس – رويترز.

شجون عربية — واشنطن – بقلم: فيل ستيوارت — سارعت الولايات المتحدة يوم الاثنين لإقناع حلفائها المتناحرين- تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية- بتركيز نيرانهم على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بدلا من محاربة بعضهم بعضا وذلك عقب اشتباكات تهدد بإحباط استراتيجية الحرب الأمريكية في سوريا.

وشنت تركيا- التي طالما اعتبرت المسلحين الأكراد أكبر تهديد لأمنها- حملة كبيرة في شمال سوريا الأسبوع الماضي شملت مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تضم مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية.

وقالت تركيا إن هجوما صاروخيا من منطقة تسيطر عليها الوحدات تسبب في مقتل أحد الجنود الأتراك يوم السبت. وقالت أيضا إنها قتلت 25 مسلحا كرديا يوم الأحد.

وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع (البنتاغون) “ندعو الجانبين إلى ألا يتقاتلا وأن يواصلا التركيز على قتال تنظيم الدولة الإسلامية.”

وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض إن استمرار تركيا في استهداف قوات سوريا الديمقراطية- التي تضم أيضا مقاتلين من العرب- من شأنه تقويض جهود تكوين “جبهة موحدة” ضد “داعش”.

لكن خبراء يقولون إن الهجوم التركي كشف مجددا عن الأهداف المختلفة بشكل كبير والمتضاربة عادة لحلفاء أمريكا في الصراع السوري الذي يشمل أطرافا كثيرة منها “داعش”.

ويثير الهجوم تساؤلات أيضا حول ما إذا كانت تركيا ستحاول إحباط أي تقدم كبير جديد لقوات سوريا الديمقراطية بعد أسابيع فقط من إشادة البنتاغون بانتصار تلك القوات على الدولة الإسلامية في بلدة منبج على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي الحدود التركية.

وأشار كارتر يوم الاثنين إلى عدم حدوث أي تغيير في الاستراتيجية الأمريكية وأكد على أن قوات سوريا الديمقراطية وتركيا حليفان مهمان في سوريا. ويأمل البنتاجون أن تتمكن القوات المدعومة من الولايات المتحدة في نهاية المطاف من استعادة مدينة الرقة السورية من أيدي “داعش”..

وقال كارتر “ندرك أن بينهم (تركيا والمقاتلين الأكراد) خلافات تاريخية لكن المصالح الأمريكية واضحة للغاية. فنحن.. مثلهم.. نريد قتال تنظيم الدولة الإسلامية وندعوهم الآن: ‘لنبقي أولوياتنا واضحة هنا‘.”

ويقول خبراء إن أفضل تصور لنزع فتيل التوتر يتمثل في قبول تركيا ضمانات أمريكية بانسحاب وحدات حماية الشعب شرقي نهر الفرات. وتريد تركيا منع القوات الكردية من مواصلة توسيع سيطرتها قرب حدودها وطالبت بانسحابها إلى الشرق من النهر.

ووصف كارتر النهر بأنه حاجز طبيعي يفصل بين تركيا ووحدات حماية الشعب.

وقال “ما يمكننا فعله ونفعله معهم هو توضيح الأماكن التي توجد بها عناصر وحدات حماية الشعب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية والمناطق التي لا يوجدون بها.” وأضاف أن مقاتلي وحدات حماية الشعب ينسحبون بالفعل.

وفي لفتة إلى تركيا أشاد كارتر بتقدم الجيش التركي ضد “داعش”. في الأسبوع الماضي لاسيما السيطرة على بلدة جرابلس.

وقال بليز ميستال مدير قسم الأمن القومي لدى مركز سياسة الحزبين وهو مؤسسة بحثية أمريكية إن الولايات المتحدة تشهد عواقب استراتيجية اعتمدت بشدة على المقاتلين الأكراد لهزيمة الدولة الإسلامية برغم الاعتراضات التركية الصريحة.

وتقاتل تركيا تمردا كرديا على أراضيها.

وحذر خبراء من أنه ليس واضحا ما إذا كانت أنقرة ستتراجع عن موقفها نظرا لأنه من المستبعد أن تختار الولايات المتحدة الانحياز إلى صف جماعة كردية مسلحة على حساب تركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي.

وتستضيف تركيا منشآت مهمة للولايات المتحدة وللحلف منها قاعدة إنجيرليك الجوية -التي تقصف منها المقاتلات والطائرات دون طيار الأمريكية تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا- ومواقع أمريكية لاعتراض الاتصالات ورادار للإنذار المبكر لنظام الدفاع الصاروخي الأوروبي التابع للحلف.

وقال بروس ريدل خبير شؤون الشرق الأوسط لدى معهد بروكينجز والمحلل السابق لدى المخابرات المركزية الأمريكية “عندما يصل الأمر إلى (أحد الخيارين): هل نغضب الأتراك أم نغضب الأكراد السوريين.. فما من شك فيمن سيكون الخاسر.”

وتتصرف الولايات المتحدة بحذر بالفعل بعد اتهامات من أنقرة لواشنطن بالتباطؤ في التنديد بالانقلاب الفاشل في تركيا الشهر الماضي.

وفي علامة على الحساسيات اتصل رئيس الأركان الأمريكي الجنرال جوزيف دانفورد بنظيره التركي يوم الأحد وقال كارتر في المؤتمر الصحفي إنه سيلتقي مع وزير الدفاع التركي فكري إيشق الأسبوع القادم.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما سيلتقي مع نظيره التركي طيب إردوغان في الرابع من سبتمبر أيلول المقبل.

المصدر: رويترز

Optimized by Optimole