عن أزمات المياه

عن أزمات المياه
Spread the love

بقلم: د. هيثم مزاحم/
قبل سنوات قليلة، شاركت في مؤتمرات وورشات ورحلات دولية لمدة 3 سنوات متتالية حول مشكلات المياه في الشرق الأزسط نظّمها مركز دراسات هندي بتمويل سخي من سويسرا والسويد. كان كل مؤتمر يجمع نحو 100 سياسي وباحث وإعلامي وخبير في المياه من لبنان والأردن والعراق وتركيا بمشاركات محدودة من سوريا ومصر وحضور الممولين الأوروبيين. كان المركز الهندي ينظم مؤتمراً أو اثنين كل سنة ورحلة للاعلاميين والخبراء والسياسيين إلى أحد الأنهار العالمية لدراسة تجارب بعض الدول في تشارك المياه والتعاون في مراقبة تلوّثها ونسب ارتفاع المياه الخ. ولعل كلفة هذه الفعاليات كانت نحو مليون دولار سنوياً صرف معظمها على تذاكر السفر للمشاركين والإقامة في أفخم الفنادق وأطيب الطعام وتكاليف النقل داخل الدول المضيفة، إضافة إلى رواتب ونفقات رئيس وموظفي المركز الهندي العاملين على المبادرة.
قلت مرة لأحد المسؤولين السويسريين المشرفين على المبادرة: لو دفعتم هذه الأموال لإيصال المياه إلى بعض البلدات والقرى في الشرق الأوسط لاستفاد الناس من المياه بدلاً من إنفاقها للحديث عن المياه. كان جوابه: نحن نموّل مشاريع إنمائية في مجال المياه أيضاً.
لا شك أن المبادرة خلفيتها سياسية ودعائية لكن نتائجها كانت محدودة ومعدومة ربما باستثناء استفادة الزملاء الهنود من هذا التمويل السخي، واستفادتنا نحن المشاركين بالسفر والإقامة والوجبات المجانية. في إحدى المرات كنا في اسطنبول واعترض زميل لبناني – أميركي بأن هناك ثلاث وجبات طعام وحلويات في ااستراحات القهوة بحيث أصبح البرنامج “ماذا نفعل بين الوجبات”.
لاحقاً، اعتذرت لأسباب خاصة عن المشاركة في فعاليتين واحدة رحلة إلى أوغندا لدراسة نهر النيل وأخرى في الأردن.
استفدت شخصياً بالتعرّف على سياسيين وباحثين وخبراء مياه وإعلاميين من دول مختلفة، وبالتعرّف على بعض الأنهار(الراين، ميكونغ، الستغال) وقضايا المياه.
وقد أعجبني الذكاء الهندي وقدرة مدير مركز بحثي هندي على إقناع سويسرا والسويد بتبني وتمويل مبادرته لحل أزمات المياه في الشرق الأوسط على مدى 5 أو 6 سنوات على الأقل. طبعاً المنطق يقول إنه على المركز الهندي التركيز على حل مشكلاته الداخلية أو مشكلات جواره الإقليمي لكن لن يجد تمويلاً سخياً إلا لمبادرات لمنطقة الشرق الأوسط.