الأبطال المجهولون في زمن كورونا

الأبطال المجهولون في زمن كورونا
Spread the love

بقلم: د. هيثم مزاحم |

مع انتشار وباء كورونا القاتل على مدار العالم، من الضروري أن نتذكر أن هناك الكثير من الأبطال والبطلات المعلنين والمجهولين الذين يكافحون هذا الفيروس الخطير، ويعرضون حيواتهم وحيوات عائلاتهم للخطر.

بالطبع، هناك الأطباء والطبيبات والممرضات والممرضون وجميع العاملين والعاملات في مجال الرعاية الصحية الذين هم في الخطوط الأمامية في المستشفيات، والمسعفون والمسعفات الذين ينقلون المصابين بفيروس كورونا.

ولكن هناك أبطال وبطلات آخرون مجهولون. هم العمال والعاملات الذين يقومون بتغيير الشراشف في المستشفيات، والعمال الذين يقومون بتخزين الأدوية والمواد الطبية والغذائية وبإجراء عمليات التسليم. هناك عمال التنظيف وجامعو القمامة، والمساعدات المنزليات والمربيات، ورجال الأمن والشرطة والجيش، وعمال البريد والتوصيل. وأخيراً هناك عمال التعقيم الذين يقومون بتعقيم المستشفيات والمنازل والمكاتب ويعرضون أنفسهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا، أو لأمراض أخرى نتيجة استعمالهم الكثيف للمواد الكيميائية المعقمة.

كل هؤلاء الناس يخاطرون بصحتهم وسلامتهم من أجل تأمين الخدمات الطبية والغذائية والتنظيفية لنا في ظل تفشي الوباء وفرض الحكومات لإجراءات الابتعاد الاجتماعي من إغلاق لمعظم الأعمال وملازمة المنازل والعمل من المنزل وحظر التجول.

وهناك آخرون أثرت هذه الإجراءات على مصدر دخلهم، هم العمال المياومون والحرفيون وأصحاب المتاجر الصغيرة الذين اضطروا للبقاء في منازلهم. فبعضهم لا يجدون قوت يومهم لهم ولأولادهم، ومعظمهم لا يملكون مدخرات تساعدهم في هكذا أزمات. وبعضهم مما كان يملك بعض المدخرات في المصارف، حجزتها المصارف في لبنان وصارت تقنن وصولهم إلى جزء صغير منها، على سبيل المثال.

وإن كانت الدول الغربية والعربية الثرية قد قامت بإجراءات لتحفيز الاقتصاد خلال أزمة الإغلاق التام وشلل الاقتصاد بتريليونات أو مليارات الدولارات كمساعدات للشركات الكبيرة والصغيرة ودفعات نقدية للمواطنين تعينهم خلال فترة ملازمة المنازل، وتمنع الشركات من الإفلاس وتمكنها من دفع رواتب موظفيها، إلا أن الإغلاق في الدول الفقيرة مع عدم تقديم حكوماتها أية مساعدات لأصحاب الأعمال والعمال والموظفين، وبخاصة للفقراء والمحتاجين، سيخلق مشكلات اجتماعية واضطرابات أمنية تؤثر على كامل الدولة والسكان.

نأمل أن تكون فترة الإغلاق والبقاء في المنازل لمدة لا تتعدى الشهر حتى لا تصير تداعيات إجراءات منع تفشي الوباء أسوأ من الوباء نفسه.