«ذا سيمبسونز».. أكثر من مجرد مسلسل مضحك، إنه عمل فلسفي

«ذا سيمبسونز».. أكثر من مجرد مسلسل مضحك، إنه عمل فلسفي
Spread the love

trump-simpsons

بقلم: روز سليمان – بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، استعادت المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي مشهدًا من مسلسل الكرتون الأميركي «ذا سيمبسونز» يعود إلى العام 2000 وفيه يظهر ترامب رئيسًا. كما أشير إلى مجموعة من الأحداث التي «تنبأ» بها المسلسل قبل سنوات من وقوعها.
على ضوء ذلك أعلنت جامعة «غلاسكو» (أقدم جامعة في بريطانيا والعالم 1451) نيّتها تدريس منهاج فلسفي منتصف كانون الثاني القادم، ضمن دورة ليوم واحد، يعتمد فلسفة «هومر سيمبسون» (1989)، جنباً إلى جنب مع الأفكار الأولية في فلسفة أرسطو وسقراط وفولتير. تحمل الدورة عنوان «D’oh! The Simpsons Introduce Philosophy» و(D’oh) هي الكلمة التي يستخدمها هومر عندما يدرك أنه تصرّف بحماقة أو عند حدوث أمر سيئ.
اقترح المقرّر جون دونالدسون مدرّس مادة الفلسفة في الجامعة الإسكتلندية، هذه المادّة معتبراً أن اللجوء إلى فلسفة سيمبسون وسيلة مشروعة وناجعة، «كان مات غرينينغ كاتب ومؤلف المسلسل طالباً في الفلسفة وهذا ينعكس في كل حلقة. إنه عمل متطوّر جدا في مجال الثقافة الشعبية بأفق واسع وعميق ومليء بالمواضيع الفلسفية».
جذبت الفكرة عدداً كبيراً من المهتمين ولاقت رواجاً على وسائل التواصل الاجتماعي. لم يكن دونالدسون الأكاديمي الأول الذي أشار إلى العمق الفكري الموجود في تحفة غرينينغ. كتب جوليان باغيني مؤسس مجلة «الفلاسفة» مقالة في العام 2012، يقول فيها: «ذا سيمبسونز أكثر من مجرد مسلسل رسوم متحركة مضحك، إنه عمل فلسفي يقدم فلسفة أفضل بكثير من بعض الفلاسفة. الكوميديا من أصدق أنواع الفنون، إنها تخترق الصورة المخادعة التي قد نشكّلها في ما إذا كنا حكماء أو مهمين».
أكد باغيني أنه يمكن لـ «ذا سيمبسونز» أن ينقل مثل هذه الأفكار عن الفلسفة أكثر من الفنون السردية الأخرى مثل الخيال الأدبي والسينما، «حياتنا تراجيدية ومأساوية كأشخاص، هزليون بشكل مثير للشفقة. لا يمكن لشيء أن يتفوق على ذا سيمبسونز في تصوير عبثية الإنسان بتنوعه ويساعدنا في تقبلها ونحن نضحك على أنفسنا».
لكن لماذا صمد مسلسل كرتوني مثل «ذا سيمبسونز؟» هل فعلاً تحمل قضايا تلك العائلة الأميركية جاذبية تسويقية أم أن قوى السياسة العالمية توجّه دفّة المحتوى التلفزيوني؟ يبقى إثبات الاتهامات صعبًا حول ما إذا كان «تنبؤ» سيمبسون جديراً بالدراسة. فإذا لم تعمل طروحات المسلسل على تقليص ثقة الجمهور في ترامب، فما الذي فعلته بخصوص القرار السياسي في العالم؟ في المقابل، لا شكّ بأن تحفة فنية مثل «ذا سيمبسونز» يمكنها نقل أفكار عن الفلسفة أكثر من بقية أنواع الفنون السردية الأخرى مثل الخيال الأدبي والسينما كما يرى البعض. لكن ما يثير التساؤل هو نيّة الجامعة تدريس المقرّر الفلسفي عن المسلسل بناء على فوز ترامب وبالتالي اعتبارها فكرة «التنبؤ» في مسلسل كرتوني حقيقة!

المصدر: صحيفة السفير اللبنانية

Optimized by Optimole