التايمز: إحصاءات النصر على تنظيم داعش.. كم خسر كل طرف؟

Spread the love

ترجمة: بلال ياسين

عربي 21: نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لمراسلها ريتشارد سبنسر، تحت عنوان “لماذا استغرق النصر على تنظيم داعش 4 سنوات ونصف؟”، يتساءل فيه عن سبب طول الحرب ضد تنظيم داعش.

ويشير التقرير، إلى أن تحرير أوروبا الغربية من النازيين استغرق 336 يوماً، إلا أن تحرير شمالي العراق وشرقي سوريا استغرق 1658 يوماً، أي 4 سنوات ونصف، ولم ينته بعد.

ويلفت سبنسر إلى أن الحرب على تنظيم ما يسمى بتنظيم داعش قتلت الكثيرين، مشيراً إلى أن القوات العراقية العسكرية خسرت، كما تقول، نحو 30 ألف جندي منذ بداية الحرب مع التنظيم في عام 2014.

وتذكر الصحيفة أنه في سوريا ليست هناك أي إحصاءات عن عدد القتلى، ومن بينهم القوات الكردية، التي تقاتل إلى جانب الغرب ضد تنظيم داعش، حيث وصلت الأرقام إلى ما بين 5 إلى 10 آلاف، مشيرة إلى أن هناك ألاف الخسائر البشرية في صفوف النظام والقوات الموالية له، فيما خسرت القوات الغربية عددا لا يتعدى أصابع اليد من الجنود والجنديات.

ويفيد التقرير إلى أن الخسائر في الأرواح لدى تنظيم داعش تتراوح بين خمسين ألف قتيل إلى 85 ألف قتيل، لافتا إلى أن الولايات المتحدة والدول الغربية اعتمدت على القوات المحلية، بشكل منح صورة أن الحرب قد تغيرت طبيعتها.

ويرى الكاتب أن “الأمر يبدو أفضل، ففي الوقت الذي قام به الطيران الأميركي والبريطاني بدك مدن، كالرقة، كما فعلوا في ألمانيا، لكن في سوريا لا توجد درسدن، حيث قتل فيها 20 ألف شخص في ليلة واحدة، إلا أن قواعد الحرب القديمة لم تعد مناسبة لتطبق على تنظيم داعش، وحلت محلها (قواعد اشتباك معقدة)”.

وتقول الصحيفة إن مسلحي تنظيم داعش يتمتعون بقدر كبير من الكفاءة، بالإضافة إلى أنهم على استعداد لارتكاب الكثير من الفظائع من أجل التنظيم، مشيرة إلى الفوضى التي تتسم بها سياسات القوى الكبرى، التي تحاول عمل القليل، وتقديم دعم غير قتالي، مع وجود فرق صغيرة من قوات العمليات الخاصة.

وينوه التقرير إلى أن الفرنسيين والبريطانيين تجادلوا في ليبيا حول ما يمكن اعتباره دعما أرضيا شرعيا للمعارضة الليبية، في الوقت الذي كانت تقوم فيه طائراتهم بضرب العقيد معمر القذافي من الجو، مشيرا إلى أنه يمكن للغارات الجوية أن يطلبها الجيش العراقي، عندما كان يخوض معارك، لكن ليس من المليشيات، “وهو أمر فوضوي لكنه يخدم لإرضاء ضمير الساسة”.

ويجد سبنسر أن “حروب اليوم هي أهلية الطابع، أو يتم شنها بذريعة نيابة عن السكان، وهو ما أدى إلى بطئها، وحتى لو تأخر الهجوم النهائي على باغوز لأسبوعين من أجل السماح للمدنيين بالهروب، إلا أن الفوضى التي تخلفها الحروب تشبه الحروب الشاملة القديمة”.

وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى أنه بعد تحرير الرقة في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، فإن من تشرد من السكان، أو من ظلوا مختبئين في بيوتهم تحت قصف طيران التحالف، شعروا بالامتنان لتحرير مدينتهم، ويتساءلون اليوم عما إن كانت هناك حاجة لتدمير بيوتهم، فقد مات آلاف المدنيين دون خطة إعمار تلوح في الأفق.

Optimized by Optimole