ترامب والمنطقة.. 10 نقاط يجدر التفكير فيها

ترامب والمنطقة.. 10 نقاط يجدر التفكير فيها
Spread the love

trump-netenyaho

بقلم: شيمريت مئير —

1. نشير إلى أنّه حتى الآن، تحظى محاولة فهم ماذا يحدث من زملائنا في واشنطن وما هو الاتجاه المتوقع للأحداث بالقليل من النجاح. معاهد الأبحاث المُحافِظة، الصحفيون، دوائر السياسة الخارجية التابعة للمؤسسة الجمهورية – لا أحد يعرف ماذا سيحدث، حتى بعد صدمة المعركة الأولى. يشترك القليل من الأشخاص في النقاشات، ومعظمهم من دوائر بعيدة. يمكن الافتراض أنّ الحالة ستتغير، بسبب المشاركة الكبيرة الظاهرة لنائب الرئيس مايك بينس وآخرين، ولكن ذلك يستغرق وقتا وهو متعلق أيضا بطبيعة الانسجام بين ترامب وبين حزبه.

2. إن نهج ترامب، على الأقل وفقا للتصريحات التي قالها في حملته وفورا بعد انتخابه، معاكس بشكل كبير للسياسة المحافظة. فضلا عن ذلك، مما سمعناه حتى الآن، فإنّ سياسته الشرق أوسطية، إذا كانت لديه سياسة كهذه، تختلف جوهريا عن مواقف المؤسسة الجمهورية وتبدو كاستمرار مباشر لسياسة أوباما: الانعزالية، الامتناع التام عن التدخل العسكري، وإخلاء الساحة لبوتين.

3. إيران – خلال الحملة صرّح ترامب بشدّة ضدّ الاتّفاق النوويّ، ولا سيما ضدّ رفع التجميد عن الأموال لإيران، وذلك من أجل إظهار أوباما أيضا باعتباره لا يعرف كيف يجري مفاوضات ويخضع لدولة إرهابية مسلمة. ولكن إيران هي جزء من المحور البوتيني في الشرق الأوسط. في الواقع هي القوة المحلية الأقوى والأهم في هذا المحور. لا يمكن لمَن يطمح إلى الانسجام مع بوتين أن يغير الاتفاق مع إيران رأسا على عقب. ويدور الحديث أيضا عن اتفاق لكل المجتمع الدولي، وليس عن اتفاق أمريكي – إيراني فحسب.

4. من جهة أخرى، يبدو أنّ أحد المواضيع التي ستصرّ عليها المؤسسة الجمهورية، وخصوصا الكونغرس، وإنْ كان دون إلغاء أو إعادة فتح المفاوضات حول الاتفاق مع إيران مجددا، فعلى الأقل هو مراقبة التنفيذ الإيراني عن كثب.

5. يتميّز ترامب، في حال لم تلاحظوا بعد، بثلاثة أمور: نظرية سياسية غير منتظمة وانتقائية، معرفة جزئية فقط في القضايا الخارجية، ومزاج متقلّب وغير مستقرّ. فهو ينظر إلى العالم بمفاهيم تجارية (يسمي ترامب الاتفاقات السياسية “صفقة”) ويعتقد أن إحدى نقاط قوته هي المفاوضات. وبخصوص الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، فقد وصف في الأيام الأخيرة الاتفاق الإسرائيلي – الفلسطيني كما وصفه في فترة الانتخابات: التحدي النهائي لمن كتب ART OF THE DEAL، ويمكن أن يقوم ترامب بإنجاز من أجل إسرائيل بل ومن أجل الإنسانية كلها. إذا لم تثر القضية ملله أو تستنفد طاقته، فإنّ عدم فهمه للقضايا العالقة بين إسرائيل والفلسطينيين لن يكون ذا صلة. سيحاول إدخال الطرفين إلى غرفة والضغط عليهما من خلال استخدام موهبته الشهيرة حتى يولد اتفاق تاريخي.

6. الابتهاجات في اليمين الإسرائيلي طفولية وسابقة لأوانها. ورغم وجود مسؤولين مؤيدين لإسرائيل جدا مقربين من ترامب، إلا أن هناك معادين للسامية أيضًا. في البلاد يميلون إلى الخلط بين الأمور التي تقال في مؤتمر أيباك وبين المصالح الجيواستراتيجية، الاقتصادية، وغيرها.

7. نتنياهو – من المرجح أن إدارة ترامب الجديدة لن تردّ بنفس الطريقة المبالغ بها التي ردّ بها أوباما عند بدء البناء في الضفة الغربية، كما لو كانت تنفّذ فيها عمليات إرهابية. ولكن يجب أن تكون رئيس حكومة غير بارع وعديم المسؤولية من أجل إثارة ضجة أمام مثل هذا الرئيس الذي انتُخب للتوّ والذي يسرّك أن تكرمه. اختار الفلسطينيون، بالمناسبة، من خلال انعدام وعي تام كالعادة، تهديد الرئيس المنتخَب للولايات المتحدة معربين أنهم “سيمرمرون حياته” إذا نقل السفارة إلى القدس. سأشعر بدهشة كبيرة إذا نفّذ ترامب فعلا وعوده بخصوص نقل السفارة، ولكن إذا تم ذلك، فالسبب بالتأكيد هو أنّ الفلسطينيين قد تحدّوه. بالإضافة إلى ذلك، يجب التصرف بلطف وذكاء بين مركزَي القوة – البيت الأبيض، والكونغرس الجمهوري، بما في ذلك كلا مجلسيه. لا يدور الحديث عن عامل واحد متناغم، وإنما عن عامليْن قد يكونا أيضا خصمين. هذا سلوك يحتاج إلى حسّ التناسب والفروق الدقيقة بما لا يقل بل وأكثر من كونغرس جمهوري ورئيس ديمقراطي.

8. الدول العربيّة – تأثر زعماء المنطقة إلى حد ضئيل جدا من الإسلاموفوبيا التي تطرق إليها ترامب. لقد أدركوا أنّ ذلك توجه شعبوي بهدف الانتخابات (وبسبب رسائل التهدئة التي أرسلها إليهم ترامب خلال الحملة أيضا). بالإضافة إلى ذلك، كانت علاقات اقتصادية وثيقة بين رجل الأعمال ترامب وبين دول الخليج وتركيا (في الواقع، من المرجح أن شركته، التي ستنتقل إلى أبنائه، لا تزال تقيم مثل هذه العلاقات) على مدى سنوات .

9. السيسي – مسرور جدا، شكرا لأنّكم تسألون عن حاله. فهو يعتقد أن الديمقراطيين قد رعوا الإخوان المسلمين كبديل إسلامي “معتدل” للتنظيمات الإرهابية، وتعاملوا معه بشكل فظيع ومرمروا حياته. تجاهله أوباما بغطرسة في المحافل الدولية. التقى به ترامب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة واحترمه. كل هراء منظمات حقوق الإنسان المموّلة أمريكيا ستتلاشى أخيرا من حياته. المعنى الضمني لأولئك الذين يدعونه ديكتاتورا هو: إذا كان هذا هو الرئيس الأمريكي، فماذا تريدون من دولة فقيرة مع صفر تقاليد ديمقراطية مثل مصر.

10. بشار الأسد – الرابح الأبرز من انتخاب ترامب، إذ يمكنه أن ينام حتى بهدوء أكثر مما نام في فترة أوباما، والذي لم يفقد هو أيضًا السيطرة، على أقلّ تقدير، من أجل إيقاف الإبادة الجماعية في سوريا. حصل الأسد من ترامب على شارة “مقاتل داعش”، ومع الاحتضان الروسي، فالحديث عن أخبار سيئة جدا لتنظيمات المعارضة السورية، ولرعاتهم في السعودية وقطر ولمن هو قلق من منطقة النفوذ الإيراني-الروسي التي تتشكّل على الحدود الشمالية لإسرائيل.

عن موقع “المصدر” الإسرائيلي

Optimized by Optimole