سيولة الوعي الحداثوي وتفكيك الضمير: قراءة فلسفية في تحولات المعرفة ونظم العقل

سيولة الوعي الحداثوي وتفكيك الضمير: قراءة فلسفية في تحولات المعرفة ونظم العقل
Spread the love

بقلم د. سامي محمود ابراهيم* —

في عالم مشحون بظواهر الظلم التي تمزق كبد العاقل كما يتمزق قلب المؤمن من دلالات الفسوق والتفريط في المقدسات على مذابح الشهوات، يستهلك الضمير ويصبح العرى الفكري والأخلاقي سمة العصر بامتياز.
تحول العالم إلى لعبة كونية خطيرة تحكمها القوانين السائلة ونهايات اللايقين. فارضنا لم تعد صلبة كما كانت. وعلى حبل غسيل الأحلام تنشر عقولنا المبتلة بالاوهام. تركنا التاريخ يكتب قصة الحاضر، وما زلنا نعصر بسن قلمه في صميم العقل حتى فاضت الكلمة. بقي المعنى هاءما يردد اخبار مدننا المستباحة، لانتهاء سيرك المحاصصة وكراسي المتفرجين. بيع الضمير العالمي في العلن، وحين سرق رغيف الجوع اجمع الساسة على استباحة طينه واجزموا بمصيره إلى سجون العذاب. وهم يسرقون حتى حبة الشعير من تنور الحياة. لم تبق على ابوابهم سوى رفات احلام خاوية يرتقها الاطفال من القمامة. وها هي الارض تفرش عناءها على منصة الزمن تتقصى خطى الضمائر وتحمل الإنسان فينا أمانة. فحين رمى عقل الحداثة الغربية موقفه من الوجود استيقظ نتشة قائلا:
أين الإله؟ أنا سأقول لكم ذلك! لقد قتلناه أنتم وأنا! نحن كلنا قتلناه! لكن كيف فعلنا ذلك؟ كيف استطعنا أن نفرغ البحر؟ من أعطانا الإسفنجة لمحو كل هذا الأفق؟ ماذا فعلنا بفصلنا الأرض عن شمسها؟ إلى أين تقودها حركاتها، حركاتنا؟ أبعيدا عن كل الشموس؟ ألم نندفع في منحدر لا قرار له؟ أما يزال هناك أعلى وأسفل؟ ألسنا نتيه صوب عدم لانهائي؟
لذلك تبدو العودة إلى مراجعة موقفنا من الفكر الفلسفي ضرورة ملحة لبحث جذور الأزمة الفكرية التي نعانيها.
ومعظم الرؤى والتصوران التي يتبناها خطابنا الفلسفي متطرفة وغير مكتملة بل ومثيرة للسخرية..
لذلك بقيت انسانيتنا مهدورة من قبل الطاغية المتسلط. وهذا كله تحركه الخلفية المعرفية للغرب بكافة ابعادها السلطوية وتغذيها النزعة الامريكية العابرة للقارات. وهكذا نتيجة الشعور بالياس يحاول الخطاب الفلسفي ان يخضع حياتنا للمصادفة وينفي لدينا الشعور بالمسوؤلية والوعي بالمستقبل. كل هذا ادى الى انهيار المستقبل ذلك البعد الانساني المهم واصبحنا نحكم الظن والاحتمال.. وهذا ما يفسر عداواتنا وحروبنا الطائفية وقلة وعينا وحيلتنا وهواننا على العالم.
هكذا تنتصر الفلسفة الامريكية وايديولوجياتها… اما نحن فبقينا نجتر نفايات الفكر الغربي ونعمل على تسويق بضاعته التقنية والتكنولوجية. ولو تم رفع هذه الوسائل والتقنيات لانكرنا الزمن ذاته ولثبت شرعا وعقلا اننا لا نستحق العيش فيه.
فمن دموع ضحايا القتل والتهجير تغتسل الفلسفة لتصلي صلاة الغائب على العقل الشرقي.. من دماء الشهداء والمعذبين ترسم افكار العرب والمسلمين… من حيرة المثقف الناظر في وجه السياسة البغيض يكتب مستقبل الامة..
كما ان مستقبلنا الغائب اللاجيء الى الغرب مرجعيتنا فيه جحافل النازية وخليفتها الفاشية، نتقمص على اسواره بشاعة الشوفينية ووظاعة الليبرالية الصهيو أمريكية… ونحن في وسط هذا التيار العنيف نتنفس الالم من بشاعة الكوارث التي سببتها اسطورة الفلسفات اللاعقلانية المدمرة.. فمن الصعب ان نعقل في حضارة الجنون الوحشي المستعر. ونحن امام المسرح العالمي المخيف نشاهد على خشبته الاحداث المرعبة من تطرف وقتل وعنف وارهاب… جماعات وعصابات منظمة وممولة لاثارة الفتن والمشاكل، شركات احتكارية عابرة للقارات، شعوب مهددة بالابادة والتهجير.
وهكذا تتبدد أوهامنا في قصة الفلسفة، حتى النظام الأخلاقي والروحي تزيحه فوضى اللاحتمية، فالكون عقلاني بنسبة ضئيلة جدا.
اما التقنية والتكنولوجيا المعاصرة والتي افلتت من كل السلطات بدأت تستهدف جينات الانسان الحقيقي ، تستهدف كل ما هو اخضر وجميل.. وعلوم الذرة والاشعة والطاقة ستوجه مدافعها الى الارض ليتم تقسيمها وابادتها ومن ثم مسح رسالة الانسان عليها.
وليس مستغربا ان يكون الموت الغدر الاعتداء الاغتصاب التجبر الظلم شعار فلسفة الأخر، لكن المستغرب والأغرب وعينا المعطل بحقيقة هذا الواقع. نغني الحرية وصدورنا تتشظى أنينا من أعظم أنواع القهر والأسر والعبودية. تنهشنا كلاب الإيديولوجيات المختلفة بأفكارها الهدامة المحظورة إنسانيا. والتي لا يمكن النيل منها وكشف أسرارها وأبعادها ومخططاتها إلا عندما نحمل شعار ” فلنتفكر” بروح صادقة أمينة تكتب بمداد ” العقل والايمان”..
إذا نحن بحاجة الى الفلسفة روحيا وماديا لنتمكن من اليات النهوض، نستثمر الذات الانسانية في الوجود فنتوسع داخل فلك الحضارة.
وبذلك نتخلص من حتمية السقوط والانحدار الى حتمية النهوض في مسار الحياة العالمية. هذا التحول يتزامن مع رؤية فلسفية عالمية كونية تمتلك بصرا حادا يغوص في اعماق بئر الواقع لينتشل سر كينونتنا الغامض …
معنى هذا ان الاجابة التي تغري طموح الفلسفة وكبرياءها محجوبة عن محض التفكير الإنساني المجرد المحدود ذي الوسائل المحدودة. أليست هذه دعوة لأن يلزم الفيلسوف حدوده وأن يعرف المسالك والفجاج التي يمكن أن تمثل سبحا للعقل والتجربة ويعمل من خلالها ليراكم الحقيقة. أم أن الخوف الأزلي الذي لا ينفك يلازم الفلسفة من المحدود والمحسوس، سيجعل من الفيلسوف مستكبراً عن الحقيقة التي يدعيها هدفاً ومحبوبا أسمى. إن الدين وأسراره الروحية والإنسان وعوالمه والأخلاق والكون هي محاور ثمينة يمكن أن تمثل موضوعاً يلبي طموح او حاجة التفلسف لدى الإنسان الفيلسوف ، وهو ما يجعل عقله دوما منتبها؛ لأن السر العجيب والجميل الذي يحسه الفيلسوف داخل الإنسان والمحيط الطبيعي والكوني أثمن من أن يغفل عنه، فالبحث والتأمل في المحسوسات والمعنويات وأسرارها هو ضرب من المتعة ومن تحمل المسؤولية، لا ينفك يعطى للإنسان من المعقولات ذات الدلالة والمغزى ما يجعله يرى من الآيات في النفس والآفاق حتى يتبين له الحق. فآيات النظر دالة على النفس والآفاق، وعلى قيومها سيد الإنسان وخالقه. إن للفلسفة اليوم في الدين والإنسان والأخلاق والسياسة سبحا طويلا. ولكن على الفلسفة أن تدرك قصورها عن الإحاطة بالحقيقة.
التفكير الفلسفي ليس محصورا في المشتغلين بالفلسفة, بل كل الناس يتفلسفون. لكن منذ القدم قيدت الفلسفة بقيود منهجية موغلة في أملاءات الشرط المنهجي وكان المنحى الذي وقع فيه الكثير من الفلاسفة المسلمين الذين أقحموا العقل في الإلهيات دون الالتزام ببديهات الوحي فشطحوا في فكرهم وصادموا يقينيات الشرع، وقد كان من المتاح لهم أن يضيفوا للوعي البشري إضافات ابيستيمولوجية لو جرى تفلسفهم ضمن الأطر العامة للتفكير البشري. صحيح إن العقل بحاجة إلى الفلسفة اذ تحرره من قوالب المفاهيم الوهمية ومن سيطرة الأحكام القبلية. فالعقل الفلسفي بطبيعته عقل إشكالي يرفض الركون إلى الأجوبة السهلة, ويأبى الوصاية المعرفية، بل يخضع المعطيات الفكرية للنقد العميق ويجعلها موضع تساؤل ونقد مستمرين. فالتفلسف حالة من الاستنفار العقلي والذهنية الثائرة والوعي المتمرد الذي يتجاوز الاعتبارات الظرفية إلى رحاب المسائل الكلية بادئا خط سيره بالنظر إلى الذات بغية تحطيم رؤيتها الوهمية المتكئة على مجرد التقليد وهتك الأستار المسدلة التي تمثل عائقا ابستيمولوجيا في بلوغ الحقيقة. لهذا فالعقل بحاجة إلى الفلسفة كرؤى وتصورات ذهنية تأملية عن العالم والوجود والأشياء. كما ان الفلسفة تفرض ذاتها من خلال تقيدها بخطوات التفكير العلمي والحوار. واذا كانت الفلسفة بطبيعتها نسقية تسير وفق النظام والتأليف، فهي ليست فكرا مرتجلا وإنما هي تفكير منظم وبنية من الأفكار ومنظومة من النظريات. وهي فكر عقلاني يتميز بالاشتغال النقدي. الفلسفة باعتبارها ذات طابع إشكالي قائمة على السؤال الفلسفي المنبثق عن الدهشة، إنها دهشة. كما ان الشمولية أحد أبرز ملامح الفلسفة فهي تهتم بالقضايا الأكثر عمومية وتتصف بالتناول الكلي للموضوعات بيد أنه يفترض أن لا يعزب عن متناول الوعي أن الفلسفة في أحايين كثيرة باتت بوابة رحبة تسربت منها انحرافات الفكر في كافة العصور، حيث إن الفلاسفة عمدوا إلى تاليه العقل ولم يجعلوا منه أحد المرجعيات المعرفية ، فنعتوا الذات العلية بأنها علة فاعلة مستلزمة لمعلولها، وكان من إفرازات مسلمات قانون العلية القول بقدم العالم حيث لا يتصورون وجود الواجب من دون وجودات ممكنة والعالم بزعمهم معلول للخالق مساوق له بالزمان مساوقة المعلول للعلة مع عجزهم عن تأكيد أزليته وعدم قدرتهم على نفي حدوثه. والموت في تصورهم ليس صفة بين وجودين بل عدم صرف، ولذا نفوا المعاد الجسماني لصالح البعث الروحاني قالوا بالوجود المطلق كمعنى كلي عقلي محض مع أنه ذا دلالة شمولية لا تختص بموجود دون موجود، فمزجوا بين الوجود المطلق الكلي الذهني وبين الماهية وملامح التشخيص الخارجي ونفوا الصفات تحت ذريعة أن إثباتها يوجب الكثرة وتعدد القدماء. أيضا اعتقدوا بامتناع وجود حوادث لا أول لها وقالوا بنظرية الجوهر الفرد وبنظرية التسلسل في المخلوقات في الماضي, واقترفوا جريرة الزعم بأن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد هو العقل الأول. أما النبوة فيرون أنها كسبية من خلال القوة الحدسية وقوة التخيل وقوة نفسانية يتصرف بها في هيولى العالم. هذا المنهج الذي تشكلت ملامحه على أولوية إقصاء الوحي قرر أن الله لا يخلق من اللاشيء شيئا، وعلى ضوء ذلك اشتغلوا على برهنة أن المعدوم شيء ثابت في العدم, أما الملائكة فقد تم نعتهم بأنهم ماهيات مجردة عن المادة وليست أحياء ناطقة تقوم بذاتها بقدر ما هي قوالب نورانية, أما الوحي في وعيها فهو فيض عقلي يفيض من العقل الفعال، فهو العقل العاشر في سلسلة العقول. إن هذا الضرب من الفلسفة ذات النزعة الماورائية يجب إسقاطها. إن التفلسف الفعلي هو ذلك المنبعث في قراءته المتواصلة لنص الوجود وفقا لإملاءات الخصوصية المنهجية ويدور في إطار الوحي فلا يخوض في القضايا المتعالية على سلطان المشاهدة بوصف هذه الآلية هي التي تربك الذهنية وتصرف الطاقة العقلية عن سياقها. إنه لا يسوغ للفرد إخضاع البديهيات العقدية للتساؤل بدعوى البحث عن اليقين وكذلك المعرفة المتولدة لديه من الخبر الصادق وحيا في دائرة الغيب والشهادة، بل يتحتم الإذعان المطلق. إن التفلسف الحقيقي هو ذلك المرتكز على الشمولية والعمق التفسيري والتعليل, إنه ذلك الذي يبحث عن النواميس والسنن الناظمة لهذا الكون, ويربط بين العلل ومعلولاتها، فهو ينمي ما هو إنساني في الإنسان بشكل ينسجم والحقائق الماورائية الجزئية والكلية بحسبها حقائق يقينية, إذ ثمة تحفظ يبديه الوحي أمام مقاربتها, بل ويندد بذلك العقل الذي لا سقف يحده، فهو يندفع بلا حسبان ويطرح أسئلة ذات لون غيبي تتعالى على الإدراك البشري. الدين قنن أنظمة ووضع سياجا تؤطر مسافات العقل وتحجم من انطلاقته وارتياده حقولا لم يرشح لارتيادها. نعم العقل الفلسفي القادح لزناد فكره لا يملك تجاهل دهشته ومناهضة حب الفضول المغري باقتحام المجاهيل ومقاومة التوق الجبلي نحو سبر أغوار الأشياء ، لكن هذا إذا لم يجر تقنين مسيرته، فمصيره إلى التيه والتخبط. إن مقتضيات اللحظة المعرفية تقرر محورية وضع مقررات للدرس الفلسفي تحفل بهذا العلم لترشيد طرائق التفكير وإقامة قواعد منهجية لها والتأسيس لفلسفة مغايرة غير مستقاة من فضاء فلسفي مباين للإطار النصي. لابد في لفلسفة تسهم في إغناء التجربة الإنسانية من فتح عهد جديد في سلوك التفلسف يتخلق على ضوء الاعتبارات المعتبرة في عمق ثقافتنا ليكون لها حضور استقلالي. لابد من الانطلاق في عملية الإبداع الفلسفي من ثوابت الذات والخطوط العميقة في مرجعيتها.
فطعم الحقيقة المطلقة أسعد وألذ من طعم الحيرة المعذبة مهما طرء على الحيرة من التمجيد. وحين تعرف الفلسفة وتعترف بطريق الحقيقة، فإن العقل سيعرف الطمأنينة والراحة النشطة، وسيعرج في مداءات ليست غريبة عنه، ألا تون معي أن الكون والإنسان موضوعات فلسفية في القرآن لا تستهلك من كثرة الرد، إنها دعوة للخروج بالعقل من محنته في الغرب، حين يكون العقل انتقائيا حين يكون عقلا للاحتلال، والبحث الدؤوب عن عقلنة التوسع من أجل السيطرة والأسواق، بل حين يتحور العقل إلى ملكة وأداة باعثة على التدمير والتخريب وهو ما أصبحت تتنبه اليه قوى عدة وتتصدى له من داخل الفلسفة برؤية نقدية تدرك مخاطر التمجيد المفرط، بل وتأليه العقل، وجعله على حساب الإنسان الذي هو ليس عقلاً فحسب. فمتى ستدرك الفلسفة الغربية في نسخها الحداثوية المعاصرة قيمة التوازن وتعدد زوايا قراءة الحقيقة.
إن العقل الذي وهبه الله تعالى للإنسان يتمتع بقدرات فائقة لكنه في النهاية يظل محدودا, الأفكار التي نمتلكها, أكثرها وليد التجربة وثمرة المعاناة, أي هي خبرة وجودية تشتبك فيها منظومات المبدأ والرمز وأنظمة المعارف. وأنماط السلطة, وأساليب العيش وأشكال الاهتمام بالذات. ولذا فإنه يجب ألا نعتبرها نهائية.
ولذا فلا ينبغي أن ننتظر الفوز برؤية نهائية, نسترشد بها في مواصلة البناء, وتخطي العقبات, فالأعمال العقلية المتزايدة, لا تؤدي بالضرورة إلى تقدم عقلاني مطرد, فالنكوص والتراجع من الأمور الواردة بكثرة اليوم؛ بل إن للتقدم العقلي مفرزات جانبية شديدة الخطورة عليه, ولا سيما إذا ما تأتي للعقل أن يتحلل من القيم والقيود الأخلاقية.
فهناك أيضا المصالح السياسية والأهواء البشرية والشهوات. وكل ذلك يجعل من ميادين الحياة مصانع سيئة لإنتاج الأفكار وتطبيقها.
ولهذا فان علينا أن نسعى دائماً إلى تفحص برامجنا وقراءة أحوالنا وإقامة علاقات نقدية مع ذواتنا. وليس المطلوب أن تصبح المحاكمة العقلية لدينا كاملة, وإنما المطلوب هو مداومة فضح الممارسات الفكرية الخاطئة, وكشف زيف أعمال العقل, وبالإضافة إلى استشراف المزيد من النضج والاقتراب من الصواب.
وما لم نتعامل مع منتجاتنا الفكرية وتجاربنا, ومع أحداث العالم من حولنا على هذا النحو فإن كثيراً من مكتسباتنا النهضوية يمكن أن يكون في خطر, كما يمكن لكل ما أحرزناه من تقدم عقلي وفكري أن يصبح موضع تسأول.
إن حضارة ثرية ودينا ربانيا متكاملا قويما لا تنقلان إلا بلسان فلسفي بليغ يعي حقيقة أبعادها وبيان مضامينها، خاصة ان الكلام كله يرجع إلى الأمس، فما جديد تفاعلنا اليوم. لنقلب صفحات العالم ونقراها من جديد علنا ننتج في قاموس الحضارة. انبعاث ونهضة تحتضن الحياة وتجعل من الإنسان وعيا جديدا يحتمل سعة العالم اللامنتمي وثقله المطرد… لا بد من تحديد بعدنا الذاتي في ارض العلم والعمل، وننسى أثرنا المعكوس تحت الوصاية سنين طويلة. لنتذكر ان مصادر طاقتنا موجودة في منظومتنا الفكرية. فنشهد عندئذ وعي وانسجام تام مع سائر مفردات الحياة.

أستاذ في قسم الفلسفة – كلية الآداب – جامعة الموصل.

Optimized by Optimole