السبب الحقيقي لزيارة نتنياهو لعُمان سيتضح قريباً

السبب الحقيقي لزيارة نتنياهو لعُمان سيتضح قريباً
Spread the love

بقلم: إيلي فوده – أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق الأوسطية في الجامعة العبرية، ومدير معهد “متفيم” المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية، وهو يكتب حالياً عن علاقات إسرائيل السرية بدول المنطقة —

الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الحكومة ورئيس الموساد إلى عُمان سلطت الضوء على هذه السلطنة البعيدة في الخليج التي لا تعرفها أغلبية الإسرائيليين. العلاقة بين إسرائيل وعُمان ليست جديدة، ومن غير المعروف متى بدأت، لكن هذا حدث في بداية حكم السلطان قابوس بن سعيد الذي قام بانقلاب في سنة 1970، ومنذ ذلك الحين وهو في السلطة (الحاكم العربي الأكثر قدماً.)، في تلك الفترة اضطر السلطان قابوس إلى مواجهة تمرد إقليم ظفار الواقع في جنوب البلاد على الحدود مع اليمن. وقد ساعدته بريطانيا، من خلال جيش من المرتزقة، وإيران الجارة في الجنوب، في قمع التمرد، لكن إسرائيل كانت موجودة هناك أيضاً. دورها في تقديم المساعدة لم يتضح قط، لكن يبدو أنه شمل تقديم الاستشارة والتدريب وأيضاً توفير السلاح.
بالإضافة إلى أن إسرائيل كانت تبحث عن حليف لها في الشرق الأوسط العربي، ثمة أهمية جغرافية واستراتيجية لعُمان: فهي تشرف على مدخل الخليج الفارسي (العربي) وعلى مضائق هرمز من الجانب العربي. والعلاقة التي أقيمت مع قابوس في السبعينيات واستمرت، على ما يبدو، طوال هذه السنوات كان لها أهمية كبيرة، لأنها أرست قاعدة العلاقات التي تطورت بين الدولتين في التسعينيات، وأيضاً بسبب موقف عُمان المعتدل إزاء كل ما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي-العربي منذ نهاية السبعينيات.
لقد أيدت عُمان اتفاقات كمب ديفيد في أيلول/سبتمبر 1978 بين إسرائيل ومصر، وبعد توقيع اتفاق السلام في سنة 1979، كانت إحدى الدول العربية الثلاث (إلى جانب السودان والمغرب) التي لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية بمصر وهذا القرار وضع عُمان في وضع حساس في مواجهة جيرانها من الدول العربية في الخليج، بالإضافة إلى ذلك، فإن نشوب ثورة الخميني في إيران في سنة 1979، عكّر العلاقات بين عُمان وإيران اللتين كانتا حليفتين تحت حكم الشاه. هذا السلوك المستقل تحول إلى ميزة دائمة في السياسة الخارجية للسلطان قابوس.
بدءاً من الثمانينات، دأب عنصر الموساد ناحيك نبوت [من مواليد 1931] على الاجتماع مع سلطان عُمان بشكل دوري. وتناولت المحادثات المصالح المشتركة بين الدولتين، التي شملت التخوف من تمدد النفوذ والسلاح السوفياتيين في الشرق الأوسط، والثورة في إيران، وعملية السلام.
نقطة التحول في العلاقات بين إسرائيل وعُمان حدثت بعد مؤتمر مدريد [1991]، وتوقيع اتفاقات أوسلو، واتفاق السلام مع الأردن. جرت اتصالات غير رسمية بين الدولتين في أروقة الأمم المتحدة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1994، عقد يوسي بيلين، الذي كان نائباً لوزير الخارجية، آنذاك، اجتماعاً سرياً مع موظف عُماني رفيع المستوى للبحث في العلاقات بين الدولتين. هذه الاتصالات وغيرها دفعت عُمان إلى اتخاذ قرار استضافة الاجتماعات السرية لمجموعة العمل التي عالجت موضوع المياه في إطار المحادثات المتعددة الأطراف في عملية أوسلو، في العاصمة مسقط، في نيسان/أبريل 1994.
تدخّل عُمان ومشاركتها في مجموعة العمل لم يكونا في السر. لكن الاتصالات السرية بين يوسي بيلين ويوسف بن علوي، وزير خارجية عُمان، هدفت إلى إعداد الأرضية للقاء بين رئيس الحكومة يتسحاق رابين والسلطان قابوس جرى في 27 كانون الأول/ديسمبر 1994، بعد أشهر قليلة من توقيع الاتفاق بين رابين والملك حسين. وكان هذا اللقاء هو اللقاء العلني الأول بين زعيم إسرائيلي وحاكم عربي في الخليج. وكان الخطر الإيراني منذ ذلك الحين موضوعاً مشتركاً في المحادثات.
الزيارة التي جرت تغطيتها إعلامياً عرّضت عُمان لانتقادات العالم العربي، ونتيجة لذلك ظلت أغلبية الاتصالات تجري من وراء الكواليس، لكن بعضها كان أيضاً علنياً، مثل الاجتماع بين وزير الخارجية شمعون بيرس ونظيرة العماني العلوي في واشنطن في تموز/يوليو 1995. وقد أدى اغتيال رابين، الذي مثّل العلوي السلطنة في جنازته، إلى تعزيز العلاقات العلنية. وفي كانون الثاني /يناير 1996، وقّعت عُمان وإسرائيل اتفاقاً لإقامة “مكاتب للتمثيل التجاري”.
في نيسان/أبريل 1996، قام بيرس بزيارة إلى عُمان وقطر. جرت الزيارة في قصر السلطان الصيفي في صلالة، ورافقه فيها داني غيرلمان، رئيس اتحاد غرف التجارة، ورجال أعمال آخرين بهدف الدفع قدماً بالعلاقات الاقتصادية. ومن أجل إعطاء الزيارة طابعاً استثنائياً أصر مستشار بيرس، آفي جيل، على استقبال بيرس في استعراض عسكري وعزف نشيد “هتكفا” وفي أيلول/سبتمبر 1999، التقى وزير الخارجية، ديفيد ليفي بالعلوي على هامش الجمعية العامة في الأمم المتحدة. في تلك المرحلة تحولت الاجتماعات بين ممثلين إسرائيليين وممثلين دبلوماسيين من الدول العربية في أثناء انعقاد الجمعية العامة السنوي إلى أمر عادي. لكن عُمان اضطرت إلى إغلاق الممثلية الإسرائيلية في بداية سنة 2000، نتيجة انعكاسات نشوب الانتفاضة الفلسطينية على الرأي العام العربي. وفي سنة 2008، عُلم أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التقت بوزير الخارجية العلوي لدى مشاركتها في منتدى الدوحة في قطر.
المشروع الأكثر أهمية بين إسرائيل وعُمان كان إنشاء مركز لأبحاث الشرق الأوسط لتحلية المياه (Middle East Research Center MEDRC) الذي دُشن في سنة 1977. والمشروع هو نتيجة المحادثات التي جرت ضمن مجموعة العمل المتعددة الأطراف التي عالجت المياه والبيئة، وموّلتها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وعُمان وإسرائيل. لقد كان من مصلحة عُمان، وهي دولة صحراوية وبحاجة إلى مياه، إقامة المركز على أراضيها. وتحت غطاء مشروع تكنولوجي كان في إمكان عُمان وإسرائيل إقامة صلات سرية سياسية، لم تكن تحظى بالشرعية في الإعلام وفي الشارع العربي. وكان في إمكان ممثلين عن إسرائيل الاجتماع مع ممثلي دول عربية (أساساً من الخليج) ليست لديها علاقات دبلوماسية بإسرائيل.
استمر مركز تحلية المياه في العمل خلال فترة الانتفاضة، وبعد إغلاق الممثلية التجارية لإسرائيل في عمان. ويمكن الافتراض أنه تحت غطاء هذا المركز استمرت أيضاً الاتصالات السياسية بعُمان وبدول خليجية أُخرى. وتدل وثائق ويكيليكس التي سُربت على شبكة الانترنت على وجود صلات بين إسرائيل وعُمان ودول خليجية أُخرى في تلك الفترة، تمحورت حول التعاون الممكن لمواجهة التهديد النووي الإيراني.
إذن ترمز زيارة نتنياهو إلى عُمان إلى الاستئناف الرسمي لقصة حب قديمة. ومع ذلك، يدل استعداد عُمان لإظهار الاجتماع إلى العلن على جرأة وثقة بالنفس، وخصوصاً في ظل الحائط المسدود المستمر بين إسرائيل والفلسطينيين. بالإضافة إلى مناقشة التهديدات الإقليمية والمشكلة الفلسطينية (أبو مازن زار عُمان قبل أيام من زيارة نتنياهو)، يمكن الافتراض أن هناك سبباً ملموساً للزيارة.
السبب الحقيقي سيظهر بالتأكيد في وقت قريب، لكن في هذه الأثناء يمكن التكهن بأن المقصود هو وساطة عُمانية بين إسرائيل والفلسطينيين ودولة لا تقيم علاقات سرية بها، مثل إيران أو سورية. بالنسبة إلى عُمان، إلى جانب الحصول على الاحترام إزاء جيرانها في السعودية وقطر، تشكل إسرائيل عنصراً يمكنه مساعدتها للتقرب من الولايات المتحدة ومن الغرب أجمالاً.
ومن دون علاقة بزيارة نتنياهو، من المفترض أن يزور وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، عُمان هذا الأسبوع للمشاركة في مؤتمر دولي في موضوع المواصلات، ولتقديم مشروعه الطموح “سكك السلام” التي من المفترض أن تربط إسرائيل بالخليج عن طريق الأردن. من أجل تحقيق هذه الفكرة الطريق لا تزال طويلة، لكن تثبت الزيارتان أن إسرائيل هي لاعب معروف ومحترم على الساحة العربية وفي الشرق الأوسط.إيلي فوده – أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق الأوسطية في الجامعة العبرية، ومدير معهد “متفيم” المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية، وهو يكتب حالياً عن علاقات إسرائيل السرية بدول المنطقة

الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الحكومة ورئيس الموساد إلى عُمان سلطت الضوء على هذه السلطنة البعيدة في الخليج التي لا تعرفها أغلبية الإسرائيليين. العلاقة بين إسرائيل وعُمان ليست جديدة، ومن غير المعروف متى بدأت، لكن هذا حدث في بداية حكم السلطان قابوس بن سعيد الذي قام بانقلاب في سنة 1970، ومنذ ذلك الحين وهو في السلطة (الحاكم العربي الأكثر قدماً.)، في تلك الفترة اضطر السلطان قابوس إلى مواجهة تمرد إقليم ظفار الواقع في جنوب البلاد على الحدود مع اليمن. وقد ساعدته بريطانيا، من خلال جيش من المرتزقة، وإيران الجارة في الجنوب، في قمع التمرد، لكن إسرائيل كانت موجودة هناك أيضاً. دورها في تقديم المساعدة لم يتضح قط، لكن يبدو أنه شمل تقديم الاستشارة والتدريب وأيضاً توفير السلاح.
بالإضافة إلى أن إسرائيل كانت تبحث عن حليف لها في الشرق الأوسط العربي، ثمة أهمية جغرافية واستراتيجية لعُمان: فهي تشرف على مدخل الخليج الفارسي (العربي) وعلى مضائق هرمز من الجانب العربي. والعلاقة التي أقيمت مع قابوس في السبعينيات واستمرت، على ما يبدو، طوال هذه السنوات كان لها أهمية كبيرة، لأنها أرست قاعدة العلاقات التي تطورت بين الدولتين في التسعينيات، وأيضاً بسبب موقف عُمان المعتدل إزاء كل ما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي-العربي منذ نهاية السبعينيات.
لقد أيدت عُمان اتفاقات كمب ديفيد في أيلول/سبتمبر 1978 بين إسرائيل ومصر، وبعد توقيع اتفاق السلام في سنة 1979، كانت إحدى الدول العربية الثلاث (إلى جانب السودان والمغرب) التي لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية بمصر وهذا القرار وضع عُمان في وضع حساس في مواجهة جيرانها من الدول العربية في الخليج، بالإضافة إلى ذلك، فإن نشوب ثورة الخميني في إيران في سنة 1979، عكّر العلاقات بين عُمان وإيران اللتين كانتا حليفتين تحت حكم الشاه. هذا السلوك المستقل تحول إلى ميزة دائمة في السياسة الخارجية للسلطان قابوس.
بدءاً من الثمانينات، دأب عنصر الموساد ناحيك نبوت [من مواليد 1931] على الاجتماع مع سلطان عُمان بشكل دوري. وتناولت المحادثات المصالح المشتركة بين الدولتين، التي شملت التخوف من تمدد النفوذ والسلاح السوفياتيين في الشرق الأوسط، والثورة في إيران، وعملية السلام.
نقطة التحول في العلاقات بين إسرائيل وعُمان حدثت بعد مؤتمر مدريد [1991]، وتوقيع اتفاقات أوسلو، واتفاق السلام مع الأردن. جرت اتصالات غير رسمية بين الدولتين في أروقة الأمم المتحدة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1994، عقد يوسي بيلين، الذي كان نائباً لوزير الخارجية، آنذاك، اجتماعاً سرياً مع موظف عُماني رفيع المستوى للبحث في العلاقات بين الدولتين. هذه الاتصالات وغيرها دفعت عُمان إلى اتخاذ قرار استضافة الاجتماعات السرية لمجموعة العمل التي عالجت موضوع المياه في إطار المحادثات المتعددة الأطراف في عملية أوسلو، في العاصمة مسقط، في نيسان/أبريل 1994.
تدخّل عُمان ومشاركتها في مجموعة العمل لم يكونا في السر. لكن الاتصالات السرية بين يوسي بيلين ويوسف بن علوي، وزير خارجية عُمان، هدفت إلى إعداد الأرضية للقاء بين رئيس الحكومة يتسحاق رابين والسلطان قابوس جرى في 27 كانون الأول/ديسمبر 1994، بعد أشهر قليلة من توقيع الاتفاق بين رابين والملك حسين. وكان هذا اللقاء هو اللقاء العلني الأول بين زعيم إسرائيلي وحاكم عربي في الخليج. وكان الخطر الإيراني منذ ذلك الحين موضوعاً مشتركاً في المحادثات.
الزيارة التي جرت تغطيتها إعلامياً عرّضت عُمان لانتقادات العالم العربي، ونتيجة لذلك ظلت أغلبية الاتصالات تجري من وراء الكواليس، لكن بعضها كان أيضاً علنياً، مثل الاجتماع بين وزير الخارجية شمعون بيرس ونظيرة العماني العلوي في واشنطن في تموز/يوليو 1995. وقد أدى اغتيال رابين، الذي مثّل العلوي السلطنة في جنازته، إلى تعزيز العلاقات العلنية. وفي كانون الثاني /يناير 1996، وقّعت عُمان وإسرائيل اتفاقاً لإقامة “مكاتب للتمثيل التجاري”.
في نيسان/أبريل 1996، قام بيرس بزيارة إلى عُمان وقطر. جرت الزيارة في قصر السلطان الصيفي في صلالة، ورافقه فيها داني غيرلمان، رئيس اتحاد غرف التجارة، ورجال أعمال آخرين بهدف الدفع قدماً بالعلاقات الاقتصادية. ومن أجل إعطاء الزيارة طابعاً استثنائياً أصر مستشار بيرس، آفي جيل، على استقبال بيرس في استعراض عسكري وعزف نشيد “هتكفا” وفي أيلول/سبتمبر 1999، التقى وزير الخارجية، ديفيد ليفي بالعلوي على هامش الجمعية العامة في الأمم المتحدة. في تلك المرحلة تحولت الاجتماعات بين ممثلين إسرائيليين وممثلين دبلوماسيين من الدول العربية في أثناء انعقاد الجمعية العامة السنوي إلى أمر عادي. لكن عُمان اضطرت إلى إغلاق الممثلية الإسرائيلية في بداية سنة 2000، نتيجة انعكاسات نشوب الانتفاضة الفلسطينية على الرأي العام العربي. وفي سنة 2008، عُلم أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التقت بوزير الخارجية العلوي لدى مشاركتها في منتدى الدوحة في قطر.
المشروع الأكثر أهمية بين إسرائيل وعُمان كان إنشاء مركز لأبحاث الشرق الأوسط لتحلية المياه (Middle East Research Center MEDRC) الذي دُشن في سنة 1977. والمشروع هو نتيجة المحادثات التي جرت ضمن مجموعة العمل المتعددة الأطراف التي عالجت المياه والبيئة، وموّلتها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وعُمان وإسرائيل. لقد كان من مصلحة عُمان، وهي دولة صحراوية وبحاجة إلى مياه، إقامة المركز على أراضيها. وتحت غطاء مشروع تكنولوجي كان في إمكان عُمان وإسرائيل إقامة صلات سرية سياسية، لم تكن تحظى بالشرعية في الإعلام وفي الشارع العربي. وكان في إمكان ممثلين عن إسرائيل الاجتماع مع ممثلي دول عربية (أساساً من الخليج) ليست لديها علاقات دبلوماسية بإسرائيل.
استمر مركز تحلية المياه في العمل خلال فترة الانتفاضة، وبعد إغلاق الممثلية التجارية لإسرائيل في عمان. ويمكن الافتراض أنه تحت غطاء هذا المركز استمرت أيضاً الاتصالات السياسية بعُمان وبدول خليجية أُخرى. وتدل وثائق ويكيليكس التي سُربت على شبكة الانترنت على وجود صلات بين إسرائيل وعُمان ودول خليجية أُخرى في تلك الفترة، تمحورت حول التعاون الممكن لمواجهة التهديد النووي الإيراني.
إذن ترمز زيارة نتنياهو إلى عُمان إلى الاستئناف الرسمي لقصة حب قديمة. ومع ذلك، يدل استعداد عُمان لإظهار الاجتماع إلى العلن على جرأة وثقة بالنفس، وخصوصاً في ظل الحائط المسدود المستمر بين إسرائيل والفلسطينيين. بالإضافة إلى مناقشة التهديدات الإقليمية والمشكلة الفلسطينية (أبو مازن زار عُمان قبل أيام من زيارة نتنياهو)، يمكن الافتراض أن هناك سبباً ملموساً للزيارة.
السبب الحقيقي سيظهر بالتأكيد في وقت قريب، لكن في هذه الأثناء يمكن التكهن بأن المقصود هو وساطة عُمانية بين إسرائيل والفلسطينيين ودولة لا تقيم علاقات سرية بها، مثل إيران أو سورية. بالنسبة إلى عُمان، إلى جانب الحصول على الاحترام إزاء جيرانها في السعودية وقطر، تشكل إسرائيل عنصراً يمكنه مساعدتها للتقرب من الولايات المتحدة ومن الغرب أجمالاً.
ومن دون علاقة بزيارة نتنياهو، من المفترض أن يزور وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، عُمان هذا الأسبوع للمشاركة في مؤتمر دولي في موضوع المواصلات، ولتقديم مشروعه الطموح “سكك السلام” التي من المفترض أن تربط إسرائيل بالخليج عن طريق الأردن. من أجل تحقيق هذه الفكرة الطريق لا تزال طويلة، لكن تثبت الزيارتان أن إسرائيل هي لاعب معروف ومحترم على الساحة العربية وفي الشرق الأوسط.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole