أزمة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي تقوِّض قدراته وتمسّ بجاهزيته للحرب

أزمة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي تقوِّض قدراته وتمسّ بجاهزيته للحرب
Spread the love

بقلم عاموس هرئيل – معلق عسكري إسرائيلي —

 

“المنظومة لا ترى الأشخاص، وإنما اعتبارات المال والتوفير فقط” *”ضباط الميدان أصبحوا شلّة من الجبناء الذين يخشون من تقديم الشكاوى. لا يحتجّون، خوفاً من تعرضهم للتنكيل” *”الجنرالات مشغولون بالصورة، لا بالمضمون” * “النهج السائد هو “تدبروا الأمر بما هو متوفر”، وكل من يطرح مشكلة يُعدّ بَكّاءً” * في رسالة من عشرات الصفحات، يقتبس المفوّض، يتسحاق بريك، من عشرات الضباط من وحدات متعددة في الجيش الإسرائيلي ويحذر: بعد بضع سنوات، سيجري اختيار القادة في الجيش وفق تسويات فقط وسيخدم فيه ضباط متوسطو المستوى فقط. 

 

  • وجّه مفوض شكاوى الجنود، اللواء (احتياط) يتسحاق بريك، نقداً لاذعاً واستثنائياً لسياسة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، وذلك في رسالة وجهها هذا الأسبوع إلى القيادة العليا للجيش وإلى أعضاء لجنة الشؤون الأمنية والخارجية في الكنيست. ويقوم بريك، الذي سينهي في شهر كانون الثاني/يناير القريب عشر سنوات من توليه هذا المنصب، بتوثيق سلسلة طويلة من المحادثات التي أجراها مع عشرات الضباط وضباط الصف النظاميين من تشكيلة واسعة من الوحدات والأقسام والأذرع المختلفة في الجيش الإسرائيلي.
  • يصف ضباط وضباط الصف في الجيش، الذين التقى بهم بريك، جهازاً متوسط المستوى يعاني التآكل المستمر جرّاء العبء الزائد من المهمات، وقلة إصغاء القيادة العليا للمشكلات، وأزمة الدافع إلى الخدمة بين الضباط الشباب، الذين لا يبدون اهتماماً للالتزام بتأدية خدمة نظامية إضافية في الجيش، في ضوء الوضع السائد في الوحدات المتعددة. ويحذّر بريك من أن أزمة القوى البشرية تمس بجاهزية الجيش للحرب ويقتبس عن بعض الضباط الميدانيين تحذيراتهم من أن قيادة الجيش منشغلة بترويج صورة كاذبة عن الجاهزية العالية، تفوق الواقع بكثير.
  • ويكتب المفوّض أن رؤساء الجيش يدّعون أن ليست لديهم أي مشكلة في أن يعيّنوا اليوم قادة جدداً ذوي مستوى رفيع للألوية المتعددة، لكنه يعتقد أن الواقع سوف يتغير في غضون سنوات قليلة، على خلفية انعكاسات خطة “جدعون” المتعددة السنوات والنمط الجديد الذي أقره الجيش للخدمة النظامية الدائمة، والذي بموجبه يخرج الضباط من الخدمة النظامية في “محطات استعفاء” مبكرة أكثر مما كان عليه الحال في السابق ـ في سن 28، 35 و42 عاماً. عمق الأزمة، يكتب بريك في رسالته، سيتضح على حقيقته بعد سنوات قليلة. ويضيف: “سيجري اختيار القادة في الجيش وفق تسويات وستصبح الخدمة فيه خدمة ضباط متوسطي الكفاءة”.
  • في رسالته، التي تمتد على عشرات الصفحات، يعرض بريك التغيرات التي حدثت في الجيش خلال السنوات الأخيرة. كجزء من خطة “جدعون” المتعددة السنوات، وفي إطار الاتفاق مع وزارة المالية، تقرر في الجيش تقليص نحو 4,000 وظيفة في الخدمة النظامية وتقليص عدد رجال الخدمة النظامية الدائمة إلى نحو 40 ألفاً. كما جرى أيضاً تحويل ملاكات من الخدمة النظامية في القوات البرية إلى الوحدات الاستخباراتية، السيبرانية والتكنولوجية. وفي إطار هذه الخطوات، جرى في القوات البرية تقليص أفقي – تقليص الملاكات في جميع الوحدات، وهو ما زاد العبء كثيراً على القوى البشرية المتبقية، جرّاء عدم تقليص حجم المهام الملقاة على عاتقها.
  • وطبقاً لما يكتبه بريك، فقد أدى ذلك إلى “تآكل حاد في أوساط مؤدي الخدمة، وسطحية وضحالة في تأدية المهام، بل وعدم تنفيذها أيضاً”. ويصف، في المقابل، تراجعاً حاداً في الدافع إلى الخدمة، يبدو واضحاً – كما يقول – في تشكيلات عديدة من الجيش، ومنها التشكيلات القتالية البرية، الوحدات التكنولوجية، وحدات الاتصال، الوحدات الاستخباراتية، الوحدات الطبية، الوحدات اللوجستية وغيرها. وأدى قرار تقليص الخدمة النظامية للرجال في الجيش بمقدار أربعة أشهر، إلى 32 شهراً فقط، إلى نشوء أعباء إضافية. ثم يحذر من أن الدمج بين هذه السيرورات “أدى إلى تدهور خطر في قدرة الجيش الإسرائيلي على تأدية مهماته، وبالتالي تضررت جاهزيته للحرب”.
  • تشكل رسالة مفوض شكاوى الجنود حلقة إضافية في الخلاف، الذي أصبح علنياً منذ زمن، بينه وبين قيادة الجيش العليا. في الأسبوع الماضي، تطرق رئيس أركان الجيش، غادي أيزنكوت، إلى ادعاءات سابقة طرحها المفوض في جلسة مغلقة كانت عقدتها لجنة الشؤون الأمنية والخارجية في الكنيست. أعلن أيزنكوت قبول بعض الادعاءات النقدية التي وردت في تقرير المفوّض السنوي الذي نُشر في شهر حزيران الأخير، تتعلق بمشكلات في مجال ثقافة التنظيم والانضباط في الجيش. لكنه رفض، في المقابل، تحذيرات بريك بشأن المس بجاهزية الجيش للحرب. وقال إن المفوض لا يمتلك صلاحية وأدوات الفحص المنهجي لهذه الجوانب وإن الواقع مختلف جوهرياً.
  • يتطرق بريك في رسالته الجديدة هذا الأسبوع إلى ادعاءات الجيش أن الرقابة على هذه الشؤون ليست من صلاحيته أو ضمن مهامه. ويقول إن هذا أشبه بشخص أُصيب بجراح يصل إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكن المستشفى يرفض تقديم العلاج له قبل أن يعبئ الاستمارات، بينما يكون وضعه الصحي آخذاً في التدهور والتفاقم. يكتب: “بحكم وظيفتي، خُوِّلتُ صلاحية معالجة قضايا جميع الذين يخدمون في الجيش والاهتمام بهم”. وسواء كان التوجه إليه قد تم بصورة رسمية أو من خلال زياراته ومحادثاته في الوحدات العسكرية المتعددة، “إياكم أن تتوقعوا مني البقاء لا مبالٍ حيال ما أسمعه من الجنود والضباط مراراً وتكراراً. فحين يطرحون أي مشكلة أمامي، لا بد من أن أتدخل في الموضوع، بحكم وظيفتي وبطبيعة شخصيتي… مسؤولية التبليغ هي واجب مهني وأخلاقي ملقى على عاتق كل من يشغل وظيفة ما، وفي صلبها تبليغ المسؤولين أي عمل أو قصور من شأنهما المس بقواتنا العسكرية”.
  • يقتبس المفوض في رسالته ما قاله له قائد لواء في الجيش النظامي عن أنه أصبح لسان القادة العسكريين الذين يخشون من التحدث بأنفسهم. ويقول قائد اللواء، حسبما ورد في الرسالة: “نشأ في الجيش وضع لا يجرؤ فيه أحد على توجيه أي نقد، وفي الاجتماعات لا يجري أي حديث عن المشاكل. يعرض القادة العسكريون الأعضاء في هيئة الأركان علينا شرائح في الحاسوب تبين أن الوضع ممتاز وعلى ما يرام، لكنهم منشغلون بالصورة وليس بالجوهر. أصبحنا (الضباط الميدانيين، ع. هـ.) شلة من الجبناء. وأنا أخجل من أنني، أنا أيضاً، توقفت عن التحدث عن المشاكل في الاجتماعات، لكن هذا، للأسف، يعود فقط عليّ بالضرر. وأصلاً، الكلام كله يصطدم بآذان صماء”.
  • ويضيف قائد اللواء: “التوجه السائد في الجيش اليوم هو عدم عرض المشاكل. والرسالة هي: “تدبروا أموركم بما هو متوفر”. القادة الكبار يريدون المحافظة على أجواء جيدة، ولذا لا أحد منهم يأتي لتقديم إيضاحات وإجابات عن مواضيع النقد وعن عدم تنفيذ المهمات. ثمة تدنٍّ في مستوى الانضباط والالتزام في الجيش، وكل من يطرح مشكلة يُعدّ بَكّاءً. الضباط الأدنى مستوى لا يحتجّون، خوفاً من تعرضهم للتنكيل. القيادة العليا تعتبر النقد تجريحاً وتشهيراً”.
  • “يشعر القادة الميدانيون بأن الأفضلية ممنوحة، بالمطلق، لسلاح الجو، للاستخبارات، وللذراع السيبرانية، وبأن القوات البرية تقبع في أدنى سلّم الاهتمام. المثال الأبرز لهذا هو أن أياً من لواءات الجيش الكبار الذين توجّه إليهم هؤلاء لم يكن مستعداً لشغل منصب قائد القوات البرية. وهم يشعرون بأن رأي قائد هذه القوات غير مسموع في هيئة أركان الجيش ولا أحد يعيره أي اهتمام”.
  • ويضيف قائد اللواء إنه “في الحوار الذي جرى بيننا، ظهر شعور قاس بأن القيادة العليا للجيش لا تعتبر تشكيلات الوحدات البرية العنصر الحاسم في ساحة المعركة. ليست ثمة علاقة بين تصريحات رئيس هيئة أركان الجيش بشأن أهمية القوات البرية وبين التطبيق على أرض الواقع. نحن نشعر بأننا مهمَلون، ولهذا ثمة آثار وخيمة على دافع الضباط الشباب للقيام بالواجب. الشعور العام السائد بين قيادات الألوية العسكرية هو أنه بدلاً من إدارة الوحدات بطريقة اعتيادية والانشغال بجوهر الخدمة العسكرية، ينشغل قادة الجيش بالصورة المرتسمة تجاه الخارج”.
  • ويضيف بريك إن قادة بعض الألوية والكتائب العسكرية النظامية يواجهون صعوبات حقيقية في إقناع قادة السرايا ذوي الجودة الرفيعة بالانخراط في الخدمة النظامية الدائمة. في الماضي، كان عدد من الضباط الجيدون يتنافسون على كل وظيفة. أمّا الآن، فثمة حاجة إلى جهد خاص لإقناع أمثال هؤلاء بالبقاء والاستمرار في الخدمة النظامية، بل يجري التنازل وقبول الأقل جودة في كثير من الحالات. ويرى هؤلاء أن “الوضع يزداد سوءاً وتدهوراً باستمرار”.
  • يقول قائد لواء على الحدود الشمالية لمفوّض شكاوى الجنود: “ثمة شعور بين قادة السرايا بأن لا أحد يعيرهم أي اهتمام. لا أحد يتحدث معهم بشأن مسارات مستقبلية، ولذا فهم لا يرغبون في البقاء في الجيش. لقد أخفق الجيش في الاحتفاظ بالقادة الجيدين والإبقاء عليهم بين صفوفه. المنظومة لا ترى الأشخاص، وإنما اعتبارات المال والتوفير فقط. وهذا ما يخلق حالة من انعدام الثقة”.
  • واعترف قائد لواء آخر: “بانعدام خيارات أُخرى، نقوم اليوم بتجنيد ضباط وضباط صف لم نكن لنجندهم في الماضي. ليس ثمة معيار مُلزم في الجيش، لا تعلُّم من التجارب والمعرفة التي راكمناها في الماضي وثمة ضحالة في تنفيذ المهمات”.
  • وروى نائب قائد كتيبة على الحدود الشمالية: ” لا يحضر قادة الكتائب، تقريباً، إلى الميدان مع جنودهم، لأنهم مشغولون كل الوقت بالمداولات، الاستكمالات والأيام الدراسية. لا يوجد قائد الكتيبة مع كتيبته سوى في نحو 40% من وقته، ولذا فهو عديم التأثير فيما يحدث في الكتيبة. الجيش منهمك بالصورة تجاه الخارج، أكثر من انشغاله بالمضمون تجاه الداخل. أصبح جيشنا جيشاً متوسط المستوى، ومستمر في طريق التدهور”.
  • وقال قائد كتيبة تؤدي مهمات تتعلق بالأمن الجاري لمفوّض شكاوى الجنود: “يشعر الجنود بأنهم غير مرئيين في أعين القيادة العسكرية العليا. النقص في القوى البشرية يحول دون قيامنا بالمهام العملانية بمستوى جيد من الجاهزية وبصورة منظمة. ثمة فجوة بين الملاكات وعدد الجنود الموجودين في الموقع فعلياً، وتنعدم القدرة على تأدية المهام المطلوبة كلها. القيادة العليا تدرك حقيقة الوضع لكنها لا تتحمل المسؤولية عن ذلك”.
  • ويورد مفوض شكاوى الجنود، في رسالته، ادعاءً يردده عدد من قادة السرايا العسكرية: لم يحضر أي من القيادة العليا، أو من قادة الفرق أو الضباط الرئيسيين وجنرالات هيئة الأركان العامة للتحدث معهم والاستماع إليهم بشأن المشاكل التي تواجههم في الميدان. القيادة العليا منقطعة عن الميدان منذ سنوات عديدة، وثمة عشرات القضايا التي لا يجد قادة الكتائب والألوية أي رد عليها من القادة المسؤولين عنهم. خلال زيارته إلى بعض المواقع على الحدود الشمالية، بلّغه بعض الضباط أنه غير قادر على تنفيذ الأوامر، لأن النقص في القوى البشرية في السرايا المنتشرة على الخط الحدودي يشكل عبئاً لا يحتمل.
  • وقال بعض قادة السرايا إنهم لا يرغبون في مواصلة تأدية الخدمة العسكرية النظامية في ظل التآكل المتواصل الذي يسببه عبء المهمات وضغطها. ويقتبس المفوض من رسالة وجهها إليه عشرات من خريجي دورة عسكرية برتبة نقيب ورائد في ختام محاضرة ألقاها أمامهم: “ثمة قطيعة هائلة بين القيادة العليا والقيادة الدنيا. نحن مطالَبون بمواجهة معضلات مهنية، أخلاقية وقيادية تتطلب المرافقة والإرشاد، لكن يوجد نقص تام في إصغاء القادة الكبار لهذه المعضلات. الانشغال اليومي يتركز على تنفيذ المهام وفق جدول زمني مكثف جداً، بينما أدى تقليص الملاكات إلى إهمالنا. ليس هنالك أي برنامج إرشادي وتطويري للضباط في الوحدات. الروح غائبة تماماً. ثمة غياب في الدافع إلى البقاء في الخدمة النظامية الدائمة وانعدام تام للثقة بالمنظومة العسكرية وغموض فيما يتعلق بمستقبلهم”.

الفيلق الطبي يمرّ بإحدى أعمق أزماته

  • يتطرق مفوض شكاوى الجنود، في رسالته، إلى التغييرات التي أجراها الجيش في أعقاب تقرير المراقبة التي أصدره بشأن الوضع في “وحدات مخازن الطوارئ” قبل ثلاث سنوات. فقد استثمر الجيش في ترميم وضع هذه الوحدات نحو 250 مليون شيكل. لكن الزيارات المتكررة التي قام بها المفوض إلى هذه الوحدات والمحادثات التي أجراها الضباط وضباط الصف هناك، خلال الفترة الأخيرة، “تشكل لائحة اتهام قاسية ضد أداء الجيش”. فعلى الرغم من التغييرات، يتحدث المفوض عن “انهيار تشكيلات ضباط الصف”. فضباط الصف الشبان يطلبون اعتزال الخدمة العسكرية، بينما يتوقع خروج أغلبية أصحاب الأقدمية إلى التقاعد خلال السنوات القليلة القادمة.
  • يورد المفوض أقوال قائد تشكيلات الصيانة الذي يفيد بأن قادة الألوية “لا يوجدون في الميدان. في كثير جداً من الحالات، ليس لدى هؤلاء، إطلاقاً، أدنى اطلاع على ما يحصل في وحداتهم. وحدات الاحتياط لا تهتم بمعداتها بعد التدريبات ولا تتوفر لدى وحدات مخازن الطوارئ القوة البشرية اللازمة لمعالجة الأمر”. ويضيف أنه يوجد في وحدات الاحتياط الخاضعة لمسؤوليته “مئات قطع السلاح الشخصية الصدئة لأنها مرمية في حاويات ولا تتوفر قوة بشرية لصيانتها والاهتمام بها. نحن لا نذكر أن جنرالاً برتبة لواء أو قائد فرقة قد زار هذه الوحدات خلال السنوات الأخيرة”.
  • ويقتبس أقوال ضباط وضباط صف يطرحون الادعاءات ذاتها. يقول أحدهم: يبدو أن القادة الكبار يفضلون، ببساطة، الهروب من المشاكل. ليس لديهم أدنى معرفة بما يدور في الميدان”. ويقول ضابط برتبة عقيد: “الوضع خطر جداً، لكن القادة الكبار يلتزمون الصمت. إنهم يخشون من التحدث. كل من يتحدث يُعدّ بَكّاءً. القيادة العليا غير مهتمة بالمشاكل في وحدات مخازن الطوارئ. ضباط الصف الشبان لا يرغبون في مواصلة تأدية الخدمة النظامية بسبب أعباء المهمات والتآكل المستمر. وفي اللحظة التي يخرج فيها ضباط الصف القدامى ذوو التجربة من الجيش، لا أعلم من يمكنه الحلول مكانهم. نحن نفقد الكفاءات المهنية والمعرفة التي بذلنا جهوداً كبيرة على مدى سنوات طويلة لبنائها ومراكمتها. ليس ثمة من سيحمل الراية. نحن في حالة انهيار وحدات مخازن الطوارئ، في جميع المجالات”.
  • تعرض الرسالة المفصلة صورة قاتمة جداً في مجال تجنيد ضباط نظاميين من الشباب في تشكيلات أخرى أيضاً، منها التشكيلات اللوجستية في سلاح الجو، ووظائف متعددة في شعبة الاستخبارات ووظائف تكنولوجية في القوات البرية. كما تصف، أيضاً، أزمة حادة بين الأطباء والممرضات في الجيش. 82% فقط من ملاكات الأطباء مستغلة وثمة زيادة في عدد الأطباء الراغبين في إنهاء خدمتهم، إلى جانب صعوبة تجنيد أطباء جدد.
  • يقول مفوض شكاوى الجنود إن الأطباء يشكون من تآكل مستمر، نقص في المنظومات الداعمة ونقص في بيئة العمل العصرية. “ألقى الجيش عبئاً لا يُحتمل على الكوادر المهنية أدى إلى تآكل قدراتها ودافعيتها وإلى تراجع واضح في مستوى الخدمات المقدمة للمعالَجين. نحن نمر اليوم بإحدى أعمق الأزمات التي عرفها الفيلق الطبي ونشهد انسحاب الأطباء من الخدمة العسكري بوتائر مقلقة”.
  • في ختام رسالته، يذكّر مفوض شكاوى الجنود بالدراسة التي أعدتها دائرة العلوم السلوكية في الجيش في سنة 2016، والتي كانت “هآرتس” قد نشرت أهم خلاصاتها آنذاك. فقد بيّنت الدراسة أن ثمة هبوطاً واضحاً في جاذبية الخدمة العسكرية النظامية، وتراجعاً في شعور الأمن التشغيلي بين الضباط في أثناء الخدمة، وتراجعاً في مستوى الرضا عن الخدمة وفي الاستعداد لمواصلة تأدية الخدمة النظامية الدائمة. كما بينت، أيضاً، انخفاضاً في نسبة الضباط الذين يشعرون بأن الجيش يهتم بمن يخدمون في صفوفه. أقل من نصف الذين يؤدون الخدمة النظامية سيوصون أصدقاء لهم بالتجند والانخراط في الخدمة النظامية.
  • ويكتب بريك أن استطلاعاً إضافياً أجري مؤخراً يلخص المعطيات لسنة 2017: “قيل لي إن نتائج الاستطلاع الجديد، في جملة من القضايا والمجالات، أخطر حتى من نتائج سابقه. وتؤكد معطيات الاستطلاع ما كنت قد سمعته خلال محادثاتي وتوضح أننا في خضم سيرورة من التدهور والانهيار الحقيقي في مجال القوى البشرية في الجيش”.

_______________

– ترجمه عن العبرية: سليم سلامة.

– راجع الترجمة أحمد خليفة.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية، نقلاً عن مجلة الدراسات الفلسطنية.

Optimized by Optimole