اتصالات التهدئة في غزة أمام اختراق محتمل

اتصالات التهدئة في غزة أمام اختراق محتمل
Spread the love

بقلم عاموس هرئيل – محلل عسكري إسرائيلي —

قد تكون الأيام المقبلة في المفاوضات الدائرة بشأن مستقبل قطاع غزة حاسمة بين التسوية أو مزيد من التصعيد. الاجتماعات في القاهرة يمكن أن تنتهي مجدداً بانفجار في اللحظة الأخيرة، كما جرى مرات عديدة في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، تزداد المؤشرات التي تدل على أن الأطراف التي لها علاقة بالمفاوضات تلحظ اختراقاً محتملاً.
فيما يلي قائمة جزئية بالتطورات التي جرت في الأيام الأخيرة: رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ألغى زيارة مقررة إلى كولومبيا بحجة متابعة الوضع في القطاع (من المحتمل أيضاً أن عدم اهتمام وسائل الإعلام في إسرائيل بالزيارة ساهم في القرار)؛ الوزير يوفال شتاينتس عضو المجلس الوزاري المصغر، تنبأ بأننا “على طريق تسوية طويلة الأمد مع “حماس”؛ المجلس الوزاري المصغر سيعقد جلسة خاصة يوم الأحد؛ إسرائيل سمحت بطريقة غير مسبوقة لصلاح العاروري، وهو من كبار مسؤولي “حماس” في الخارج ومتهم بالتورط في أعمال إرهابية في الضفة، بالدخول إلى القطاع للمشاركة في الاستشارات الدائرة هناك، وسمحت بعد عرقلة كبيرة بدخول المواد الضرورية من أجل بناء منشأة كبيرة لتحلية المياه في غزة.
وبحسب التقارير الآتية من القاهرة، تمارس أجهزة الاستخبارات المصرية ضغطاً كبيراً على “حماس” وعلى السلطة الفلسطينية من أجل بلورة اتفاق مصالحة جديد بينهما، بدلاً من الاتفاق المبرم في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، والذي لم يطبَّق قط. والظاهر أن السلطة تطالب بإعادة المحادثات بشأن تعهدات “حماس” في السنة الماضية التي شملت “تسليم المفاتيح” للسلطة من أجل الإدارة اليومية للحياة في القطاع وفرض قيود على العمليات المستقلة للأجهزة الأمنية في “حماس” في غزة. وبحسب مصادر مقربة من المفاوضات، “حماس” والسلطة اجتازا “أكثر من نصف الطريق نحو الاتفاق”.
قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في القطاع تبقى جوهرية. لكن هناك محاولة لإجراء اتصالات في هذا الصدد في قناة منفصلة ستبدأ بالمضي قدماً بعد توقيع اتفاق مصالحة فلسطينية جديدة وبدء التسهيلات المدنية في القطاع. والهدف هو الدفع قدماً بسرعة بالخطوات المتعلقة بخمسة مجالات حيوية: مياه، كهرباء، صرف صحي، وقود، ومواد طبية. موفد الأمين العام للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، يتابع المحادثات عن قرب. ويحاول تنظيم قناة جديدة لتحويل الأموال إلى القطاع، الذيسيعود إلى الاعتماد على المال القطري.
ظلت البالونات والطائرات الورقية الحارقة تتساقط هذا الأسبوع في شتى أنحاء النقب، في الوقت الذي قامت الرياح الجنوبية القوية بنشرها على مسافة واسعة. وفي إحدى المرات شوهدت بالونات حارقة في بئر السبع، وتحدثت الإذاعة عن نشوء حالة رعب في المدينة، وسُئل رئيس الاستخبارات العسكرية السابق اللواء (في الاحتياط) عاموس يادلين فيما إذا كان يجب على سكان أشدود أن يشعروا بالخوف أيضاً. وأوضح يادلين أن الحرائق هي الجزء المرئي من التطورات التي لا نراها من محادثات القاهرة. لكن في موضوع أشدود طمأن الناس، فنظام الرياح لا يعرّض المدينة للخطر.
التغطية الإعلامية للحرائق تراجعت قليلاً هذا الأسبوع، ربما لأن وسائل الإعلام تعبت، على الرغم من اضطرار طواقم الإطفاء إلى الانتقال بين مراكز الحرائق. وأيضاً بسبب استخدام رئيس الحكومة عاصفة قانون القومية كوسيلة ناجعة لتحويل الانتباه عن الأزمة المستمرة في القطاع. وبخلاف ما يجري في غزة، ففي الخلافات القانونية الأساسية يستطيع نتنياهو أن يبدو في نظر ناخبيه كرجل وطني حازم من دون أن يجازف بخوض حرب لا ضرورة لها.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

Optimized by Optimole