الصين تخشى تهميشها وتسعى للحفاظ على نفوذها في كوريا الشمالية

الصين تخشى تهميشها وتسعى للحفاظ على نفوذها في كوريا الشمالية
Spread the love

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحليلاً حول موقف الصين من التقارب الأميركي – الكوري الشمالي واحتمال توقيع معاهدة سلام بين الكوريتين وتوحيدهما. والآتي ترجمة نص المقالة:

خلال القمة التاريخية بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية يوم الجمعة، كانت الصين هادئة بشكل ملحوظ. المسؤولون ووسائل الإعلام الصينيون ركزوا بدلاً من ذلك على اجتماع الرئيس الصيني شي جين بينغ مع رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي وزيارة شي لنهر يانغتسي في الصين.

وبعد قمة الكوريتين، أصدرت وزارة الخارجية الصينية بياناً مقتضباً قالت فيه إن بكين قد “رحبت” بنتائج المحادثات. وأضاف وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) أن “الصين مستعدة لمواصلة لعب دورها الإيجابي في هذا الصدد.”

يوم الاثنين، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها سترسل كبير دبلوماسييها، وزير الخارجية وانغ يي لزيارة كوريا الشمالية هذا الأسبوع. وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تتحرك فيه الصين، الحليف الأقوى لكوريا الشمالية، لإعادة تأكيد نفسها في محادثات السلام التي تتحرك بسرعة مع الدولة الكورية المعزولة سابقاً.

لطالما قالت الصين إن البرنامج النووي لكوريا الشمالية أمر على واشنطن وبيونغ يانغ التوصل إلى اتفاق بينهما بشأنه. ولكن الآن، يمكن أن تؤدي العلاقات الدافئة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة إلى تغيير جذري في بنية السلطة في المنطقة، تاركة بكين في الخارج.

وقال الزعيم الكوري الشمالي يوم الجمعة انه مستعد للتخلي عن الأسلحة النووية إذا تعهدت الولايات المتحدة الأميركية بعدم غزو بلاده والتزمت بإنهاء رسمي للحرب الكورية التي انتهت بهدنة في عام 1953. وسيجتمع كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب في غضون الشهر المقبل.

وقال ويكي تشانغ، الأستاذ المختص بشؤون كوريا الشمالية في جامعة سوفولك في بوسطن، إنه “يمكن القول إن الصين اختارت أن “تهمش”. ومع ذلك، فإن الإحماء السريع لعلاقة [بيونغ يانغ – سيول] وإمكانية نزع الأسلحة النووية وإعادة توحيد الكوريتين يمكن أن يؤثر على بنى القوى الإقليمية وله آثار طويلة المدى على السياسة الخارجية الصينية”.

فالصين التي تمثل أكثر من 90٪ من تجارة كوريا الشمالية، شهدت علاقات مع شقيقتها الشيوعية خلال السنوات القليلة الماضية. عندما زار كيم بكين الشهر الماضي في “زيارة غير رسمية”، كانت هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها زعيم كوريا الشمالية مع الرئيس الصيني شي. وقد طبقت الصين عقوبات معوّقة على كوريا الشمالية بسبب سلاحها النووي واختبارات صواريخها.

في المحادثات الجارية، أعيدت الصين إلى الخلفية. وقال تشانغ ليانغيو، الخبير الكوري في مدرسة الحزب المركزية في الصين، إن هذا أمر لا مفر منه. وقال تشانغ لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست “إن موقف وزارة الخارجية الصينية هو أن إزمة كوريا الشمالية النووية ليست من شأنها وأن على كوريا الشمالية والولايات المتحدة أن تتواصلا بشكل مباشر”. وأضاف: “والآن، أصبحت الأمور خارج سيطرة الصين، وليس مستغرباً أن يتم استبعادها من المناقشات”.

في حين أن المحادثات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة تتلاءم مع مصلحة الصين في الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، فإن بكين تشعر بالقلق أيضاً إزاء وجود توازن استراتيجي إقليمي غير مواتٍ(بين كوريا الشمالية وأميركا).

وقال مايكل كوفريغ، أحد كبار مستشاري شمال شرق آسيا في مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة مستقلة لمنع النزاعات: “إن بكين لا تريد أن تصبح واشنطن وبيونغ يانغ أكثر تقارباً، ولا تريد توحيد الكوريتين بحسب شروط كوريا الجنوبية والولايات المتحدة”.

ستكون الصين جزءاً من أي مناقشات حول معاهدة سلام رسمية تحل محل الهدنة الموقعة من الصين والولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية في عام 1953، التي أنهت ثلاث سنوات من القتال بين الشمال والجنوب.

وستوفر قمة ثلاثية ستعقد في مايو- أيار المقبل بين اليابان وكوريا الجنوبية والصين لبكين فرصة أخرى لممارسة النفوذ، وفقاً لكوفريغ.

وقال كوفريغ: “من الناحية السياسية، أعتقد أن الصين تحرص على منح كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية المجال لدفع العملية الدبلوماسية، لأن ذلك في مصلحة بكين. فهي تراقب عن كثب وتعمل وراء الكواليس لموضعة نفسها”.

ترجمة: الميادين نت

Optimized by Optimole