ماذا بقي لتنظيم «داعش» في سوريا؟ أبرز الجيوب ونقاط السيطرة

ماذا بقي لتنظيم «داعش» في سوريا؟ أبرز الجيوب ونقاط السيطرة
Spread the love

بقلم: محمود عبد اللطيف — يتقدم الجيش السوري بسرعة كبيرة ضمن الجيب الذي حاصره بين أرياف (حلب ـ حماه ـ إدلب)، وذلك بعد معارك عنيفة مع تنظيمي «الحزب الإسلامي التركستاني»، و «داعش»، وبعد السيطرة على (الضبيعية، النقروش، طلال الجنوبي، رجم العبيل الشرقي، رجم العبيل الغربي» في ريف حماه الشمالي الشرقي، إضافة لعدد من القرى والبلدات، منها: (غيطل، خربة مراديش، مالحة كبيرة، مالحة صغيرة، تل الشور…) في ريف إدلب الجنوبي.

المساحات التي ينتشر فيها تنظيم «داعش» باتت محصورة في 5 جيوب معزولة تقريباً، الأول، والذي يُعدّ الجيب الأكثر قوة بالنسبة للتنظيم، يقع في ريف الحسكة الجنوبي، ويُعتقد أن قيادات الصف الأول لـ «داعش» بما في ذلك أعضاء «مجلس الشورى» موجودون فيه، وهو جيب يشهد هدوءاً ميدانياً من قبل «قسد»، كما لا يستهدف الطيران الأمريكي أي نقطة فيه منذ أكثر من شهرين، على الرغم من أن المنطقة تُعدّ هامة في حسابات السيطرة على الشريط الحدودي مع العراق بالنسبة لواشنطن، كما أنها تَحضُر في حسابات تأمين الحقول النفطية الكبيرة بالنسبة لـ «قسد»، كـ (حقول الجبسة، حقول كبيبة) الواقعة إلى الشرق من الشدادي، وعلى الرغم من أن الفترة الممتدة ما بين شهري نيسان وأيلول من العام الماضي شهدت حشوداً عسكرية ضخمة من قبل «قسد» في منطقة «رجم صليبي» تحضيراً لإطلاق عملية عسكرية باتجاه هذا الجيب، إلّا أنها لم تحرك ساكناً في المنطقة وذلك بطلب من القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة.

الجيب الثاني من حيث المساحة، ينتشر فيه «داعش» على امتداد الضفة الشرقية لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، وذلك من قرية البحرة التي تتقاسم مجموعات «داعش» السيطرة عليها مع فصائل «مجلس دير الزور العسكري» التابع لـ «قسد»، وصولاً إلى الشريط الحدودي، وضمن هذا الجيب الذي تقدّر مساحته بنحو 1500 كم مربع، تقع مجموعة من القرى التي تُستهدف بنيران الطيران الأمريكي بشكل يومي كـ (الشعفة باغوز فوقاني، باغوز تحتاني).

وسط البادية السورية يمتلك تنظيم «داعش» جيباً، تقدّر مساحته بنحو 1000 كم مربع، وهذا الجيب يمتدّ بين ريف دير الزور الجنوبي الشرقي وصولاً إلى تخوم منطقة «حميمة» وسط البادية، وجنوب شرق مدينة السخنة الواقعة في ريف حمص الشرقي.

وبحسب مصادر ميدانية خاصة لـ «هاشتاغ سيريا»، فإن انتشار التنظيم في هذه المنطقة يعتمد على الخلايا الصغيرة المنتشرة في مناطق متباعدة نسبياً، وهي تقوم بين الحين والآخر بتنفيذ هجمات انتحارية محدودة على نقاط الجيش العربي السوري، بالقرب من الحدود السورية العراقية شمالي منطقة التنف، دون أن تتمكّن من تبديل خارطة السيطرة أو التأثير على نقاط الجيش الدفاعية في المنطقة.

أقرب جيوب التنظيم إلى دمشق يقع في منطقة «الحجر الأسود» على الأطراف الجنوبية للعاصمة، وكان التنظيم قد تمكن في آذار من العام 2015 من الدخول إلى مناطق من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على حساب تنظيم «جبهة النصرة» وعدد من التنظيمات المتحالفة معها، وفي نهاية العام نفسه، تمكّن «داعش» من فرض حصار على النصرة في منطقة «ساحة الريجي»، ومحيطها، وبات القوة الأكبر في المنطقة، إلّا أنه محاصر ضمن المنطقة بفعل سيطرة الجيش السوري والقوات الرديفة، على كامل المناطق المحيطة بالحجر الأسود ومخيم اليرموك، من جهات الشمال والجنوب والغرب، فيما تنتشر فصائل معادية للتنظيم في مناطق تقع شرقي هذا الجيب مثل (يلدا، ببيلا، بيت سحم).

في الجنوب السوري يحضر اسم «داعش» من خلال انتشار فصائل «جيش خالد بن الوليد» في منطقة «حوض اليرموك» في ريف درعا الجنوبي الغربي، ويمتلك التنظيم القدرة على نقل الإمدادات من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة للأراضي الأردنية، وإن كانت كل من عمان وتل أبيب تَعتبران «داعش» تنظيماً إرهابياً، إلا أنهما يوظفانه في المنطقة كورقة تهديد لتنظيم «جبهة النصرة» وبقية التنظيمات في الجنوب السوري، وقد شهدت هذه المنطقة خلال الأيام الأربعة الماضية مناوشات بين «النصرة» وحلفائها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى دون حدوث أي تبديل في خارطة السيطرة.

بالعودة إلى الجيب الذي يمتلكه التنظيم في ريف حماه الشمالي وصولاً إلى ريف إدلب الجنوبي الشرقي، فقد ظهر فيه تنظيم «داعش» بعد الخسائر الكبيرة التي تعرّض لها خلال العام الماضي على يد الجيش السوري، في كل من ريف الرقة الغربي وريف حماه الشرقي، ووجود «داعش» في هذا الجيب كان من خلال عودة تنظيم «جند الأقصى» الذي كان حليفاً للنصرة، قبل أن تنقلب عليه، يُضاف إليه بعض المجموعات التي انسحبت من أرياف الرقة وحماه وحمص، ويقدّر عدد عناصر التنظيم في هذا الجيب نحو 600-800 مقاتل في الحد الأقصى، وعودة «داعش» إلى المنطقة كانت على حساب «النصرة» و «الحزب الإسلامي التركستاني»، اللذين مُنيا في الوقت ذاته بخسائر كبيرة على يد الجيش السوري، الذي سيطر مؤخراً على مطار «أبو الظهور العسكري».

مصادر ميدانية قالت لـ«هاشتاغ سيريا» إن العملية السريعة للجيش السوري للسيطرة على هذا الجيب تهدف لتأمين ظهر القوات المتقدمة في ريف إدلب الجنوبي من أي هجوم محتمل، فالسيطرة على هذا الجيب ستوفر مجهوداً عسكرياً كبيراً كان يُستهلك في حماية ظهر القوات، وهذا المجهود سيضاف إلى القوة الهجومية للجيش باتجاه مدينة «سراقب» بعد إتمام السيطرة على كامل الجيب الذي تقدر مساحته بنحو 1200 كم مربع.

المصدر: موقع هاشتاغ سيريا

Optimized by Optimole