قبل المبادرة إلى حرب ضد لبنان

قبل المبادرة إلى حرب ضد لبنان
Spread the love

افتتاحية صحيفة هآرتس الإسرائيلية —

•هل تنوي إسرائيل خوض حرب ضد لبنان؟ من الصعب عدم الوصول إلى استنتاج آخر في ضوء مجموعة التصريحات، والتحذيرات، والتهديدات، التي طغت على الحديث العام في الأيام الأخيرة. بدأ هذا الحديث بنشر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي مقالاً بالعربية في وسائل إعلامية عربية، بشأن نية إيران إقامة معمل للصواريخ الدقيقة في لبنان، وتواصَل مع تحذير وزير الدفاع من أن إسرائيل لن تسمح لإيران ببناء مثل هذا المصنع، في مقابل ذلك، أوضح رئيس الحكومة للرئيس الروسي أن إسرائيل لن تسمح لإيران بالتمركز في سورية.

•إن تحضير الرأي العام الإسرائيلي والدولي يشكل، بصورة عامة، خطوة ضرورية تسبق عملية عسكرية، من هنا يأتي التخوف الذي يثيره هذا الحديث. ويمكن الافتراض أن التهديدات تهدف إلى ردع إيران ولبنان، وتشجيع المجتمع الدولي على التدخل، أو إلى دفع حكومة لبنان إلى كبح المخطط الإيراني. لكن ماذا يحدث لو تبدد هذا الافتراض وإيران لم ترتدع؟ هل ستضطر إسرائيل إلى خوض حرب حينها ؟

•إن الهدف من الدعوات إلى الحرب هو اعتبار مصنع الصواريخ بمثابة تهديد وجودي لدولة إسرائيل. فجأة جرى تناسي التهديد الدائم الذي يجري التحذير منهم والمتعلق بوجود مئات آلاف الصواريخ الموجهة نحو إسرائيل من لبنان، وإيران، وسورية، وغزة. حتى الآن لم يؤدّ هذا التهديد إلى دفع إسرائيل إلى شن حرب. لقد أقامت إسرائيل في مواجهة حزب الله توزان ردع أثبت فاعليته منذ حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]. وينطبق هذا على غزة أيضاً، بينما يكمن التهديد الإيراني، كما يريد نتنياهو إقناعنا، في المشروع النووي، تحديداً، وفي الاتفاق النووي الذي يهدف إلى كبحه، وليس في الصواريخ.

•إن حكومة إسرائيل ملزمة أمام مواطنيها بتقديم توضيح دقيق وجدّي ومقنع، لماذا، تحديداً، يغيّر مصنع صواريخ في لبنان التوازن الاستراتيجي بطريقة تفرض على إسرائيل شن حرب. كما عليها أن تقدم للجمهور تقديرات للوضع بشأن العدد المتوقع للقتلى، والأضرار التي ستلحق بالبنى التحتية المدنية، والضرر الاقتصادي، بالمقارنة مع خطر إقامة مصنع للصواريخ. من حق الجمهور ومن واجبه أن يسأل: هل ستشن إسرائيل في المستقبل حرباً ضد غزة أيضاً، من أجل تدمير الصورايخ التي تهددها، وهل ستتحول إيران إلى هدف للهجوم بسبب الصواريخ الباليستية؟

•للجمهور الإسرائيلي تجربة كافية للتشكيك في تعريف الحكومة للتهديد، وتبنّي تعريف حرب”لا خيار فيها” من دون شروط.

•ليس القصد من هذا الكلام الاستخفاف أو التقليل من خطورة التهديدات التي تواجهها الدولة، لكن الفحص الدقيق، والتشكيك في عملية اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية في هذا الموضوع الخطر، هما أمران ضروريان.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole