ماذا يريد نتنياهو من بوتين؟

ماذا يريد نتنياهو من بوتين؟
Spread the love

إسرائيل تستعد لليوم ما بعد الحرب في سوريا واضعة نصب أعينها هدفا واضحا يرمي إلى إبعاد إيران وحزب الله عن حدودها

نتنياهو (إلى اليسار) يتحدث مع بوتين خلال اجتماع في موسكو يوم الخميس. صورة لرويترز من ممثل لوكالات الأنباء.

بقلم: شيمريت مئير – كاتب إسرائيلي — رغم أن اللقاء بين نتنياهو وبوتين تصدر العناوين أقل من لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فربما يدور الحديث عن لقاء لا يقل أهمية، وربما أكثر. بات الأميركيون يُكثرون مؤخرا من تدخلهم في الحرب ضد داعش في سوريا، وحتى أنهم أرسلوا قوات مشاة (لا سيّما للوساطة بين منظمات يموّلونها -هناك الكثير منها- بدلا من محاربة داعش)، ولكن رغم أن لقاء نتنياهو وبوتين، الذي نُسق مضمونه مع ترامب، يشبه حال زبون يدرك أن ليس في وسعه الحصول على الكثير من مندوب خدمة، فيطلب التحدّث إلى مدير الوردية.

بعد مرور 6 سنوات على بدء الحرب في سوريا التي ربما لم تنتهِ نهائيًّا بعد، يمكن أن نحدد دون شك من المنتصر: بوتين وإيران وحزب الله الذين وقفوا إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، كل واحد لأسبابه الخاصة. في المناسبة، نتنياهو ليس الزعيم الوحيد الذي يلتقي بوتين في هذه الأيام: سيلتقي الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني ببوتين حتى نهاية هذا الشهر.

ربما يدرك نتنياهو أو يقدّر شيئا لا نعرفه حول زيادة احتمال التوصل إلى ترتيبات في سوريا قريبا، مع بدء عصر ترامب، ولكن يمكن القول بالتأكيد إن الإيرانيين في الوقت الذي ما زالت فيه الحرب مستمرة لا ينتظرون، وقد بدأوا برسم الحقائق على أرض الواقع وتقاسم الغنائم.

استثمرت إيران موارد كثيرة في سوريا، سواء بشكل مباشر أو بواسطة حزب الله الذي تموّله. لقد دفعت ثمنا باهظا، وتعرضت إلى انتقادات داخلية، لذلك باتت تأمل في الحصول على مقابل. الميناء البحري هو مثال واحد فقط. لن يتنازل الإيرانيون عن السيطرة والتأثير في سوريا بسهولة: عسكريا، سياسيًّا، اقتصاديا، ودينيا.

يدرك بوتين هذه الحقيقة أيضًا، ويعرف نتنياهو أن بوتين يدركها، وأنه ليس متحمسا بشأنها. وروسيا تطمح أيضا إلى الحصول على مقابل لاستثماراتها في سوريا مثل تحقيق السيطرة الإقليمية والمصالح الاقتصادية.

من جهة أخرى، إذا كان هناك أمر نجح بوتين في إثباته خلافا للأميركيين فهو أنه لا يتخلى عن حلفائه.

تشكل إدارة الوضع في سوريا كما يمكن أن نلاحظ مهمة دبلوماسية معقدة بشكل لا يتوقع، وتتطلب سياسة العصا والجزرة.

جهّز نتنياهو البنية التحتيّة لهذه اللحظة المتوقعة مسبقا، من خلال تدفئة العلاقات مع بوتين وخلق آلية تنسيق عسكريّ (تعمل جيدا)، منذ عهد بارا أوباما، عندما لاحظ أن التدخل الروسي في سوريا بدأ يزداد إلى درجة أنه أصبح سيطرة فعلية.

من الواضح أن بوتين معني في الحفاظ على علاقات جيدة مع إسرائيل، فهي دولة إقليمية كبيرة يعيش فيها الكثير من الروس، إلا أن الواقع الجديد في سوريا قد يكون يشكل تحديا كبيرا جدا لإسرائيل. قد يتغير واقع الجيش السوري الآخذ بالتدهور وواقع حزب الله المشغول في سوريا وليس بإسرائيل، والشائع في السنوات الأخيرة. من ناحية سوريا إذا لم يتوقف هذا الواقع بينما لا يزال في بدايته، فقد تصبح دولة إقليمية ذات مناطق كاملة يسيطر عليها في الواقع الحرس الثوري وإيران وحزب الله. هذا التطور خطير جدا (فكّروا بالصواريخ) ويبدو أن نتنياهو يدرك أن إحباط هذا الواقع يجب أن يتصدر أولويات إسرائيل السياسية.

عن موقع “المصدر” الإسرائيلي

Optimized by Optimole