يسرائيل هَيوم: يجب التفكير في عملية برية محدودة في القطاع

يسرائيل هَيوم: يجب التفكير في عملية برية محدودة في القطاع
Spread the love

إفرايم عنبار – مدير معهد القدس للاستراتيجيا والأمن/

من الممكن فهم الحجج التي تعارض عملية عسكرية واسعة في غزة. لحركة “حماس” جذور عميقة وسط السكان المحليين، وفرص اقتلاعها ضعيفة. مفهوم أيضاً الخوف من وقوع إصابات، ومن الدخول في عملية يمكن أن تتعقد، وأيضاً الأولوية الاستراتيجية المعطاة للتحديات التي تنطوي عليها الجبهة الشمالية.
لهذه الأسباب وغيرها تنتهج إسرائيل حالياً أسلوب القوة المحدودة والصبر ضد “حماس”، وهذا أيضاً ما حدث حيال أحداث التسلل الأخيرة. غرض هذا التكتيك هو أن تقلص بقدر المستطاع من قدرة “حماس” على إلحاق الضرر، لذلك فإن نظرية استخدام القوة المفضلة حالياً للجيش هي “استخبارات – نار”: اشتباك يشدد على الحصول على استخبارات دقيقة، وبعدها استخدام نيران دقيقة (غالباً من الجو)، على أمل بأن يؤدي هذا المزج الناجح إلى تغيير سلوك “حماس”. كما أن هذه النظرية توفر أيضاً وقوع إصابات.
لكن للأسف الشديد، لم يتحقق الهدوء على طول الحدود، بل استمرت المواجهات العنيفة، واستمرت حالة الطوارىء في الجبهة الداخلية، مع تكلفتها الاقتصادية، ونشأ إحساس لدى الطرف الآخر بأنه حقق إنجازاً. العدو أيضاً يتعلم دروساً ويبذل جهداً لمنع الجيش الإسرائيلي من الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة وتقليص فائدة النار الإسرائيلية من خلال التحصن، والانتشار، والاختفاء، واستخدام دروع بشرية. تدرك “حماس” أن إسرائيل ترتدع عن احتلال القطاع، وتشعر بأن في الإمكان الاستمرار في مواجهات مع إسرائيل من دون دفع ثمن باهظ.
لكن يبدو أن لا مفر من تدفيع “حماس” ثمناً غالياً من وقت إلى آخر، يمكن أن يخلق ردعاً يستمر مدة أطول. ويبدو أن معركة برية لفترة محدودة يمكن أن تسفر عن نتيجة أفضل من العمليات التي تجري حتى الآن. يجب المناورة في أرض العدو، وكشفه، وتدميره، أو أسر عناصره (من خلال تحطيم أسطورة “المقاومة”). جهد “استخبارات – نار” مهم، لكنه لا يمكن أن يُستخدم أكثر من دعم للجهد الأساسي البرّي.
يتعين على الجيش أن يكون مستعداً للقيام بمناورة واسعة وسريعة. أولاً، ثمة أهمية لاحتلال منطقة تُستخدم قاعدة انطلاق لتنظيمات عسكرية لحرمانها من حرية عملها. إن التخفيف من استمرار إطلاق النار على مواطني إسرائيل يتحقق فقط بواسطة قوات مناورة تسيطر على الأرض، وتقضي على قوات العدو وتمنعه من إطلاق الصواريخ.
ثانياً، القدرة على المناورة هي أداة مركزية في تحقيق الردع. يمكن تكبيد العدو أضراراً كبيرة من الجو، لكن وجوده ككيان حاكم لن يكون معرضاً للخطر. في مقابل ذلك، احتلال منطقة واسعة يشكل تحدياً أكبر بكثير. المزج بين القدرة على المناورة وبين الحسم ضرورية لتعزيز الردع، ولتبديد الاعتقاد أن المجتمع الإسرائيلي ضعيف ويخاف من وقوع إصابات. طبعاً مثل هذا الاحتكاك له أثمان، لكن المدة القصيرة للقتال يمكنها تحديداً التسببب بعدد أقل من الإصابات في الجبهة، وبالتأكيد في الجبهة الداخلية.
أخيراً، المناورة هي أداة مركزية في الانتصار على جيش تقليدي، وهذا تهديد يمكن أن يتحقق في جبهات أُخرى. تطوير قدرة مناورة برية للجيش عملية تتطلب وقتاً، وإهمالها هو رهان خطر.
ينطوي اختيار مناورة برية في غزة على اعتبار أخلاقي: نشوء وضع يتحول فيه المدنيون إلى جدار دفاع للجيش، هو أمر غير مقبول.

عمليات كبيرة تجري من وقت إلى آخر تحدث ردعاً موقتاً وتسمح بفترة تهدئة طويلة وتمنح سكان غلاف غزة هدوءاً. يجب على الجمهور الإسرائيلي أن يفهم أنه لا يوجد في غزة “ضربة واحدة وانتهينا”، بل ما يجري هو صراع شرس متواصل، الانتصار فيه يكون بالنقاط. القدرة الإسرائيلية على خوض معركة استنزاف في غزة والمحافظة على مجموعة واسعة من إمكانات العمل، هي تحديداً دليل على القوة الإسرائيلية.
المصدر: صحيفة يسرائيل هَيوم الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole