“وول ستريت جورنال”: “إسرائيل” ستستغل خطة ترامب لعقد اتفاقيات مع دول الخليج

“وول ستريت جورنال”: “إسرائيل” ستستغل خطة ترامب لعقد اتفاقيات مع دول الخليج
Spread the love

خطة ترامب للسلام تكشف الانقسام الفلسطيني وانهيار النظام السياسي العربي.

ترجمة: د.هيثم مزاحم/

كتب الباحث والمحلل الإسرائيلي جوناثان سباير مقالة في صحيفة “وول ستريت جورنال”  الأميركية قال فيها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن النصر في الانتخابات الإسرائيلية يوم الاثنين، وهي الانتخابات الثالثة منذ نيسان / أبريل 2019، بعد نتيجتين غير حاسمتين. وعلى الرغم من أن نتنياهو قد يكون محبطاً في محاولته لتشكيل حكومة، فقد حصل حزب الليكود على 35 مقعداً، وهي نتيجة قوية. فخلال الحملة الانتخابية، شدد مرشحو الليكود على دعمهم لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام، التي تم الكشف عنها في كانون الثاني / يناير الماضي. الخطة لن تجلب السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكنها قد تكشف عن عمليات تغيير أعمق جارية في الشرق الأوسط. ويمكن أن تدفع هذه التغييرات إلى الأمام وإسرائيل ستستفيد منها.

ورأت الصحيفة أن كلاً من القضية الفلسطينية والكتلة السياسية العربية الأوسع التي دافعت عنها لفترة طويلة هما في حالة من الفوضى، وأن الفلسطينيين منقسمون جغرافياً، وكل مجموعة محاصرة بمصالح واستراتيجيات متباينة. فقطاع غزة محكوم كجيب إسلامي من قبل حركة حماس منذ 13 عاماً. الجيل الأول من قادة الحركة يتقاعد الآن. استقال خالد مشعل في عام 2017 ومن المقرر أن يقضي سنواته الذهبية في فيلته في الدوحة، قطر. النتيجة هي أن غزة التي تسيطر عليها “حماس” لم تعد كياناً مؤقتاً. تحتفظ “حماس” بحكمها كمثال على المقاومة الإسلامية التي لا هوادة فيها ضد “إسرائيل”، حيث يتم تشذيبها عند الضرورة وفقاً لاحتياجات مصر وقطر، اللتين تسيطران على التوالي على الوصول إلى جيب “حماس” وتمويله.

يعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية بشكل رئيسي تحت السيطرة الإدارية للسلطة الفلسطينية، التي تديرها نخبة لا تحظى بشعبية ولكن لا يمكن تغييرها. لم يعقد الرئيس محمود عباس انتخابات منذ عام 2005، ويتم التعامل مع الأمن بين قوات الشرطة الفلسطينية التي تدرب في الأردن وقوات الجيش الإسرائيلي. يتبع السيد عباس استراتيجية تنديد بالسياسة الإسرائيلية في جميع المنتديات المتاحة، بينما يتعاون بهدوء مع الهياكل الأمنية التي تبقي “حماس” والإسلاميين الآخرين في مأزق.

يظل الفلسطينيون في القدس في حالة من النسيان. تضع “إسرائيل” عوائق أمام حصولهم على الجنسية الكاملة، ويمكنهم أن يشتكوا من التناقضات الكبيرة في التمويل البلدي.. يتضاعف عدد المقدسيين الفلسطينيين الذين يختارون تعليم أطفالهم في المدارس التي تقدم امتحان القبول في “إسرائيل” ثلاثة أضعاف كل عام، وفقًا لما ذكره ديفيد كورين، مسؤول في وزارة التعليم الإسرائيلية. دورات اللغة العبرية للعرب مزدهرة. ونظراً إلى هذا الخيار، يختار الفلسطينيون في القدس التمسك بـ”إسرائيل”، العالم الأول المستقر، بدلاً من استيعابهم في السلطة الفلسطينية الفاسدة المختلة.

وأضافت “وول ستريت جورنال” أن هذا الاتجاه أكثر وضوحاً بين المواطنين العرب في “إسرائيل”، وخاصة الطبقة الوسطى الصاعدة. ردة الفعل الغاضب بين العرب الإسرائيليين في “المثلث” – وهي منطقة تقترح خطة سلام ترامب أن دولة فلسطينية مستقبلية قد تشملها – يقول كل شيء. ووصف رئيس بلدية مدينة الطيبة العربية، شعاع منصور مصاروة، الاقتراح بأنه “كابوس”.

وتتساءل الصحيفة: “ماذا يمكن أن يوحد العرب في غزة والضفة الغربية والقدس وبقية “إسرائيل”(الأراضي المحتلة عام 1948)؟  وتجيب بأن المعتقدات الدينية وتصورات بتهديد للمسجد الأقصى في القدس تعبر الحدود. لكن نمط تقسيم الفلسطينيين لأنفسهم لا لبس فيه بقدر ما هو كارثي للقومية الفلسطينية الثائرة”.

وقالت الصحيفة: “لقد أصبح الضعف الداخلي أسوأ بسبب التطورات الخارجية. كانت القضية الفلسطينية هي المعيار الكبير للقومية العربية، حيث كانت توحد الدول البوليسية العربية في رفضها لإسرائيل. لكن عراق صدام حسين هي الآن ذكرى بعيدة. بشار الأسد يترأس فوق الأنقاض في سوريا. ليبيا معمر القذافي مفككة. ومصر هي الشريك الاستراتيجي لإسرائيل، وتفرض حصارها الجزئي على غزة”.

واعتبرت “وول ستريت جورنال” “أن كسوف القوى التي وقفت وراء القضية الفلسطينية يثير احتمالات جديدة. بينما رفضت جامعة الدول العربية بشكل متوقع خطة ترامب للسلام، كانت ردود الدول العربية بشكل فردي، وخاصة في الخليج الفارسي، أكثر دقة”.

لقد قام يوسف العتيبة، سفير الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، بالتغريد بعد إصدار الخطة بأنها “مبادرة جادة تعالج العديد من القضايا التي أثيرت على مر السنين” و “نقطة انطلاق مهمة”. حضر العتيبة، إلى جانب سفيري البحرين وعُمان، عندما كشف ترامب عن الخطة. كما أشادت السعودية ومصر والمغرب بحذر بالجهود الأميركية وبعض عناصرها. وشارك وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد مقالًا على موقع تويتر حول التحالف الناشئ بين “إسرائيل” ودول الخليج.

وأضافت الصحيفة أن “لممالك الخليج مصالح واضحة في علاقات أوثق مع إسرائيل، تركز على المخاوف المشتركة بشأن إيران والإسلام السياسي السني”. وتشكّل الحاجة إلى المجاهرة بدعم القضية الفلسطينية الآن عائقاً أمام توثيق العلاقات. لكن الموقف الذي ينتقد بعض أجزاء خطة ترامب مع تشجيع الفلسطينيين على العمل معها قد يؤدي إلى حل هذه العقدة. 

وأوضحت الصحيفة أن “الحديث وراء الكواليس هو الآن حول اتفاقيات عدم اعتداء، وعلاقات اقتصادية وتجارية مفتوحة، وتحليق الطيران في الأجواء، وزيارات الوفود التجارية بين دول الخليج وإسرائيل”.

وأضافت: “لقد بقيت على عاتق إيران وتركيا مواصلة القتال الفلسطيني. تزوّد إيران الصواريخ التي تمكن حلفاءها في لبنان وغزة من تهديد إسرائيل. تقدم تركيا لحماس ملاذاً وتواصل “حرباً ناعمة” في القدس، وتستثمر في العقارات، وفي منظمات ومشروعات غير حكومية تهدف إلى عكس اتجاه تطبيع الحكم الإسرائيلي”.

وختمت الصحيفة قائلة إن على الدول غير العربية أن تحمل لافتة العالم العربي التقليدية التي تؤكد ذلك: لقد انتهى النظام العربي القديم، وقد تطلق خطة ترامب رحيله إلى وضح النهار. إذا تمكن نتنياهو من تجميع ائتلاف في الداخل، فسيكون أول من يحصد الثمار الدبلوماسية في الخارج.

المصدر: وول ستريت جورنال _ عن الميادين نت

Optimized by Optimole