“واشنطن بوست”: “إسرائيل” تحضّر لنقل اليهود من أوكرانيا إذا اندلعت الحرب

“واشنطن بوست”: “إسرائيل” تحضّر لنقل اليهود من أوكرانيا إذا اندلعت الحرب
Spread the love

شجون عربية – ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن المسؤولين الإسرائيليين وجماعات الإغاثة الإسرائيلية يقومون بإعداد خطط لمساعدة الجالية اليهودية في أوكرانيا في حالة نشوب حرب شاملة بين أوكرانيا وروسيا، وذلك نقلاً عن أفراد مطلعين على العملية.

ويعد هؤلاء المسؤولون والوكالات لحالات طارئة تشمل إدارة موجة جديدة من المهاجرين اليهود القادمين إلى فلسطين المحتلة ومساعدة اليهود النازحين في أوكرانيا كما فعلوا في عام 2014 عندما ضمت القوات الروسية شبه جزيرة القرم وبدأ الانفصاليون المدعومون من روسيا الصراع في شرق أوكرانيا. وأشارت الصحيفة إلى أنه في أسوأ السيناريوهات، قد تعني الخطط إجلاء آلاف اللاجئين بشكل مباشر.

وأضافت الصحيفة أنه في السر، أوضح المسؤولون الإسرائيليون أنهم لا يتوقعون حدوث فوضى تعم البلاد والتي ستتطلب جسراً جوياً شاملاً. لكنهم قالوا إن “إسرائيل” ستكون مستعدة للتحرك إذا لزم الأمر، كما فعلت في مناطق ساخنة أخرى. وأكد شخصان مشاركان في العملية، تحدثا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتيهما، عقد الاجتماعات لمناقشة التخطيط السري.

وذكّرت “واشنطن بوست” بعملية نقل 14 ألف إثيوبي من اليهود الفالاشا من أديس أبابا في أيار / مايو 1991، من أديس أبابا التي مزقتها الحرب، وهي عملية أشرف عليها وزير الأن الإسرائيلي الحالي بيني غانتس.

وقالت بنينا تامانو شطا، وزيرة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية، المسؤولة عن تسهيل وصول اليهود من جميع أنحاء العالم: “نحن مستعدون لجميع السيناريوهات”.

ويعيش ما يصل إلى 100 ألف يهودي في أوكرانيا، وفقًا لما ذكره يائيل برانوفسكي من منظمة “الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود” في القدس. وشاركت منظمة الإغاثة بشكل كبير في مساعدة آلاف اليهود الذين نزحوا من منطقة دونباس في شرق أوكرانيا عندما اندلعت الحرب في عام 2014.

واجتمع مسؤولون من وزارتي الأمن والخارجية الإسرائيلية وفروع أمنية أخرى في كانون الثاني / يناير الماضي لتقييم الاحتياجات المحتملة في زمن الحرب للمجتمعات اليهودية في أوكرانيا، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة هآرتس وأكده شخصان شاركا في التخطيط لـ”واشنطن بوست”.

ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على التقارير، واكتفت بالقول إنها تجهز مواطنيها في أوكرانيا لاحتمال حدوث مشاكل. وبناء على طلب الوزارة، قام حوالى 4000 إسرائيلي يعيشون في أوكرانيا بالتسجيل في السفارة في كييف منذ أواخر كانون الثاني / يناير، بحسب المتحدث باسم الوزارة ليئور هايات.

ويوم الجمعة الماضي، قال تحذير إسرائيلي إن على مواطنيها التفكير في مغادرة أوكرانيا على الفور، وإنها ستبدأ في إجلاء أفراد عائلات موظفي السفارة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تاريخ اليهودية في أوكرانيا يعود إلى أكثر من ألف عام، وهو تاريخ ثري ومأساوي. وتعود جذور الحركة اليهودية الحسيدية (الحسيديم) إلى اليهود الأوكرانيين، وازدهرت المجتمعات اليهودية فيها في فترات مختلفة من التاريخ. لكنهم عانوا من المذابح الوحشية والقتل الجماعي بشكل لا يمكن تصوّره في أوقات أخرى، بما في ذلك خلال الحقبة القيصرية والثورات الشيوعية والمحرقة النازية.

وفي الآونة الأخيرة، أدى الصراع الدائر في شرق أوكرانيا إلى تقسيم مجتمع يهودي قوامه ما لا يقل عن 30 ألف شخص يتمركزون حول مدينة دونيتسك، وفقاً لبينشاس فيشيسكي، الذي كان الحاخام الرئيسي للمدينة إلى أن تسببت الحرب في فراره إلى كييف مع آخرين كثر.

وقال فينيشكي إن بعض الأعضاء اختاروا البقاء في الشرق، وخصوصاً السكان الأكبر سناً الذين شعروا أنه من الصعب للغاية تعطيل حياتهم. كما يشعر الكثير منهم بالراحة في العيش في المنطقة التي تسيطر عليها روسيا.

وقال فينيشكي: “إنهم يعيشون في وسط الكثير من الدعاية. عندما أتحدث معهم، فإنهم يعتقدون أن وضعهم أفضل من وضعنا”.

لكن معظم أفراد جاليته اليهودية السابقة فروا من القتال، وتوجه بعضهم على الفور إلى “إسرائيل” واستقر آخرون في أماكن أخرى في أوكرانيا، معظمهم في كييف وحولها. وقال برانوفسكي إن وكالات الإغاثة اليهودية حوّلت المخيم الصيفي للشباب بالقرب من العاصمة كييف إلى مركز للاجئين للعائلات التي تصل في كثير من الأحيان مع أكثر من حقيبة سفر.

وعملت العديد من الوكالات اليهودية، بما في ذلك منظمة “الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود” والوكالة اليهودية ولجنة التوزيع المشتركة ومقرها نيويورك، على إعادة توطين العائلات. لقد وفروا لهم الطعام والملابس ولاحقاً نقوداً للإيجار.

وبعد ثماني سنوات تقريباً، لا تزال العائلات اليهودية النازحة تكافح من أجل إعادة بناء حياتها على بعد مئات الأميال من المناطق التي عاشت فيها عائلاتهم على مدى أجيال، كما قال فيديسكي، الذي يُعرف الآن بلقب الحاخام الرئيسي للجالية اليهودية للاجئين من دونباس وشبه جزيرة القرم. وقال فيديسكي في مكتبه الجديد في كييف “كان الأمر مخيفاً للغاية لكننا تجاوزناه”.

لكن الحاخام لا يتوقع أن يفر الكثير من أتباعه إلى “إسرائيل” حتى الآن، ويرى أن الحديث عن عمليات الإجلاء الجماعي مبالغ فيه. وقال: “لم يتحدث إلينا أحد في إسرائيل عن هذا”.

وكان الأوكراني شاؤول، الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم استخدام اسمه الأخير لحماية خصوصيته، قد فرّ بالفعل من منزله مرة واحدة مع عائلته المكوّنة من أربعة أفراد في دونيتسك في ربيع 2014. وبعد ثماني سنوات تقريباً، أصبحوا يعيشون في مبنى مكوّن من 25 طابقاً في كييف، حيث يعمل شاؤول عن بُعد كقائد فريق لشركة تكنولوجيا مقرها بوسطن. وقد وصف صدمة عدم رؤيته للمدينة التي نشأ فيها ثلاثة أجيال من عائلته – لا يزال يدفع رسوماً على ممتلكاته هناك حتى لا تتم مصادرتها – كما وصف رغبته في البقاء في أوكرانيا حتى في حال وقوع حرب أخرى.

وقال شاؤول، 43 عاماً: “إذا ساءت الأمور فعلاً، فسنذهب إلى إسرائيل. ولكن لديّ مهنتي هنا، ومجتمعي هنا، وحاخامي هنا. إنه المكان الذي نريد أن نبقى فيه”.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم عن الميادين نت

Optimized by Optimole