عن العنف المنزلي

عن العنف المنزلي
Spread the love

بقلم: كارمن جرجي* |

ألقت جائحة فيروس كوفيد – 19 المستجد وزرها على العالم أجمع وخاصة  على لبنان حيث ترافقت معها أزمة اقتصادية خانقة. ومن الطبيعي أن يترتب عن هذا الوضع مشاكل واضطرابات نفسية جمة أثرت سلباً على العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص ولا سيما ضمن البيت الواحد والأسرة الواحدة.

هل تعلم؟

برزت مؤخراً قضية العنف المنزلي الذي ارتفعت نسبته في الظروف الراهنة، إذ أشارت الدراسات والإحصاءات أن الهند هو البلد الأعلى نسبة من حيث تعنيف المرأة والإساءة إليها، وفي استراليا هناك 1 على 3 من النساء يتعرضن للعنف الأسري.

أما في العالم العربي فقد بلغت نسبة الإبلاغات عن حالات مرتبطة بالعنف المنزلي 37%.

في لبنان زادت هذه النسبة بنحو 180% خلال فترة الحجر بسبب فيروس كورونا، وكذلك الأمر في ماليزيا حيث سجلت 20% منها حالات طارئة مسببة للموت و13% من الحالات قد غادرن المنزل الزوجي. ويقدر بالإجمال عدد الأشخاص الذين يعرفون بوجود واقعة تعنيف أو سمعوا عن إحداها حوالي 40%. 

تعريفه:

العنف المنزلي هو محاولة شخص السيطرة على شريكه وإيذائه بطرق عدة، وغالباً ما يكون الرجل هو المعنّف، مع العلم أن المرأة يمكن أن تكون هي المعتدية في كثير من الأحيان.

أشكاله:

العنف الجسدي حيث يقوم المعنّف بضرب الشريك وإيذائه جسدياً بطرق مختلفة.

العنف النفسي: يكاد يكون أشد من العنف الجسدي، حيث يحقّر المعنّف شريكه ويهينه ويبيح بكرامته.

التعنيف المالي: وخاصة بسبب الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وهو يقوم على حجب المال عن الشريك وحرمانه منه حتى وإن كان لأسباب وجيهة.

التعنيف الجنسي: الذي يترك تأثيره لمدى الحياة، وهو يمارس بالاعتداء الجنسي أو الاغتصاب وأحياناً يمكن أن يحدث أمام الأطفال وبذلك يلحق الأذى بكل أفراد العائلة.

سيدتي، هناك علامات عدة تشير الى أنك إنسانة معنفة ولست إنسانة تعاني من بعض المشاكل الزوجية، أهمها تكرر التعنيف وأي محاولة لذلك، وأيضاً شعورك بالخوف الدائم من الشريك وحتى من دون مبرر.

لا يمكنك أن تسامحي أكثر من مرتين اثنتين فقط لأن تكرار هذه الواقعة لا يدل الا على أن التعنيف أصبح سمة من سمات الشريك وطبعه وأخلاقه وسيمارسها عليك كلما أثيرت حفيظته لأي سبب كان.

كوني الثائرة وليس الخانعة الخاضعة، أبلغي من دون تردد عما تعانينه وحري بك اللجوء الى كل الجهات التي تقدم المساعدة في هذا المجال.

أولاً: الأهل، لكن أحياناً لا يكون هذا الحل الأمثل إذ وبناء على المعطيات الاجتماعية والدينية، لا يسمح الأهل لابنتهم من مغادرة منزلها الزوجي وفضح أسرارها العائلية حتى ولو كان على حساب سلامتها فيطلبون منها العودة الى المنزل وعدم ذكر الأمور المسيئة عن زوجها. في هذه الحالة، يمكن اللجوء الى المنظمات التي تعنى بهذا الشأن كمنظمة “كفى” اللبنانية، والتي يمكنها التدخل وإبلاغ الجهات المختصة. كذلك يمكن إبلاغ قوى الأمن الداخلي اللبنانية والاتصال بهم على الرقم 1745.

الجدير بالذكر أن بعض هؤلاء العناصر قد خضعوا لتدريب خاص لمعرفة كيفية التعامل مع هذه المسألة وعن كيفية تلقي الشكاوى والإجابة عليها.

-تمردي أيتها الأنثى على الفوقية الذكورية وعلى هذه المنظومة التي تحمي الرجل ولا تعترف بكيانك وذاتك. حاولي أن تتواصلي مع نساء أخريات يواجهن نفس الخطر فذلك يفيدك معنوياً.

-تحلي بالجرأة، والمجتمع بأجمعه سيقف الى جانبك حينذاك وكذلك القوانين التى لم أفهم يوماً ضرورة وضعها بشكل خاص للمرأة، فالقانون يجب أن يكون ملزماً لكل فرد بمنأى عن الدين، والعرق أو الجنس. ورغم إجحاف القانون بحق المرأة من حيث المطالبة بإثبات واقعة التعنيف وصعوبة هذا الأمر، لا تخافي، فلا بد لسواد الليل أن ينجلي صباحاً.

-اعلمي أيضاً أن لبنان قد وقع على “اتفاقية حقوق الطفل العالمية” التي تعطي الطفل حق البقاء في حضن والدته حتى بلوغ 18 عاماً، كما وأن هناك “لجنة متابعة لحقوق المرأة”، فلا تخافي إذ لا يحق لأي كان أن يسلبك كرامتك ومتعة الحياة فلا أحد يمتلكها سواك.

لا تخافي أن تكوني، فتكوني…

 

*كاتبة لبنانية.

كارمن جرجي

Optimized by Optimole