النباتات تتواصل عبر الروائح. هل نستطيع كشف شيفرة رسائلها في يوم من الأيام؟

النباتات تتواصل عبر الروائح. هل نستطيع كشف شيفرة رسائلها في يوم من الأيام؟
Spread the love

ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو/
اتضح منذ وقت ليس بالقصير أن النباتات تتواصل فيما بينها
وعلى سبيل المثال لا الحصر تتمكن النباتات من “التنصت” على الإشارات الكيماوية لأقرانها
وإذا استشعرت خطراً قادماً من حشرة ما تقوم بزيادة دفاعاتها بشكل مسبق كما أنها تقوم بالدفاع عن حياضها في مواجهة النباتات الأخرى عبر إيجاد حاجز دفاعي وتبين أيضاً أنها تمتلك المقدرة على التواصل مع أنواع أخرى من المخلوقات مثل الثدييات
ذكرت دراسة حديثة نشرت في مجلة البيولوجيا المعاصرة أحد الأمثلة على مقدرة التواصل تلك
أظهرت الدراسة أن أحد أنواع النبات تمكن من التشويش على “اتصالات” الخفاش كي تساعده على تحديد موقعها
تقدم الخفافيش السماد لهذا النوع المحدد من النبات ولذلك يكون من المفيد له جذب الخفاش
تحاول نباتات أخرى القضاء على النباتات المنافسة عبر توليد إشارات كيماوية ضارة
بينما تولد نباتات أخرى درعاً وقائياً ضد تلك المواد الكيماوية من خلال إطلاق حمض الأوكساليك
وثمة مثال آخر: عندما تلتهم اليساريع(اليرقات) بعض النباتات تقوم تلك النباتات بإنتاج عشرات إلى مئات الروائح المتنوعة. تتمكن الأعداء الطبيعية لليرقات مثل الدبابير من شم تلك المركبات وتصبح منجذبة للنباتات المتأثرة
قد “تشم” النباتات المجاورة هذه الروائح وتتأهب بدورها للدفاع عن ذاتها. ومن بين الكثير من المركبات الطيارة التي تفرزها النباتات يبدو أن عدداً قليلاً من الروائح يصبح جذاباً للدبابير المتطفلة
وغالباً ما نجهل ما تمرره بعض المركبات من رسائل
وبالرغم من القيام ببعض الأبحاث لا يزال القسم الأعظم من التواصل بين النباتات محيراً وعصياً على الفهم
يحاول البحاثة من جامعة واجنجن الهولندية فك شيفرة ذلك اللغز
حاولت تلك الدراسة تطوير نموذج يحاكي آثار الرائحة لدى اطلاقها في الهواء مباشرة


وتبين لهم أن بعض الروائح تقدم إشارات موثوقة تؤكد أن نبات ما قد تضرر من الحشرات الملتهمة بينما تكون روائح أخرى مؤشرات تنبؤيه غير موثوقة
يتحدد موثوقية رائحة ما بشكل جزئي عبر خواصها الكيماوية
تتحلل بعض الروائح بسرعة كبيرة بتأثير الأوزون والمركبات الأخرى بحيث يصبح تركيزها منخفضاً للغاية وبالتالي صعب الاستشعار. وعلى الجانب الآخر من الطيف هناك روائح تبقى سليمة لمدة طويلة بحيث لا تقدم معلومات موثوقة عن موقع مصدرها
ويستمر انتاج بعض الروائح وتبقى في الجو حتى عندما تتوقف اليرقات عن التهامها. ولذلك تفترض الدبابير المتطفلة خطئاً أن اليرقات لا تزال هناك
يبدو أن الحسابات النموذجية المنجزة حتى الآن من قبل البحاثة تتوافق بشكل موثوق مع ما تم ملاحظته في الحقل والاختبارات المخبرية. تم تطبيق هذا النموذج على أشجار الحور(وهي أشجار متأصلة في هولندا وأجزاء أخرى من أوروبا الغربية) ويمكن استخدامه لدراسة أنواعاً أخرى لدى توفرالبيانات الصحيحة

*انجزت هذه الدراسة الخطوة الأولى لفك شيفرة لغة النبات. ولكنها لن تكون مهمة سهلة لأن النباتات تستطيع إنتاج العديد وربما مئات الأنواع من الروائح
(نشر هذا المقال بتاريخ 22آب (أغسطس) عام 2019.) في موقع يونيفرسال
المصدر:
https://www.universal-sci.com/headlines/2019/8/22/plants-communicate-via-scents-can-we-decipher-their-messages?fbclid=IwAR3Ap_rLLbPsC_uJyOGZlpRndJQrPwZef-ZuY7NkP6-BbjIAPEBW9E0m084

Optimized by Optimole