“نيويورك تايمز”: البيت الأبيض متفائل بدواء جديد لـ”كورونا” مع تسجيل 60 ألف وفاة

Spread the love

تشير تجربة اتحادية واسعة إلى أن دواء “ريمديسيفير” قد يساعد الأشخاص على التعافي من فيروس كورونا بشكل أسرع. لكن دراسة صينية وجدت أنه لا يفيد المرضى المصابين بأمراض خطيرة.

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن النتائج المبكرة لتجربة عقار لعلاج مرض فيروس كورونا جعلت مسؤولي البيت الأبيض “متفائلين للغاية” حيث يضغط الرئيس دونالد ترامب يضغط لتسريع إنتاج لقاح، لكن الخبراء يرون مخاطر في تسريع العملية.

ومع الإبلاغ عن أكثر من مليون حالة اصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة ووجود أكثر من 26 مليون شخص عاطل عن العمل، كان العطش للحصول على أخبار جيدة قوياً يوم الأربعاء لدرجة أن التقارير التي تشير إلى أن العلاج المحتمل لفيروس كورونا قد أظهر علامات مبكرة على الوعد ساعد في ارتفاع سوق الأسهم.

النتائج الأولية لتجربة سريرية واسعة تظهر أن العلاج باستخدام عقار “ريميديسيفير”، وهو عقار تجريبي مضاد للفيروسات، يمكن أن يسرع الشفاء لدى المرضى المصابين بفيروس كورونا، وقد تم الإعلان عن الدواء على أنه أمر “متفائل للغاية” في البيت الأبيض من قبل الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية. 

وقد ساعد ذلك “ستاندرد آند بورز 500” على كسب ما يقرب من 3 في المائة في اليوم الذي أعلنت فيه وزارة التجارة عن أسوأ انكماش ربع سنوي في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد منذ عام 2008، خلال فترة الركود العظيم.

وبالمثل، تبنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاروه التفاؤل بعدما تجاوزت البلاد 60000 حالة وفاة بسبب الفيروس. ومع بدء الولايات في رفع الحجر الصحي، استمر البيت الأبيض في تقديم تاريخ منقح لتفشي الوباء في الولايات المتحدة، أظهر أن إجراءات ترامب وفريقه لم تكن متأخرة وغير كافية، ولكنها كانت جريئة وفعالة.

وقال جاريد كوشنر، صهر الرئيس ومستشاره، في برنامج “فوكس آند فريندز” على قناة “فوكس نيوز”: “لقد صعدت الحكومة الفيدرالية إلى مستوى التحدي، وهذه قصة نجاح عظيمة. وأعتقد أن هذا ما يجب إخباره حقاً”.

وفي اجتماع متلفز في البيت الأبيض مع قادة الأعمال بعد ظهر الأربعاء، ذهب الرئيس إلى أبعد من ذلك، وتحدث ترامب عن رؤية “الضوء في نهاية النفق بقوة شديدة”. لقد كان متفائلاً بشأن إعادة الحياة إلى الولايات المتحدة كما لو كانت الأزمة قد انتهت تقريباً. وكشف أنه يعتزم السفر إلى أريزونا الأسبوع المقبل وبعد ذلك بقليل إلى أوهايو. تحدث بحزن عن الذهاب إلى مباريات كرة القدم واستئناف مسيرات حملته الانتخابية، وقال: “أود أن أخرج”.

وأعلن الدكتور فاوتشي عن نتائج تجربة سريرية متفائلة لعلاج مرض كوفيد 19. وقال إن عقار “رمديسيفير” المضاد للفيروسات قد أظهر أثراً واضحاً، مهماً وإيجابياً في تقليص فترة شفاء مرضى فيروس كورونا. وأضاف أن هذا الأمر يثبت “أن دواء يمكن أن يتصدى للفيروس”.

وقال فاوتشي: إذا نظرت إلى وقت التعافي الذي كان أقصر مع العلاج بدواء “ريمديسيفير” remdesivir فقد كان 11 يوماً مقارنة بـ15 يوماً في العلاج بالدواء البديل. وعلى الرغم من أن التحسن بنسبة 31 بالمائة لا يبدو كأنه نجاح بنسبة 100 بالمائة، إلا أنه دليل مهم جداً على المفهوم لأنه أثبت أن الدواء يمكن أن يصد هذا الفيروس. كما أن معدل الوفيات أقل لدى مجموعة المرضى الذين عولجوا بدواء “ريمدسيفير” بهو بنسبة 8 في المئة مقارنة بـ11 في المئة في المجموعة الثانية.

وأضاف فاوتشي: “إنه أمر مثير للتفاؤل للغاية”. وحذر من أن نتائج الدراسة لا تزال بحاجة إلى مراجعة النظراء بشكل صحيح.

وأجريت دراسة سريرية واسعة على هذا العقار على مصابين بمرض كوفيد-19 بالتعاون بين معاهد الصحة الأميركية وشركة “جلعاد ساينسز” الأميركية، الشركة المصنعة للدواء. لكن دراسة أخرى أجريت في الصين، ونشرت في مجلة “لانسيت” العلمية، أظهرت أن العقار لم يعط فوائد مهمة في علاج مرضى فيروس كورونا.

واعتبر فاوتشي أن الدراسة الصينية “ليست ملائمة”.

وعلى الرغم من أنه لم يتم العثور بعد على دواء لمنح المرضى الذين يعانون بالفعل حالة مرضية حرجة أي فائدة كبيرة، فإن هذه الدراسة تترك الباب مفتوحاً لاحتمال أن يكون “ريمديسيفير”   remdesivirمفيداً في وقت مبكر من مسار المرض أو في الحالات الأقل حدة.

وخطت الشركة المصنعة للدواء، “جلعاد ساينس” Gilead Sciences، بحذر يوم الأربعاء قائلة إنها “على علم بالبيانات الإيجابية الناشئة” عن الدراسة الفيدرالية. وقد توقف التداول في أسهمها.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية لصحيفة نيويورك تايمز إنه من المرجح أن يأذن باستخدام هذا الدواء في حالات الطوارئ.

يشار إلى أن هذا الدواء قد تم تطويره في الأصل على أمل أن يكون مفيداً ضد فيروس إيبولا لكنه لم يكن كذلك.

وأشارت الصحيفة إنى أنه لم تتم الموافقة بعد على دواء “ريمديسيفير” كعلاج لأي مرض. فالعلم عنه لا يزال غير مؤكد. ولم تتم مراجعة الدراسة الفيدرالية والبيانات التي أسفرت عنها بعد من قبل الخبراء، الأمر الذي أثار بعض التساؤلات حول ما إذا تم الإعلان عن النتائج قبل الآوان، ربما لأسباب سياسية.

لقد أثيرت الآمال من قبل بشأن الأدوية التي بدت واعدة ولكن تبين فيما بعد أنها غير فعالة، أو تبين كما في حالة عقار “هيدروكسي كلوروكوين” أنه ضار تماماً. لا يوجد حتى الآن علاج معتمد لمرض كوفيد 19.

وثمة علاج تجريبي آخر لمرضى فيروس كورونا ذوي الحالات الشديدة هو إعطائهم بلازما الدم من المرضى الذين تم شفاؤهم والذين قد تساعد أجسامهم المضادة المتلقين لها. ولكن لا يوجد حتى الآن بما يكفي من “بلازما النقاهة” لتوزيعها على المرضى.

وقد تعقدت الرغبة القوية في السماح بإعادة فتح الأعمال التجارية بسبب عدم قدرة الدولة على إجراء عدد من الاختبارات التي يقول مسؤولو الصحة العامة إنها ستكون ضرورية لتحديد وتتبع واحتواء الحالات تفشي المرض الجديدة المصابة بالفيروس مع تخفيف قواعد التباعد الاجتماعي.

المصدر: عن الميادين نت

Optimized by Optimole