إيهود باراك: غانتس وأيزنكوت، اطلبا موعداً للإنتخابات

Spread the love

شؤون آسيوية – بقلم – رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني السابق إيهود باراك-

مرّ على الحرب 15 أسبوعاً. نشهد في ساحة المعركة شجاعة وتضحية مذهلة. أمّا جماهيرياً، فهناك أجواء كئيبة، وشعور بأنه على الرغم من إنجازات الجيش، فإن “حماس” لم تنهَر، وعودة الرهائن تبتعد.

افتراضات أساسية: 1- على إسرائيل تفكيك قدرات “حماس” بالسيطرة على غزة وتهديدنا. 2- لا مصلحة لإسرائيل في البقاء في غزة. 3- الغزيون لن يذهبوا إلى أي مكان. 4- من الضروري إيجاد جهة تستطيع السيطرة بعد تفكيك “حماس”، وتسيطر على غزة بشكل شرعي ودائم.

إسرائيل دولة ذات سيادة، وهي تعمل في القضايا الضرورية لأمنها، وفقاً لمصالحها، حتى لو كانت تتعارض مع موقف الولايات المتحدة. على الولايات المتحدة احترام سيادتها، إلّا إن دعمها لإسرائيل هو حجر أساس بالنسبة إلى أمننا. إنها تردع حزب الله وإيران، وتزوّدنا بالذخائر، وتغلق الطريق أمام قرارات في مجلس الأمن، وتدعمنا في لاهاي عبر استعمال الفيتو. كما أنها تقف على رأس “محور الاستقرار” الذي نشكل جزءاً منه، في مقابل “محور الدول المارقة”- إيران وسورية وحزب الله و”حماس” والحوثيون- المدعوم من روسيا.

الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل منذ أشهر مقترحاً يستجيب للمصالح المشتركة: تشكيل قوة عربية تابعة لـ”محور الاستقرار”، مع تفكيك قدرات “حماس”. تُمنح هذه القوة السيطرة في قطاع غزة لفترة محدودة، وخلالها تجري إعادة سيطرة “السلطة الفلسطينية المعززة”، التي يعترف العالم بأنها هي صاحبة الحق في السيطرة على القطاع، استناداً إلى ترتيبات أمنية تكون مقبولة من إسرائيل. وتتعهد السعودية والإمارات الدعم المالي للسلطة المعززة، وتعملان على تمويل وإعادة بناء البنى التحتية.

المقترح الأميركي هو الخطة العملية الوحيدة. احتمالات نجاحه تبدو أقل كلما ترددت إسرائيل. المقابل المطلوب منها هو المشاركة، مستقبلاً، في خطوة سياسية في اتجاه حل “الدولتين”. ومنذ 3 أشهر، نتنياهو يمنع النقاشات بشأن “اليوم التالي للحرب” في الكابينيت. هذا كارثي. الجيش لا يستطيع رفع احتمالات النصر عندما لا يكون لديه هدف سياسي واضح. وبغياب الهدف الواقعي، سنغرق في الوحل الغزّي، ونقاتل في الوقت نفسه في لبنان والضفة، ونستنزف الدعم الأميركي، ونضع “اتفاقيات أبراهام” في خطر، وكذلك اتفاقيات السلام مع الأردن ومصر.

هذا السلوك يجرّ الأمن إلى الهاوية. يمكن الادعاء أن الاقتراح الأميركي سيئ، لكن لا يمكن منع الحوارات بشأنه خلال الحرب عندما يُقتل الجنود. ما يقف بين إسرائيل والحل الواقعي هو نتنياهو ومرافقاه إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. إنهم يمنعون إسرائيل من العمل من أجل أمنها بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ويجرونها إلى الهاوية من أجل مصالحهم الشخصية. يجب إيقاف هذا. نتنياهو يفهم أن “السلطة الفلسطينية المعززة” معناها خسارة بن غفير وسموتريتش وقُرب نهاية حكومته. إسرائيل بحاجة إلى قيادة أُخرى، ويجب الذهاب إلى انتخابات. هذا ما سيحدث حين ينفجر غضب عائلات الرهائن والجماعات التي تم إجلاؤها عن منازلها، وجنود الاحتياط، والجماهير التي تذكر 7 تشرين الأول/ أكتوبر جيداً.

يسألني المواطنون: ما الذي أعرفه أنا، المواطن البسيط، ولا يعرفه غانتس وأيزنكوت؟ رئيس الدولة وليبرمان؟ وما دمنا لم نسمع منهم، يبدو أن الوقت لم يحن بعد”. غانتس وأيزنكوت يترددان بشأن الخروج من الحكومة، بينما لا تزال أمام كابينيت الحرب فرصة اتخاذ قرارات مصيرية. الاقتراح: اطلبا تحديد موعد للانتخابات، تموز/يوليو في أبعد تقدير. لا تخرجا من الحكومة، لكن طالبا بأغلبية تدعم ذلك في الكنيست. إذا تجرّأ نتنياهو على إقالتكما، فستكون “ليلة غالانت” [التظاهرات التي خرجت احتجاجاً على قرار نتنياهو إقالة غالانت لأنه حذّر من تداعيات الإصلاحات القضائية على الجيش] هي العاصفة القادمة. وإن لم تفعلا ذلك، فسيكون من الصعب عليكما أن تشرحا لماذا امتنعتما من إزالة الحاجز الذي منعنا من الانتصار في الحرب، ولا سيما أنت يا أيزنكوت، مَن توقّعت أن قيادة نتنياهو يمكن أن تتحول إلى خطر وجودي على إسرائيل.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية
الآراء الواردة في المقالة لا تعبّر عن رأي الموقع إنما تعبّر عن رأي كاتبها

Optimized by Optimole