هآرتس: صادرات السلاح الإسرائيلي إلى المغرب، من بيغاسوس إلى المسيّرات الانتحارية

هآرتس:  صادرات السلاح الإسرائيلي إلى المغرب، من بيغاسوس إلى المسيّرات الانتحارية
Spread the love

شجون عربية

وصل رئيس الأركان اللواء أفيف كوخافي يوم الاثنين إلى المغرب في زيارة هي الأولى لرئيس أركان إسرائيلي إلى هذه الدولة منذ تطبيع العلاقات بينهما في سنة 2020.

طوال عشرات الأعوام، كان هناك علاقات أمنية سرية بين الدولتين، وكان في إمكان السياح الإسرائيليين زيارة المغرب بحُرية. توطدت العلاقات بعد اتفاقات أوسلو، وانقطعت مع نشوب الانتفاضة الثانية، وعادت واستؤنفت في نهاية سنة 2020، عندما كان المغرب الدولة الرابعة التي انضمت إلى اتفاقات أبراهام. منذ ذلك الحين، افتُتحت رحلات مباشرة بين الدولتين، وقام وزير الخارجية آنذاك يائير لبيد ووزير الدفاع بزيارة المغرب.

لإسرائيل والمغرب تاريخ طويل من التعاون الأمني والاستخباراتي. إذ شغّل الموساد مكتباً له في الرباط، وبعد حرب الأيام الستة (1967)، إسرائيل باعت المغرب فائض السلاح الذي كان لدى الجيش من إنتاج فرنسي، في الأساس دبابات ومدافع، وزار مستشارون عسكريون المغرب لمساعدته ضد “جبهة البوليساريو” التي كانت تحارب من أجل استقلال الصحراء الغربية.

وفيما يلي بعض أنواع السلاح الذي باعته إسرائيل للمغرب في الأعوام الأخيرة، بالإضافة إلى المسيّرات والأسلحة السيبرانية الهجومية.

في سنة 2014، اشترى المغرب 3 طائرات من دون طيار من طراز هارون، ومن إنتاج الصناعة الجوية، بقيمة 50 مليون دولار. وهذه الطائرة من دون طيار وُضعت في السوق للمرة الأولى في سنة 2000، وهي قادرة على البقاء في الجو 45 ساعة، والتحليق على علو 35 ألف قدم.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، تحدث حاييم لفينسون عن بيع الصناعة الجوية مسيّرات من طراز “هاروب” للمغرب. وبعكس المسيّرات غير المزودة بالسلاح، المُعدة لجمع المعلومات الاستخباراتية والرصد أو الهجوم، ثم العودة إلى قواعدها، فإن مسيّرة هاروب تُعتبر “سلاحاً متجولاً” (Loitering munition)، أو مسيّرة انتحارية. ونجاح المسيّرة في مهمتها معناه تدمير الهدف وتدميرها هي أيضاً. وإذا لم يحدث ذلك، فتعود إلى قواعدها.

في شباط/فبراير هذه السنة، ذكرت الصناعة الجوية أنها ستزود المغرب بمنظومة باراك –MX، وهي منظومة مضادات جوية ضد أنواع مختلفة من التهديدات الجوية، من طوافات وطائرات، مروراً بالمسيّرات، ووصولاً إلى صواريخ كروز. وقد أعربت دول الخليج عن اهتمامها بالحصول على هذه المنظومة ضمن إطار حلف الدفاع الجوي مع إسرائيل.

هذه المنظومة جرى تطويرها في الأساس كي تُركَّب على السفن، واستُخدمت في اعتراض مسيّرات حزب الله التي أُطلقت في اتجاه منصة كاريش قبل أسبوعين، لكنها ملائمة أيضاً للاستخدام الأرضي. والصفقة التي تبلغ قيمتها مئات ملايين الدولارات جرى التوصل إليها خلال زيارة وزير الدفاع بني غانتس إلى المغرب، حيث جرى الاتفاق أيضاً على بيع المغرب رادارات “ألتا” ومنظومات دفاعية ضد الحوامات من إنتاج سكاي – لوك. بالإضافة إلى ذلك، جرت بلورة مشروع لتحسين طائرات أف 5 القديمة التابعة لسلاح الجو المغربي.

بيغاسوس

برنامج التجسس الذي طورته شركة NSO Group الإسرائيلية تحول إلى رمز إشكالي للصناعة السيبرانية الهجومية الإسرائيلية. برامج التجسس التي تباع فقط إلى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الرسمية، بموافقة شعبة الرقابة على الصادرات الأمنية في وزارة الدفاع، تسمح بالجمع عن بُعد لكل المعلومات الموجودة في الهاتف الخليوي للضحية، بما في ذلك الصور والمراسلات واستخدام الكاميرا والمايكروفون عن بُعد، من دون معرفة الضحية، والتجسس عليه.

وكانت الولايات المتحدة وضعت شركة NSO على لائحة الشركات “التي تهدد المصالح الأميركية”، بعد أن اكتشفت شركة آبل في العام الماضي أن هواتف خليوية لموظفين في الخارجية الأميركية في أفريقيا تعرضت للتجسس بواسطة بيغاسوس.

تسبب بيع برنامج بيغاسوس التجسسي للمغرب بمشكلة دبلوماسية مع فرنسا، بعد أن اتضح أن من بين أهداف الهجوم وزراء في حكومة إيمانويل ماكرون. وكشفت تقارير سابقة أن بيغاسوس استُخدم ضد صحافيين وناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب.