ماذا يحتاج العالم الآن بمواجهة “أوميكرون”؟

ماذا يحتاج العالم الآن بمواجهة “أوميكرون”؟
Spread the love

شجون عربية –

قالت مجلة إيكونوميست الأميركية إن الإجراءات السريعة التي اتخذتها دول حيال متغير فيروس كورونا المستجد “أوميكرون” أظهرت أن “العالم تعلم الكثير بشأن التعامل مع الأوبئة” خلال العامين الماضيين.

ويشير تقرير المجلة أنه عند بداية أزمة كورونا انتشر الفيروس بسرعة، في وقت لم يكن العالم جاهزا للإقرار بوجوده، أو اتخاذ إجراءات وقائية لمنع انتشاره.

لكن هذه المرة، كشفت جنوب أفريقيا، بعد أيام قليلة، عن متغير جديد يحتمل أن يكون خطيرا، ثم اعترف العالم، بسرعة، بأنه يمثل تهديدا حقيقيا.

ويقول التقرير إن هذا التحرك السريع “منح العالم بعض الوقت لتحديد طبيعته ومدى خطورت أوميكرون”، و”سيكون الاختبار الحقيقي للتأهب للوباء هو مدى استخدام هذا الوقت” الذي كسبه العالم لمعرفة المزيد عنه واتخاذ ما يلزم من إجراءات.

ويعتقد يوناتان غراد، أستاذ علم المناعة والأمراض المعدية في جامعة هارفارد أن تقييم خطورة “أوميكرون” قد يستغرق ما بين شهر إلى شهرين.

ويعتمد نجاح الحكومات في المرحلة المقبلة على فهم طبيعة المتغير الجديد ومعرفة متى تتصرف، وذلك بعد أن أخطأت خلال مراحل الوباء الماضية وتحركت بعد فوات الأوان عندما أصبحت الأمور خارجة عن نطاق السيطرة.

وخلال الفترة المقبلة يتعين الإجابة على “أسئلة ملحة” من أهمها ما إذا كان “أوميكرون” سيحل محل متغير “دلتا” الذي يتسبب في 2.5 مليون إصابة أسبوعيا في أوروبا وحدها.

وتشير الأدلة المبكرة في جنوب أفريقيا إلى أنه ينتشر بسرعة كبيرة، وحتى لو ثبت أنه أقل ضراوة من “دلتا” لكنه أكثر عدوى، فقد يؤدي رغم ذلك إلى زيادة حالات دخول المستشفيات، والوفيات.

والسؤال آخر هو ما إذا كان يمكن أن يسبب أعراضا خطيرة، وهو أمر محتمل، ورغم أن التقارير الواردة من جنوب أفريقيا تشير إلى حالات خفيفة، لكن ذلك قد يكون بسبب أن معظمها حالات من فئة الشباب، لذلك يحتاج العلماء إلى مراقبة عدد كاف من الحالات لأعمار مختلفة، وحالات أشخاص يعانون من حالات مرضية أخر، تجعل الإصابة بالفيروس أكثر خطورة.

والسؤال الآخر الملح هو معرفة مدى قدرة اللقاحات والإصابات السابقة والأدوية على توفير حماية من المتغير، مع العلم أنه يحتوي على حوالي 20 طفرة أخرى في الجينوم بعضها قد يكون خطيرا.

وهناك أدلة غير مؤكدة على إصابة أشخاص تم تطعيمهم بالكامل بالمرض، لكن ما يهم هو مدى شيوع مثل هذه الحالات، ومدى سهولة نقل المتحور، والحاجة لدخول العناية المركزة، وبالتالي الموت المبكر.

ويقول التقرير إنه خلال فترة التقييم، يمكن للحكومات استغلال هذا الوقت المتاح لها لتكون مستعدة في حالة انتشار المرض، وسيؤدي حظر السفر المبكر والحجر الصحي إلى إبطاء انتشار الفيروس خارج جنوب أفريقيا، عن طريق تقليل عدد الحالات الفردية للوافدين المصابين.

وإذا بدأ في الانتشار، سيتعين على الحكومات أيضا تشديد الإجراءات غير الدوائية مثل ارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي، والعمل من المنزل، وتحسين التهوية.

ويجب أيضا ضمان قدرة شركات الأدوية على إنتاج لقاحات جديدة تتعامل معه، خاصة اللقاحات التي تعتمد على تقنية mRNA التي يمكن تعديلها بسرعة باستخدام جينوم المتغير الجديد، واختبارها ثم تصنيعها على نطاق واسع.

وفي الوقت ذاته، يمكن للحكومات تسريع برامج توزيع الجرعات المعززة، وذلك على افتراض أن اللقاحات الحالية توفر على الأقل بعض الحماية من المتغير.

وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من أن ظهور متحور فيروس كورونا الجديد “أوميكرون” يمثل خطرا “مرتفعا للغاية” على مستوى العالم، لكنها شددت على أن معدل انتقال العدوى به، ومدى خطورته، لم يتضحا بعد.

وهناك قلق أيضا من أن المتحور قد يكون أكثر مقاومة لبعض الأجسام المضادة، رغم أن قدرته على مقاومة اللقاحات ما زالت قيد البحث.

ويرجح أن يؤدي ظهور “أوميكرون” إلى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في جنوب أفريقيا هذا الأسبوع، بثلاثة أضعاف، وفق ما جاء في تحذير صدر عن كبير علماء الأوبئة في البلاد نقلته “فرانس برس”.

المصدر: الحرة