رفع حالة التأهب في جميع السجون الإسرائيلية والأجهزة الأمنية بشأن الأسرى الفلسطينيين الفارين

رفع حالة التأهب في جميع السجون الإسرائيلية والأجهزة الأمنية بشأن الأسرى الفلسطينيين الفارين
Spread the love

 

 

أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية مساء أمس الأربعاء أنها قررت رفع حالة التأهب في جميع السجون الإسرائيلية إلى الدرجة القصوى بعد أن قام سجناء من حركة الجهاد الإسلامي بإضرام النار في عدد من الغرف داخل سجنيْ كتسيعوت في النقب ورامون في جنوب إسرائيل، وذلك احتجاجاً على عملية النقل التي تقوم بها مصلحة السجون لسجناء الجهاد الإسلامي، على خلفية عملية الفرار من سجن جلبواع [قام بعملية الفرار 5 سجناء من حركة الجهاد الإسلامي، هم: محمود ومحمد عارضة ويعقوب قادري وأيهم كممجي ومناضل يعقوب نفيعات بالإضافة إلى السجين زكريا الزبيدي من حركة “فتح”].

وأضرم السجناء من الجهاد الاسلامي النار في 9 غرف في سجنيْ كتسيعوت ورامون وتم إخماد النيران من دون وقوع إصابات بشرية.

كما أفيدَ بأن سجناء الجهاد الإسلامي في معتقل عوفر بالقرب من القدس رفضوا إعادة توزيعهم بين الغرف وتمت معاقبتهم بوضعهم في زنازين انفرادية. وحاول سجين إلقاء ماء ساخن على حارس في سجن جلبواع، وقالت إدارة السجن إن الحارس لم يصَب بأذى وتم وضع السجين في الحبس الانفرادي.

هذا وتواصل قوات الأمن الإسرائيلية أعمال البحث والتمشيط سعياً لإلقاء القبض على الأسرى الأمنيين الستة الفارين. ودفع الجيش الإسرائيلي بمزيد من قواته للمشاركة في أعمال البحث عن الأسرى الفارين ليرتفع عدد السرايا التي تقدم المساعدة للشرطة إلى 14 وانضمت إلى هذه المساعي قوة من سلاح الجو أيضاً.

وحتى مساء أمس أكدت قيادة المؤسسة الأمنية أنه لا يوجد لديها أي طرف خيط بشأن الأسرى الفارين، وشدّدت على أن الأمر يحتاج إلى كثير من الصبر.

من ناحية أُخرى تقرر استدعاء كبار المسؤولين في سجن جلبواع لتقديم إفادات خلال الأيام القريبة في وحدة التحقيقات القطرية مع أفراد مصلحة السجون التابعة للشرطة. وقالت مصادر في قيادة مصلحة السجون إن الحديث لا يدور حول تحقيق تحت طائلة التحذير كما لا توجد شبهات بشأن ضلوع سجّانين في عملية الفرار. وحتى الآن قدّم 19 سجّاناً إفاداتهم في هذه القضية.

وقالت مصادر فلسطينية إن قوات عسكرية إسرائيلية اعتقلت أمس وأمس الأول الثلاثاء عدداً من أقرباء الأسرى الستة في منطقة جنين، بينهم والد السجين يعقوب نفيعات من بلدة يعبد، وشقيق السجين محمود عارضة، وشقيق السجين محمد قاسم عارضة من بلدة عرابة. كما أجرت القوات عمليات تفتيش في قرية السجين الهارب يعقوب قادري، بير الباشا.

وأشارت المصادر الفلسطينية نفسها إلى أن مسلحين من الجهاد الإسلامي ومن كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة “فتح” قاموا بالانتشار في مخيم جنين استعداداً لمواجهة الجيش الإسرائيلي في حال قيامه باقتحام المخيم.

في المقابل ذكرت الشرطة الإسرائيلية أنها في إطار البحث عن الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين فروا، قامت فجر أمس باعتقال 3 أشخاص من قرية الناعورة العربية القريبة من سجن جلبواع. وذكر شهود عيان أن قوات الشرطة داهمت أيضاً مسجداً في القرية للاشتباه بأن أحد الأسرى الهاربين أو بعضهم كانوا مختبئين فيه.

وكانت تحقيقات أولية قامت بها إدارة سجن جلبواع كشفت أن النفق، الذي فرّ منه الأسرى الأمنيون الفلسطينيون الستة، بدأوا بحفره قبل عام وذلك عبر نظام صرف صحي داخل زنزانتهم، وأن الستة ساروا على أقدامهم مسافة 3 كيلومترات حتى وصولهم إلى مركبة كانت تنتظرهم ونقلتهم من المكان.

ورجحت مصادر في الشرطة، بناء على قيامها بمسح المنطقة، أن الفارين ذهبوا في اتجاه مدينة بيت شان [بيسان] وحتى أنهم توقفوا للتدخين خلال هروبهم، ومن هناك اختفت آثارهم.

كما تبيّن في وقت لاحق أن سائق سيارة أجرة مرّ من المكان لحظة خروج الستة من النفق فقام بتبليغ الشرطة هاتفياً بما شاهده في عتمة الليل بالقرب من السجن. وقال السائق بعد ساعات من تبليغه بالأمر إنه قام بتبليغ الشرطة بأنه رأى 3 أشخاص فقط في حين شاهد 6 أشخاص وأكد أنه كان مرتبكاً للغاية وقت التبليغ.

وقال السائق لوسائل إعلام: “أدركت أنه حدث غير عادي. فجأة رأيت بعض الأشخاص يركضون عن يساري وانطلقوا مسرعين، الأمر الذي أثار الشبهات لدي. حاولوا الاختباء وراء الأدغال فأدركت أن شيئاً ما غير عادي يحدث هنا. رأيت أكثر من 3 أشخاص، لكنني بدأت أفكر في أنني ربما كنت أهلوس، وربما كنت متعباً، وحتى لا يشتبهوا بأنني أتعرض للهلوسة بلّغت عن ثلاثة فقط وليس أكثر. في حال لم أبلّغ على الفور فمن يعلم متى كانوا سيلاحظون حقيقة فرارهم؟”

وما زال مسؤولو سجن جلبواع وقادة الشرطة ومصلحة السجون عرضة لانتقادات واسعة، وذلك بسبب الهفوات التي سهلت عملية الهروب، وارتكاب سلسلة من الأخطاء الفادحة التي سمحت بحدوث عملية الفرار في المقام الأول، وكذلك بسبب الإخفاق في فهم خطورة الموقف عدة ساعات بعد حدوثه.

في سياق متصل قالت قناة التلفزة الإسرائيلية “كان” [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] مساء أمس إن هناك شبهات قوية بأن الأسرى الفارين تلقوا مساعدة من سجّانين، وأشارت إلى أنه تم أمس استجواب 5 سجّانين من السجن للمرة الثانية. كما أشارت إلى أنه من المتوقع أن تقوم الشرطة اليوم (الخميس) بالتحقيق مع اثنين من عناصر مصلحة السجون الذين شاركوا في اتخاذ قرارات في هذه القضية.

ويمكن القول إن الخشية الرئيسية القائمة في صفوف قيادة الشرطة هي أن الأسرى الفارين ما زالوا في الأراضي الإسرائيلية، إما في بيوت عائلات [عربية] تخبئهم، أو في مناطق مفتوحة، وهم ينتظرون أقرب فرصة للهرب من البلد، أو للقيام بعمليات دامية. وما يعزّز الاحتمال الأخير [القيام بعمليات دامية] أن 4 أسرى من بين الستة محكومون بالسجن المؤبد مدى الحياة، ولذا ليس لديهم ما يخسرونه. وثمة احتمال آخر هو أن الستة هربوا إلى أراضي الضفة الغربية التي يعرفونها جيداً، ولا سيما أراضي منطقة جنين حيث كانوا يقطنون. إن أربعة منهم مسجونون منذ أكثر من 20 عاماً، ولذا فإن احتمال أن يبقوا في الأراضي الإسرائيلية التي لا يعرفونها جيداً ضئيل للغاية. ويمكن القول إن اختباءهم في الضفة الغربية هو خيار مفضل بالنسبة إلى إسرائيل بسبب سيطرة قوات الأمن الإسرائيلية على المنطقة أمنياً واستخباراتياً. ومع ذلك، من شأن إلقاء القبض عليهم في أراضي الضفة أن يؤدي بشكل شبه حتمي إلى وقوع مواجهة عنيفة مع قوات الجيش الإسرائيلي.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية