البطالة ..وتأثيرها على الفرد والمجتمع. ..

البطالة ..وتأثيرها على الفرد والمجتمع. ..
Spread the love

شجون عربية _ بقلم: ديالا سلطان/

تعاني المجتمعات العربية بشكل عام بضعف في الموارد الاقتصادية والمادية…الأمر الذي جعل شبح الفقر جاثماً دائماً على حياة الملايين … فالأزمات الاقتصادية والحروب والضعف العام في التداول التجاري ولد عجزاً في ميزانية العديد من الدول العربية، وزاد ديونها …فأصبحت فريسة سهلة للفقر.
– البطالة …هي مصطلح يدل على عدم قدرة الأفراد على إيجاد فرص العمل المناسبة لقدراتهم، وتخصصاتهم،
هي حالة عامة وصفة مشتركة وخصوصاً في الدول الفقيرة التي لا يجد فيها الفرد القادر أن يعمل في مجال الوظائف في القطاع الحكومي..أو القطاع الخاص..وقد يشمل الأعمال التي تعطي رواتب متدنية أيضاً للعامل كنوع من الاستغلال والبطالة عامة تشمل كلا الجنسين، وتقسم إلى قسمين…
1-البطالة الظاهرة: …مصطلح يدل على عدم قدرة الأفراد على إيجاد فرص عمل المناسبة لقدراتهم، وتخصصاتهم، ومؤهلاتهم العلمية التي يحملونها….
البطالة المقنعة: وهي ظاهرة تطلق وتظهر على الأشخاص الذين يعينون في وظائف لا تعود عليهم بفوائد مادية أو إنتاجية، ك الحوافز والمكافآت. …
الآثار السلبية للبطالة.. ..
لا يقتصر تأثير البطالة على الوضع المادي للفرد والأسرة والمجتمع المحليّ فحسب، بل يتجاوز ذلك ليؤثّر على الناحية الصحيّة، ومعدّل الوفيات أيضاً، لا سيّما أن آثارها تمتدّ لسنوات …
آثار البطالة على الفرد و الآثار الصحية والنفسية…
يعدّ وجود العمل في حياة الفرد ضرورياً من خلال زيادة مكانته اجتماعياً، وتحقيق الأمن الماديّ، واكتساب مهاراتٍ وقدراتٍ عالية ومتنوّعة أثناء العمل،..
ويدل على إمكانية الفرد في تسيير نمط حياته، وتحسين مهاراته وأوضاعه ..المالية والاجتماعية
فإنّ فقدان الوظيفة للأفراد يؤدّي إلى ظهور العديد من الآثار السلبيّة سواء من الناحية النفسيّة أو الجسديّة، ..
1-المرض: تعدّ البطالة طويلة الأجل سبباً في زيادة الأمراض العقليّة والبدنيّة، كما تقلّل من العمر الافتراضيّ، وذلك حسب ما أشارت الكثير من الدّراسات.
2- الاكتئاب: يعدّ المتعطّل عن العمل أكثر عرضةً للشعور بالقلق والاكتئاب، كما قد ينخفض تقديره لذاته، خصوصاً إذا كان يمتلك الرغبة القوية في الحصول على وظيفة، هذا فضلاً عن زيادة التوتر عنده
3-الانتحار: إنّ ارتفاع البطالة تذيد نسبة الانتحار في المجتمع، حيث تعدّ البطالة سبباً في زيادة الفقر، والحرمان، واليأس، وزيادة المشاكل الأسرية، وهي عوامل رئيسية ترفع نسب الانتحار…
4- الإدمان: تعتبر البطالة سبباً في اللجوء إلى الإدمان، فعلى الرغم من أنّ فقدان الوظيفة يصعّب من توفّر المال، إلا أنّ فقدان الوظيفة أيضاً يؤثّر سلباً في تقدير الهوية، واحترام الذات، وكلّما طالت هذه الفترة تفاقم الاكتئاب الذي يحفّز الشعور بالإدمان للهروب من الواقع. .
.5-الإحباط: كثير من الشباب المعطلين عن العمل تنتابهُم مشاعر الإحباط واليأس، لأنّهم فقدوَ حقوقهم في الحصول على وظيفة، خاصةً في حال وجود من يمتلكون مهارات ومؤهلات مماثلهٍ لهم ويشغلون موقعاً وظيفياً، الأمر الذي يؤدي إلى تولد مشاعر عدم الانتماء..وقد تتطور هذه المشاعر ليتحول العاطل عن العمل إلى شخص عدوانيّ تجاه الآخرين وتجاه المجتمع…
6- عدم تقدير الذات: يحتاج الفرد إلى التّواصل مع أشخاصٍ خارج نطاق أسرته لكسب المزيد من المعلومات والخبرات المتنوّعة، لا سيّما أنّ الفرد يرى نفسه بمنظور الآخرين، فالعاطل عن العمل قد لا يرى لنفسه مكانةً في كثير من الأحيان؛ لأنّه لا يملك عملاً يُظهر فيه نفسه ومهاراته، هذا بالإضافة إلى أنّه بحاجة لتبادل منفعةٍ جماعيةٍ يشارك بها الآخرين، بحيث يشعر بأنّه مفيد وفعّال في المجتمع، هذا فضلاً عن كونه يعاني من عدم مقدرته على إشغال وقته بما هو مفيد على نحو ينمي قدراته، ومهاراته المختلفة، ما يؤدي إلى ظهور الملل في مناحي حياته المختلفة
7- الانطواء والعزلة: يعاني الشخص المتعطّل عن العمل من العُزلة والوحدة، لعدّم انخراطه مع أقرانهِ والخروج من المنزل لأسباب العمل؛ والذي يزيد لديه شعور القلق، ويفقده الثقة بالمجتمع، مما قد يؤدي به إلى الانسحاب تدريجيّاً من المجتمع الخارجي..
ّ8-الآثار الاجتماعية… تؤثّر سلباً على العاطلين عن العمل، منها: انخفاض فرصة الحصول على وظيفة: لا تفضّل الكثير من الشركات توظيف العاطلين عن العمل منذ فترة زمنية طويلة، على الرغم من امتلاكهم المهارات والمؤهّلات التي تناسب الوظيفة المُتَاحة لفقدانهن مصطلح الخبرة العملية
9- التطرّف والعنف: تعتبر فئةُ الشباب العاطل عن العمل هي الأكثر عُرضةً للانضمام إلى الجماعات المتطرّفة، فمن السهل إقناعهم بأهداف هذه الجماعات، خاصةً أنّ معظمهم لا يمتلكون أهدافاً محددةً في حياتهم، فيعتبرون كلاً من التطرّف، والعنف طريقة للتّعبير عن الذّات
10- الهجرة: إنّ عدم القُدرة على إيجاد حلولٍ لمشكلة البطالة، أجبرت الكثير من الشباب على التفكير بالهجرة إلى خارج البلاد لإيجار فرصة عمل
11- الآثار الاقتصادية توجد العديد من الآثار الاقتصاديّة التي تسبّبها البطالة،ك انخفاض المستوى المعيشيّ: غالبية المتعطّلين يعانون من انخفاض المستوى المعيشيّ، لعدم تمكّنهم من توفير مصدر دخل شهريّ ثابت، وعادةً ما يظهر تأثير البطالة مباشرةً على حياة الفرد عند بدء انقطاعه عن العمل، فيظهر ذلك في انخفاض القوة الشرائية، وعدم القدرة على تغطية الديون.. كسبيل لتأمين احتياجات الحياة الضرورية …

12-خسارة المأوى والتشرّد: غالباً ما يؤدي تفاقم معدّل البطالة إلى زيادة معدّلات التشرد، حيث إنّ المتعطّل لا يملك الدّخل الكافي لتغطية تكاليف السّكن، مما قد يؤدي به إلى أن يصبح بلا مأوى…ومن آثار البطالة على عائلة المتعطّل..
تمتد آثارها إلى جميع أفراد الأسرة، حيث أشارت دراسة كنديّة أجراها الخبير الاقتصاديّ بنيامين أبلبوم أن نسبة المهارات المكتسبة لأبناء العاطلين عن العمل تقل بمعدل 9% مقارنةً بنسبتها مع أبناء العاملين ..بالإضافة إلى أنّ تفشّي البطالة داخل الأسرة التي تُعدّ المؤسسة الاجتماعيّة المسؤولة عن تنشئة جيل قائم على المبادئ والقيم، سيكون لها أثر سلبي بسبب عدم القدرة على تأمين أسياسيات الحياة، ووقوع الأسرة تحت ضغط الديون، مما يؤدي إلى زيادة التوتر النفسيّ لعدم القدرة على سدادها، وفي بعض الأحيان قد يجبر الأبناء لدخول سوق العمل وهم في سنّ الدراسة، الأمر الذي قد يؤدي إلى ظهور الاضطرابات التي تؤثّر عليهم سلباً…
13- آثار البطالة على المجتمع والدولة…
تتعدّد الآثار الاجتماعية التي تشهدها المجتمعات بسبب البطالة، ، حيث يصبح العاطل عن العمل شخصاً أكثر استياءً … ومن الظواهر الاجتماعيّة عزوف الشّباب عن الزواج، لعدم قدرتهم على تغطية تكاليف الزواج، أمّا ما بعد الزواج فالعاطلون عن العمل هم أكثر عرضةً للانفصال عن أزواجهم، ويعود ذلك للضغط النفسيّ والتوتر الذي ينشأ بينهم؛ بسبب عدم القدرة على توفير وظيفةٍ مناسبةٍ لتأمين متطلّبات الحياة..
وينتج عن المشاكل المذكورة أعلاه نتائج سلبية مترتّبة على الأطفال، ويظهر ذلك من عدة نواحي مثل ارتفاع معدل التسرّب المدرسي في عائلات العاطلين عن العمل مقارنةً مع عائلات العاملين، حيث يتأثّر الأطفال عاطفياً، وعقلياً، وجسدياً بآبائهم، ومن ناحية أخرى قد يصبح الأبناء والزوجات أكثر عرضةً للإيذاء الجسديّ من قِبل المتعطّل نفسه ك الضرب والصراخ نتيجة الحالة النفسية السيئة. ..
14- التكاليف المالية: إنّ زيادة التكاليف المالية التي تقدّمها الحكومة على الرعاية الاجتماعية للعائلات التي تعاني من أثر البطالة، يؤدي إلى زيادة عجز الموازنة العامة. .ممّا يزيد من احتمالية رفع الضرائب، أو انخفاض خطط الإنفاق العام على السلع العامة
15-الحرمان من التعليم: تجد الأسر التي فقدت مصدر الدخل بسبب البطالة صعوبةً في إلحاق أبنائها في المدارس، والجامعات؛ وذلك لعدم قدرتها على توفير أقساط التعليم، ومستلزمات الدراسة، مما يؤدي إلى حرمان الاقتصاد من المهارات والمؤهلات التي ينمّيها القطاع التعليمي.
ومع تعدّد فئات ومفاهيم البطالة ظهرت عدّة أنواع صُنّفت بناءً على سبب ظهور البطالة،وهي
البطالة الطبيعية، والبطالة الهيكلية، والبطالة الموسمية، والبطالة المقنّعة، والبطالة الاحتكاكيّة، والبطالة الدوريّة، والبطالة طويلة الأجل،..والأكثر تأثرا”هم الفئة العمرية..الذين أصبحوا في سن الأربعون ومافوق ولم يحصلو على فرص العمل التي تامن لهم الراتب الثابت والتنظيم ..
طرق وحلول لمعالجة البطالة …
1-العمل على تشجيع الاستثمار العام والخاص…
الأمر الذي يؤدي إلى زيادة المشاريع مما يزيد من فرص العمل..
حل مشكلة النمو السكاني الذي يعيق حركة التنمية في كافة مجالاتها. العمل على تحسين التعليم والتخصصات التي تدرس في الجامعات والمعاهد بما يناسب سوق العمل، ويخلق عمالة مهارة ومدربة….
2- تشجيع المشروعات الصغيرة الصناعية والزراعية والخدمية، ودعمها من قبل الدولة لتشجيع الشباب على الإقبال على هذه المجالات الجديدة.
3-دعم الأفكار المهنية والعمل الحر من خلال برامج تنموية، وقروض مالية مساندة لها…و العمل على مشاركة القطاع الخاص مع القطاع العام في تنمية المشاريع الصغيرة. وخلق بيئات ملائمة للاستثمارات من خلال توفير البنية التحتية..والتسهيلات المالية والخدمات بشكل عام. ..
4-برامج الإرشاد المهني: ويكون من خلال إقامة برامج تختصّ بالإرشاد المهنيّ، بحيث تقدم معلومات عن كيفية توفير فرصة عمل مناسبة، وتستهدف هذه البرامج الأشخاص الباحثين عن وظيفة، والمتعطلين عن العمل، والشباب الخريجين، والمراهقين الذين لديهم الرغبة في تنمية مواهبهم…
كما تستهدف الأشخاص العاملين ممن يرغبون باستبدال وظائفهم بوظيفةٍ أخرى.
5- تهتمّ هذه المراكز بتنمية المهارات المطلوبة لسوق العمل، ورفع مستوى الخبرة عند المتدربين، وبعد الانتهاء من هذه الدورات يصبح المتعطّل مؤهلاً للعمل ..
6-تشجيع ريادة الأعمال: ينبغي تشجيع الشباب على البدء بأعمال تجاريّة خاصة بهم، وبناء مؤسسات تكون باباً لتقديم المشورة حول الأعمال التجارية، وتقديم الدّعم الماليّ، ويشار إلى أنّ المنتديات النقاشية الخاصة بالأعمال الرياديّة تعدّ فرصةً لالتقاء الأشخاص الذين أصبحوا رواد أعمال مؤخراً، وفرصة لالتقاء أصحاب المشاريع من ذوي الخبرة مع العاطلين عن العمل، مما يؤدي إلى زيادة الدافعية، والبدء بتحسين أوضاعهم الاقتصادية….