دعوة وقف إطلاق النار في ليبيا تهدئ القتال العنيف

دعوة وقف إطلاق النار في ليبيا تهدئ القتال العنيف
Spread the love

(رويترز) – هدأ وقف إطلاق النار في ليبيا الذي دعت إليه تركيا وروسيا القتال العنيف والضربات الجوية يوم الأحد لكن الفصيلين المتحاربين تبادلا الاتهامات بانتهاك الهدنة وسط استمرار المناوشات حول العاصمة طرابلس.
والأوضاع مضطربة في ليبيا منذ الإطاحة بحكم معمر القذافي وأصبح لديها حكومتان متناحرتان منذ 2014. ودمر الصراع بين قوات الفصيلين اقتصاد البلاد وشجع مهربي المهاجرين والمتشددين وعطل إمدادات النفط.

وفي أحدث مسعى دولي لوقف العنف، دعا الرئيسان التركي والروسي إلى وقف لإطلاق النار يبدأ اعتبارا من يوم الأحد بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء هجوم على طرابلس تشنه قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.

وقالت كل من قوات حفتر وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا إنهما وافقتا على الهدنة بشروط.

ولم ترد تقارير عن ضربات بطائرات مسيرة أو مقاتلات كما كان يحدث في الأسابيع الماضية عندما تصاعد القتال حول طرابلس وسيطرت قوات الجيش الوطني الليبي على سرت.

وأي محاولة لفرض وقف دائم لإطلاق النار ستكون صعبة التنفيذ بسبب الانقسامات في التحالفات العسكرية في ليبيا، إذ تقف فصائل مسلحة وقوات أجنبية إلى جانب كل طرف من الطرفين اللذين يصف كل منهما الآخر بالميليشيا.

وقال اللواء المبروك الغزوي القائد بقوات الجيش الوطني الليبي ”المليشيات قامت بخرق الهدنة في أكثر من محور بكل أنواع الأسلحة ونحن لا زلنا ملتزمون بالبلاغ الصادر لنا قبل منتصف الليلة من القيادة العامة كغرفة المنطقة الغربية وننتظر أي تعليمات جديدة منها“.

وقالت حكومة الوفاق الوطني في بيان إنها رصدت ”خروقات لهذا الاتفاق من قبل الميليشيات المعتدية“ بعد ”دقائق“ من موعد بدء وقف إطلاق النار بعد منتصف الليل مباشرة.

وأضافت ”المجلس الرئاسي… يجدد التزامه بوقف إطلاق النار، ويشدد على ضرورة التزام رعاة هذا الاتفاق وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بتطبيقه على النحو الأمثل، وألا يستسهلوا أو يستهينوا بهذه الخروقات، ويمنعوا حدوثها“.

وقالت وزارة الدفاع التركية إنها رصدت أن الجانبين يحاولان الالتزام بوقف إطلاق النار وإن الأوضاع هادئة باستثناء ”حادثة أو اثنتين منفصلتين“.

واجتمع رئيس الوزراء بحكومة الوفاق الوطني فائز السراج مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول يوم الأحد وفقا لما أوردته الرئاسة التركية دون مزيد من التفاصيل.
* قوى جوية أجنبية

زاد تدويل الصراع بين الفصيلين المتحاربين فأصبح كل طرف يعتمد بدرجة كبيرة على قوة جوية أجنبية. فقد تلقى الجيش الوطني الليبي الدعم من الإمارات والأردن ومصر ومن متعاقدين عسكريين روس. وتساند تركيا حكومة الوفاق الوطني وصوتت هذا الشهر لصالح السماح بنشر قوات في ليبيا.

وقال عماد الدين بادي الزميل بمعهد الجامعة الأوروبية ”إن هناك عناصر بين الطرفين لا تريد وقف إطلاق النار“ لكن هدوء الضربات الجوية يوم الأحد ”يلقي الضوء على أن تركيا وروسيا معا يمكنهما التأثير على مستوى تدويل هذا الصراع“.

وأشار مسؤولون أتراك إلى أنهم سيرسلون مستشارين عسكريين ومعدات قبل نشر أي قوات لكن تصويت البرلمان التركي وتوقيعه على اتفاق بحري مع حكومة الوفاق الوطني أثار انتقادات غاضبة من شرق ليبيا وحلفائها ومنهم مصر.

وفي القاهرة يوم الأحد طلب عقيلة صالح رئيس البرلمان الموالي لحفتر في شرق البلاد من البرلمان المصري معارضة الخطوات التركية وقال ”أدعوكم أيها السادة إلى اتخاذ موقف شجاع وإلا قد نضطر إلى دعوة القوات المسلحة المصرية للتدخل إذا حصل تدخل أجنبي في بلادنا“.

وجاءت الدعوة لوقف إطلاق النار في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة وقوى أوروبية لعقد قمة في برلين تهدف إلى خفض التدخل الأجنبي واستئناف عملية السلام التي أوقفها تقدم حفتر.