يديعوت أحرونوت: الاتفاق مع البحرين وتأثير الدومينو

ترامب
Spread the love

شمريت مئير – محللة سياسية اسرائيلية/

إعلان الاتفاق القريب مع البحرين بدا كأنه تكرار لإعلان الاتفاق مع دولة الإمارات العربية المتحدة: دونالد ترامب ظهرت توصية بترشيحه لنيل جائزة نوبل وفرصه ضئيلة في الحصول عليها، في غزة أحرقوا صور حمد بن عيسى آل خليفة البحريني بدلاً من صورة محمد بن زايد من الإمارات، في إسرائيل انقسمت ردات الفعل كالعادة بين أنصار بنيامين نتنياهو المصفقين المبالغين، وبين الممتعضين الذين ذكّروا بأن البحرين ليست دولة ديمقراطية ليبرالية، وأن الأقلية السنية تسيطر على الأغلبية الشيعية بصورة غير مستحبة على الإطلاق.

لكن على الرغم من هذا كله، فإن هناك أموراً تجعل الاتفاق الإسرائيلي- البحريني مثيراً بحد ذاته للاهتمام. أولاً، مجرد حدوثه معناه أن اتفاق الإمارات نجح في الاختبار: الاحتفال بالتطبيع بين الإمارات وإسرائيل استُقبل بلا مبالاة في العالم العربي، والفلسطينيون لم ينجحوا في القضاء على الاحتفال وتعبئة معارضة ضده، لا في الجامعة العربية ولا في الشارع العربي. السعوديون الذين يعتمد عليهم حكم الأقلية السنية في البحرين، وإلى حد ما يتلقى تعليماته منهم، تابعوا ما حدث عن قرب، وقرروا إعطاء ضوء أخضر لاتفاق سلام آخر.

ثانياً، الفلسطينيون يدركون أن ما جرى ليس حدثاً يجري مرة واحدة، بل هو موجة يسمونها “نكبة ثانية”. زعماء الدول العربية، والأخطر من ذلك، ما يُطلق عليه “الشارع العربي” يديران ظهرهما لهم. الحقيقة الصعبة بالنسبة إلى الفلسطينيين هي أنه حتى لو أن جزءاً كبيراً من العرب يفرحه تحرير فلسطين، فإن زعماءهم لا يدفعون ثمناً كبيراً عندما يفضّلون إسرائيل على الفلسطينيين. وهذا فشل سياسي ودبلوماسي، والأخطر من كل شيء – فشل هائل في المعركة على الوعي العربي. من الضروري توفر موهبة من أجل أخذ إجماع شبه مطلق تقريباً كالإجماع على فلسطين، والقدس، والأقصى، وتحويله إلى موضوع مختلف عليه من موضوعات خلافية عديدة.

لكن النقطة المثيرة جداً للغضب بالنسبة إلى الفلسطينيين هي إصرار جاريد كوشنير على تضمين الاتفاقات بنداً يسمح للمصلين المسلمين من الإمارات والبحرين بالمجيء للصلاة في المسجد الأقصى. وتحت غطاء المحافظة على حرية ممارسة الدين الإسلامي، هناك اعتراف ضمني بسيادة إسرائيل على كل القدس وبسيطرتها على الأماكن المقدسة الإسلامية.
إلى أين سيذهبون من هنا؟ بخلاف الإسرائيليين، في البيت الأبيض هناك من لا يزال يأمل بأنه إن لم يكن أبو مازن، فإن الزعيم الذي سيأتي من بعده سيدرك أن على الفلسطينيين أن يكونوا مرنين، وأن يغيروا توجههم. لكن واقعياً يبدو أن إعادة التفكير في توجّه جديد لدى الفلسطينيين لا تدفعهم نحو طريق المفاوضات، بل على العكس. أشخاص مثل نبيل شعث يفكرون بصوت عال في انتفاضة جديدة، وذلك بالتنسيق مع “حماس”.

إذا كان الفلسطينيون يائسين، فإن الإيرانيين يشعرون بأنهم محاصرون، لأنه بخلاف التركيز الاقتصادي والتجاري في الاتفاق مع الإمارات، فإن التركيز في الاتفاق الجديد مع البحرين سيكون على التعاون العسكري والاستخباراتي في مواجهة إيران القريبة. الحرس الثوري سبق أن هدد بالرد على “العمل الأحمق” الإسرائيلي – البحريني. في إمكان الإيرانيين إزعاج البحرين بعدة أشكال، بينها تحريض السكان الشيعة الذين يخضع جزء منهم لتأثيرهم، لكن يبدو أن هناك دائماً ثمناً يجب أن يُدفع.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية