هل غيّر أفيغدور ليبرمان مواقفه تجاه غزة والضفة؟

Spread the love

بقلم: يوسي يهوشواع – محلل عسكري إسرائيلي —

•لا عجب في أنه من المحتمل أن تكون صيغة “أعطوا وخذوا” التي عرضها وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان في الشأن الغزاوي في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة “القدس”، قد فاجأت كثيرين، لأنها حقّاً تعني تغيراً في مواقفه؟

•حتى اليوم عارض ليبرمان في أحاديث مغلقة إمكانية إقامة مرفأ مقابل شواطئ غزة – لكن يبدو الآن أن هذا أصبح خياراً حقيقياً بالنسبة إليه. فهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها عن إنشاء بنى تحتية استراتيجية من هذا النوع في القطاع، ويوضح أن إنشاء مرفأ ومطار مطروحان على جدول الأعمال.

•يمكن أن نرى في المقابلة الاستثنائية بحد ذاتها – التي هي ربما تعكس سياسة غير منسّقة مع رئيس الحكومة بعد – محاولة للالتفاف على زعماء القيادة الفلسطينية والتوجه مباشرة إلى الشعب من أجل المس بشخص قال عنه ليبرمان عند توليه منصبه إنه يقف على رأس قائمة التهديدات التي تواجهها إسرائيل: أبو مازن. وهو يدعي مجدداً أن “عباس ليس مهتماً بالتوصل إلى تسوية”.

•مع ذلك، امتنع وزير الدفاع عن الإجابة على سؤال من هم المرشحون المفضلون بالنسبة إليه كي لا يتسبب بالأذى لأي مرشح مستقبلي من المحتمل أن يبدو مريحاً أكثر لإسرائيل.

•لكن يبدو أن تفضيله الانشغال بزعيم واحد واضح من خلال قوله إنه إذا بقي أبو مازن في السلطة فإن الفلسطينيين لن يحصلوا على شيء.

•تنسجم هذه المقابلة جيداً مع السياسة التي انتهجها ليبرمان حتى الآن من أجل مواجهة التحدي الفلسطيني في الضفة الغربية وفي غزة. ومن الواضح أنه يشعر بما يكفي من الثقة لأن يعرض مجموعة من العصي والجزرات التي أهمها: ضمان تحسين رفاهية واقتصاد الفلسطينيين مقابل حرصهم على الأمن الإسرائيلي. وتشبه هذه السياسة الاستراتيجية التي ينتهجها رئيس الأركان غادي أيزنكوت ومنسق الأنشطة في المناطق [المحتلة] يوآف بولي مردخاي، والذي رتّب المقابلة مع صحيفة “القدس” وكان حاضراً خلالها.

•يقترح ليبرمان في الموضوع الغزاوي مشاريع بعيدة المدى في مجالات الكهرباء والمياه والبنى التحتية، وتسهيلات في الحصار المفروض. لكن الثمن المطلوب لذلك يبدو مستحيلاً بالنسبة لـ”حماس”: وقف حفر الأنفاق (هناك نفقان انهارا في اليومين الأخيرين) ووقف التسلح.

•تواصل “حماس” حفر الأنفاق من دون كلل والقيام بتجارب على إطلاق صواريخ نحو البحر في ضوء النهار- وتتحدى إسرائيل. وبصفتها حركة مقاومة ليس في إمكان “حماس” القبول باقتراحات ليبرمان، لذا فالاحتفالات بالسلام أو “بالهدنة” سابقة لأوانها.

•لقد كان في إمكان ليبرمان التخلي عن عبارة واحدة في المقابلة حين صرّح بأن الحرب المقبلة ضد “حماس” “ستكون آخر حرب تخوضها”.

•صحيح أن هذا التصريح موجه إلى الجيش الإسرائيلي ومعناه: “أريد حسماً”، ويصح قوله لجيش وصل من دون تحضير إلى حرب 2014. لكن على خلفية دروس “الجرف الصامد” والمواجهات التي خاضها الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة ثمة أمر واضح: لا يمكن إخضاع تنظيم يتحرك في منطقة هي الأكثر كثافة في العالم وقادر على مواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل حتى يومه الأخير.

المصدر: صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية