نتنياهو يؤجل النقاش بشأن البناء في المستوطنات عشية زيارة ترامب

Spread the love

مركز بيروت لدراسات الشرق الأوسط — تأجلت الجلسة التي كان من المفترض أن تعقدها اللجنة العليا للتخطيط في الإدارة المدنية هذا الأسبوع للموافقة على خطط بناء في المستوطنات، وذلك بطلب من مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وأشار موظف إسرائيلي رفيع المستوى إلى أن نتنياهو طلب تأجيل النقاش إلى ما بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل المتنظرة في 22 أيار/مايو.
وأضاف الموظف، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن هدف التأجيل هو منع نشوء وضع متوتر أو حدوث مواجهة بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن قضية البناء في المستوطنات، وذلك قبل وقت قصير من زيارة ترامب لإسرائيل، لأن حدوث مثل هذه المواجهة يمكن أن يلقي بظلاله على الزيارة، وأن يحول موضوع المستوطنات إلى قضية مركزية في المحادثات، كما يمكن أن يقدم للفلسطينيين ذرائع لتعزيز موقفهم خلال زيارة ترامب لبيت لحم ولقائه محمود عباس.
وتجدر الإشارة إلى أن قضية البناء في المستوطنات كانت في طليعة الموضوعات التي ناقشها البيت الأبيض مع رئاسة الحكومة الإسرائيلية بعد استلام ترامب مهماته. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده ترامب ونتنياهو في بداية اجتماعهما في البيت الأبيض في 15 شباط/فبراير، طلب الرئيس الأميركي من رئيس الحكومة أمام الكاميرات كبح البناء في المستوطنات.
وكان دونالد ترامب قد أوضح في مقابلة أجرتها معه صحيفة “يسرائيل هَيوم” قبل بضعة أيام من زيارة نتنياهو للبيت الأبيض أن البناء في المستوطنات لا يساعد على التقدم في عملية السلام، لأنه يقلص الأرض التي يجري التفاوض بشأنها بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي المقابلة أعرب ترامب عن اعتقاده بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين، ودعا إسرائيل إلى “التصرف بطريقة عقلانية”.
وقد فاجأ كلام ترامب، في مقابلته مع “يسرائيل هَيوم” وفي المؤتمر الصحافي، نتنياهو الذي اعتقد أن موضوع البناء في المستوطنات سيطرح بين حين وآخر في محادثات هادئة مع الرئيس ومساعديه، ولن يجري الكلام عنه علناً. وفي الأسابيع التي أعقبت زيارة نتنياهو لواشنطن، جرت عدة جولات من المفاوضات بين الموفد الأميركي الخاص جايسون غرينبلات وبين نتنياهو ومستشاريه بشأن موضوع البناء في المستوطنات. وفي هذه المفاوضات فوجىء نتنياهو ومساعدوه مرة أخرى بالموقف الأميركي المتشدد من موضوع البناء في المستوطنات. وبعد ساعات طويلة من النقاشات بين الطرفين لم يتم التوصل إلى تفاهمات، وقرر نتنياهو اتخاذ خطوة أحادية الجانب وكبح البناء في المستوطنات.
وفي أواخر آذار/مارس قرر المجلس الوزاري السياسي- الأمني المصغر تبني سياسة بناء مضبوطة، بحيث يقتصر هذا البناء داخل خط المنطقة المبنية في المستوطنات الحالية أو بالقرب من هذا الخط. كما تقرر أيضاً أن تجتمع اللجنة العليا للتخطيط في الإدارة المدنية التي توافق على خطط البناء في المستوطنات مرة واحدة كل ثلاثة أشهر بدلاً من مرة أسبوعياً.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole