محادثات جانبية، لا لقاءات ولا مؤتمر

Spread the love

بقلم: يوسي بيلين – زعيم سابق لحركة ميرتس الإسرائيلية —

•مثل كل خصمين قديمين يعرف كل منهما الآخر جيداً، وكلاهما يدرك ماذا يتوقع من الآخر، وقف يوم الخميس الماضي نتنياهو وعباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وصل عباس حاملاً في جعبته شكاوى بعضها محق وبعضها الآخر أقل. ونتنياهو كعادته، كان طليق اللسان وطرح مطالب بعضها مبرر وبعضها الآخر أقل، وخصص أغلبية الوقت في خطابه للمماحكات، وسخر من مساعي عباس في موضوع إعلان وعد بلفور.

•وعلى الرغم من دعوة عباس إلى إلقاء خطاب في الكنيست وإعلان استعداد رئيس الحكومة لأن يخطب أمام البرلمان الفلسطيني- فإن شيئاً من ذلك لن يحدث، ويعلم نتنياهو ذلك، فالمجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب قبل 10 سنوات لا يجتمع أبداً، وفي الفترة الأخيرة تجري إدارة شؤون السلطة الفلسطينية من خلال طواقم رئاسية. ويبدو أن هذا الوضع مريح بالنسبة للزعامة الفلسطينية وللأطراف الفاعلة في العالم، على الرغم من الانتقادات الكلامية من حين إلى آخر بشأن المس بالديمقراطية.

•أما بالنسبة إلى عباس، فإذا قرر استغلال الفرصة الإسرائيلية والمثول أمام الكنيست، فهو سيضطر إلى إلقاء خطاب أكثر تشدداً بكثير من ذلك الذي ألقاه في ظهوره الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وإذا لم يفعل ذلك، فإنه سيتعرض لانتقادات داخلية لا يستطيع تحملها. ومثل هذا الخطاب لن يساعد في ردم الهوة بين الطرفين بل سيزيدها اتساعاً.

•وعلى ما يبدو، سيكون في إمكاننا في المستقبل أيضاً الاعتماد على الولايات المتحدة في ما يتعلق بالمساعدتين الأمنية والسياسية، لكن العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لن تساعد في تقريب اتفاق سلام يمكننا التعايش معه. إن صدور قرار عن مجلس الأمن بشأن مبادئ حل النزاع (قرار لن تحبه إسرائيل وكذلك لن يحبه الفلسطينيون)، يمكن أن يقدم مساعدة مهمة في المضي قدماً نحو حل مستقبلي (مشابه للقرار التاريخي 242 الصادر سنة 1967). لكن حتى هذه الخطوة تبدو معقدة بالنسبة إلى أوباما، فاللقاء بين نتنياهو وعباس مع شروط مسبقة أو من دونها، لن يحل شيئاً نظراً لعدم وجود موضوع متفق عليه على جدول الأعمال.

•وبالنسبة للمؤتمر الدولي: كان هناك اتفاق قبل 25 عاماً على عقد مؤتمر مدريد، ولذلك أدى هذا المؤتمر إلى نتائج مهمة. وأي مؤتمر جديد (دولياً كان أو إقليمياً) لا يمكن أن ينجح إلا إذا كان من الواضح بصورة مسبقة إلى أين سيؤدي. لا حاجة مطلقاً إلى مظلة دبلوماسية من أجل إجراء اجتماع بين زعيمين موجودين على بعد بضعة كيلومترات عن بعضهما، واعتادا الاتصال ببعضهما هاتفياً من وقت إلى آخر.

•إن الهدف الإسرائيلي هو الحؤول دون التدهور نحو دولة مشتركة يتحول فيها اليهود إلى أقلية خلال فترة قصيرة. ومن أجل منع فكرة التراجع الأحادي الجانب إلى السياج الأمني، فالمطلوب هو بذل جهد كبير بغية التوصل إلى تسوية. وهذه التسوية وافقت عليها حكومة الليكود برئاسة شارون، كما وافقت عليها منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات قبل 13 عاماً: أي الاقامة الفورية لدولة فلسطينية موقتة على طريق التسوية الدائمة التي يمكن أن تتحقق لاحقاً بعد بضع سنوات.

المصدر: صحيفة “يسرائيل هَيوم”، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole