ماكرون يعد بتوحيد الفرنسيين ويأمل بانطلاقة جديدة لأوروبا

Spread the love

باريس – رندة تقي الدين — تسلّم الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون صباح أمس مقاليد الحكم من سلفه الرئيس فرنسوا هولاند في احتفال تقليدي في الإيليزيه، حيث انتظر الرئيس المنتهية ولايته خلفه على درج القصر الرئاسي وسط حشد من الصحافيين المحليين ومراسلي وسائل الإعلام العالمية.
ودخل ماكرون وهو أصغر رؤساء فرنسا سناً (٣٩ سنة) وحده من دون زوجته بريجيت ترونيو إلى قصر عرفه جيداً عندما كان نائباً للأمين العام، ضمن فريق عمل الرئيس هولاند الذي عيّنه وزيراً للاقتصاد، ليستقيل بعدها، ويؤسس منذ نحو سنة ونصف السنة حركة «إلى الأمام» التي أوصلته إلى الرئاسة.
وعقد الرئيسان اجتماعاً مغلقاً في المكتب الرئاسي استمر أكثر مما كان مخططاً له، وكانت مدته 50 دقيقة، سلّم خلالها هولاند خلَفه أسرار الجمهورية، ومن أبرزها رمز استخدام القنبلة النووية بصفته قائداً للقوات المسلحة. وودّع ماكرون هولاند ثم دخل قاعة الحفلات في قصر الإيليزيه حيث كانت زوجته بريجيت وعائلته وأصدقاؤهما ومدعوون كثر بانتظاره.
وكان لافتاً أن الرئيس الفرنسي الجديد ارتدى بذلة متواضعة، قيل إن سعرها بلغ 450 يورو، في محاولة على ما يبدو لأن ينأى بنفسه عن البهرجة والبذخ، بينما استعارت زوجته زياً من قطعتين من دار أزياء شهيرة.
وأعلن رئيس المجلس الدستوري لوران فابيوس في خطاب، أن ماكرون أصبح ثامن رئيس للجمهورية الخامسة. وقال ماكرون في خطابه لدى تسلمه الرئاسة: «إنني أمام مسؤولية كبرى وسأحرص باستمرار على توحيد الفرنسيين وإعادة ثقة البلاد بنفسها، وسيُعاد إطلاق أوروبا من جديد». ووعد بأن «فرنسا ستكون دائماً إلى جانب الحرية وحقوق الإنسان».
وقال: «يجب تجاوز الانقسامات في مجتمعنا. والعالم ينتظر منا أن نكون أقوياء وعلينا التحلي بالمسؤولية لإعطاء أجوبة ملائمة للأزمات». وحيا الرئيس الفرنسي أسلافه الرؤساء من شارل ديغول وفرانسوا ميتران وفاليري جيسكار دستان وجاك شيراك ونيكولا ساركوزي إلى فرنسوا هولاند، بسبب إنجازاتهم خلال فترات حكمهم.
ثم سلم على المدعوين وعلى الحرس الجمهوري والبحرية في حديقة الإيليزيه، على ألحان النشيد الوطني الفرنسي «لا مارسييز» وتوجه بسيارة عسكرية إلى «الشانزيليزيه» لوضع إكليل من الورد على ضريح الجندي المجهول.
وتوجه بعد ظهر أمس إلى مبنى بلدية العاصمة باريس، حيث استقبلته رئيستها آن هيدالغو التي لطالما عارضت قراراته عندما كان وزيراً للاقتصاد، ومنها قرار فتح المحلات التجارية يوم الأحد.
في هذه الأثناء، توجه هولاند إلى مركز الحزب الاشتراكي حيث ألقى خطاباً قال فيه إنه سلّم الرئاسة بأحوال أفضل بكثير مما كانت عليه.
ويلتقي ماكرون اليوم في برلين المستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي كانت استقبلته خلال حملته الانتخابية. ويُتوقع أيضاً اليوم أن يعلن الرئيس الفرنسي اسم رئيس حكومته، الذي علمت «الحياة» من مصادر مأذونة أنه سيكون رئيس مستشاريه في القصر السفير فيليب إتيين الذي يُعدّ أحد أهم السفراء الفرنسيين، إذ عمل في بروكسيل وبرلين وموسكو ويتقن لغات عدة، ويحظى باحترام مختلف الأوساط.
كما عُلم أن المرشح لمنصب مستشار للشرق الأوسط في الإيليزيه هو أوريليان لو شوفاليي الذي عمل سابقاً مستشاراً ثقافياً في لبنان، وكان وراء زيارة ماكرون بيروت خلال حملته الانتخابية.
وكان مصدر مقرب من الرئيس الفرنسي المنتخب صرح أمس، بأن ماكرون قد يزور القوات الفرنسية المتمركزة في مالي مع نهاية الأسبوع الجاري.
ودانت فرنسا أمس، في أول موقف لوزارة الخارجية بعد تنصيب ماكرون، أحدث تجربة صاروخية أجرتها كوريا الشمالية، محذرةً من أن بيونغيانغ تشكّل «تهديداً خطراً» على أمن العالم، ويجب أن تفي بالتزاماتها الدولية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية رومان نادال في بيان: «تدعو فرنسا كوريا الشمالية إلى الامتثال فوراً للالتزامات الدولية، والعمل على تفكيك برامجها النووية والباليستية في شكل كامل لا رجعة فيه ويمكن التحقق منه».
المصدر: الحياة

Optimized by Optimole