الدراما السورية تعيد حافظ الاسد الى “الحارة”؟!

Spread the love

لا شك في ان شقا كبيرا من الدراما السورية تحوّل وتغير بشكل جذري منذ بدء الاحداث السورية. وطغت الاحداث حتى على الاعمال الكوميدية فتبخّرت عن الشاشة وباتت المسلسلات معرضا للازمة السورية بمواضيعها كافة من النزوح الى الجماعات الارهابية.

وحتى المسلسلات التي كانت قد عرضت اجزاء لها قبل بدء الاحداث، دخلت التحولات على الساحة السورية في مجرياتها ان عن قصد او من دونه كما حصل مع مسلسل باب الحارة بجزئه السابع عندما اتهم القائمون على المسلسل بدعم الثورة السورية لظهور علم الثورة في لقطات المسلسل. ليلقى المسلسل عينه بجزئيه الثامن والتاسع نقدا ساخرا مع انتشار صورة للممثلين في المسلسل ويظهر بينهم الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد وسط توقعات ساخرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ان يستحضر المخرج الاسد في هذين الجزئين.

“السخرية من مسلسل باب الحارة باتت على لسان المؤيدين للنظام السوري قبل المعارضين له” يقول الناقد السينمائي والمخرج السوري علي سفر في اتصال مع موقع “الجديد”، لافتا الى ان المسلسل “استنفذ اغراضه من جزئيه الاولين ليتحول بعدها الى معادلة تجارية غير مقنعه للناس، فحاول القائمون ادخال قيم لا تمت الى المجتمع السوري بصلة في الاجزاء الاخيرة”.

المشكلة في الدراما السورية الحالية بحسب سفر هي ان “بغالبيتها يتم انتاجها من الشركات التي ما زالت تعمل في المناطق السورية التي تقع تحت سلطة النظام وهي بالتالي تعمل على سلخ الواقع عن الحدث السياسي الذي بات يمر مرور الكرام من دون شرح طبيعة ما يجري في سوريا”. وعلى الرغم من ذلك لم يغب الحدث السياسي بشكل كامل عن الدراما السورية، يتابع سفر “الحدث السياسي ظهر في بعض المسلسلات كـ الولادة من الخاصرة ووجوه واماكن الذي تحدث بالكامل عن ما يجري على الاراضي السورية”.

الا ان المسلسلات الاخرى بغالبيتها لم يدخل الحدث السياسي فيها بشكل واضح وصريح، يتابع سفر “انما انعكاساته على الواقع هي التي كانت حاضرة مثل مسلسل سنعود بعد قليل اضافة الى مجموعة مسلسلات اخرى يحضر فيها ما يحصل على الارض من خلال انعكاساتها على الناس”.

يرى سفر ان هناك انتكاسة في مستوى كتابة السيناريو بمعنى “اصبح هناك حساسية عالية عند المحطات للقبول بأي عمل اجتماعي سوري فيه اي تفصيل عن الثورة، فالقنوات التلفزيونية تتجنب الدخول في تفاصيل الصراع السوري ما يدفع كاتب السيناريو ان يكتب بمنأى عن الحقيقة لتلبية حاجة المحطات. كما ان الاعمال التي نشاهدها اليوم اعمال مخيبة مليئة بالبلادة فيها فبركة وخلق عوالم غير حقيقية”.

اما الحضور الدائم لقضية النازحين السوريين في المسلسلات منذ بدء الاحداث السورية فهي بحسب ما يشير سفر “استغلال لقضية النزوح فمن الطبيعي ان يتعاطف الشخص مع الحالة ويشعر بالغصة، هذا جزء من استثمار هذه القضايا بالدراما”.

ولا يغيب عن قراءة سفر لواقع الدراما السورية ظهور مسلسلات تتكلم عن “داعش”

ومنها عمل “غرابيب سود”، “اقتصار المشهد على ان هناك نازحين وداعش هو اقتصار على معالجة النتيجة وليس الاسباب”.

(الجديد)

لاولو

Optimized by Optimole