هم المعيشة في الغرب

Spread the love

بقلم: لميس جديد* – الخارج لا يعكس دوماً حقيقة المضمون، أوروبا التي تظهر غنية من أول وهلة، حيث الناس يعيشون ويستطيعون شراء كل ما يتمنون، بعد تمعن قليل يظهر الثمن الثقيل خلف هذا الظاهر.

يجب على الأم والأب العمل لتأمين مصاريف الأسرة، الضمانات الاجتماعية والصحية والتقاعد وغيرها، كل هذا يعطي القليل من الوقت للعائلة والأولاد خصوصاً، وكذلك للأكثر تقدماً بالعمر…

الناس في الغرب تعيش تحت ضغط دائم من الصباح حتى المساء، المنافسة والحفاظ على المركز هاجس الجميع …

الكثير من العائلات محطمة، وكثير من الأفراد تائهون، من الصعب عليهم إيجاد إيمان بشيء ما، وما يسيطر على آفاقهم هو الاستهلاك، بالرغم من أن العديد اكتشف أن الاستهلاك لم يعد ليسعدهم أو ليملأ اَي شيء في دواخلهم بل على العكس…بدأ العديد من الشباب الجوء إلى مضادات الاكتئاب.

على ما يبدو أن القارة الأوروبية مشغولة بالحفاظ على مستوى غناها، ولكنها في نفس الوقت أضاعت الوجهة.

آخر كتاب لأشهر كتاب العصر الفرنسيين ميشيل ويليبيك، سيروتونين، يلخّص مشاكل رجل في منتصف العمر وإسقاطاته على القارة الأوروبية.

هل نستطيع استخلاص أفضل ما في هذه التجربة الأوروبية، وجوانبها الإيجابية، مع الاحتفاظ بما يميّزنا ويميّز مجتمعاتنا، بدلاً من اتباع الطريق الأوروبي الأسهل في تقليد تجربة المجتمعات التي تضع الاستهلاك كقيمة وهدف.

*كاتبة ومهندسة سورية.

المهندسة لميس جديد
لميس جديد

شاهد فيديو لميس جديد

Optimized by Optimole