لماذا لا توجد معارضة شعبية في إسرائيل؟

لماذا لا توجد معارضة شعبية في إسرائيل؟
Spread the love

بقلم: عوزي برعام – عضو كنيست إسرائيلي سابق —

•إن الفترة التي نعيشها تبدو في نظر كثيرين فترة تهديد للديمقراطية الإسرائيلية، من حيث المسّ بحقوق الفرد وبالأقليات من دون خجل ومن دون المحافظة حتى على المظاهر. وثمة سمة أخرى تطبع هذه الفترة. ففي مواجهة هذه التوجهات لا توجد معارضة شعبية ولا تعبئة لاحتجاج حقيقي.

•يوجد في إسرائيل عدم ارتياح واسع النطاق حيال تحركات السلطة. وتدل استطلاعات الرأي على أن اليمين الواثق من نفسه يحتفظ بأغلبية يمكن كبح جموحها، لكن لا وجود لاحتجاج حقيقي. قبل بضع سنوات فقط جرى هنا احتجاج اجتماعي شمل مئات الآلاف، وقد نشأ من نواة مناضلة وصاحبة عقيدة. يومها ذُعر نتنياهو من أن تشكّل دفني ليف وستيف شابيرا [من قادة الاحتجاج] سبباً لتآكل سلطته، ودخل في حالة دفاع عن النفس وشكل لجنة تراختنبرغ [لمناقشة حل أزمة المساكن] وميّع الاحتجاج.

•اليوم يتحدث نفتالي بينت علناً عن ضم الضفة الغربية، ولا يختلف رأي تسيبي حوتوفلي وزئيف إلكين [من الليكود] عن رأيه. لكن على الرغم من وجود أغلبية في الدولة تعارض ضم المناطق من دون اتفاق، لم يؤدّ هذا الكلام إلى أي معارضة شعبية. لقد انطفأ شيء ما عند المعارضين. ربما هم يأملون في أن ينهي الجهاز القضائي حكم نتنياهو (إذا حوكم وأُدين بسبب قضايا الفساد التي يجري معه حالياً تحقيق بشأنها).

•لكن ماذا سيجري إذا سقط حكم نتنياهو؟ هل ستوضع جميع قوانين تسوية أوضاع البؤر الاستيطانية غير القانونية والنهب قيد الحفظ؟ وهل سيختفي المسّ بوسائل الإعلام العامة؟ وهل ستلجم نظريات الضم؟ وهل هذا كله موجود بسبب نتنياهو؟ هناك أسباب كثيرة للتظاهر لأن زعماء السلطة يقومون باستفزازات متعمّدة في كل يوم تقريباً.

•تتطلب المعارضة اختيار موضوعات تعبّر عن تطلعات كثيرين، وهي لن تأتي من الأحزاب الموجودة. لا يريد يائير لبيد تعكير مهنته بانفجارات غضب ضد السلطة، الأمر الذي سيفرض عليه اتخاذ موقف. وحتى في حزب العمل هم يبحثون عن قنوات دعم انتخابي وليس لديهم الوقت للاهتمام بقيام معارضة شعبية. ولست مقتنعاً بأنهم حتى لو رغبوا بذلك، يستطيعون تنظيم معارضة واسعة النطاق.

•الاحتجاج هو خروج إلى الشوارع وإقناع جارك بأن هناك حالة طوارئ حقيقية تتعرض لها الديمقراطية وحرية الصحافة. وتحتاج نواة الاحتجاج إلى مجرد عود ثقاب كي يفهم الحاخام ليفنشتاين أنه بالنسبة إلى عامة الجمهور آتٍ من العصر الحجري؛ وكي يفهم بينت أن أفكاره الخطرة تستحق الازدراء وليس التربيت على الكتف. وربما يعيد الاحتجاج الحيوية إلى العروق، وربما سنحظى حينها بتظاهرات مثل تلك التي هزت الساحات في الماضي في شتى أنحاء إسرائيل.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole