جراح سوري يبهر الفرنسيين ..أول عملياته زراعة مفصل ورك بتقنية «سوبر باس»

Spread the love

بدت مدينة بريف لاغايارد الفرنسية في الأيام الماضية مختلفة عن باقي المدن الفرنسية في طريقة معرفتها بسورية والسوريين؛ هذه المعرفة لم تكن كما جرت العادة في السنوات الأخيرة محكومة بما يبثه الإعلام الفرنسي من صور الحرب والدمار وتأويلاتِهم المكرَّرة والمزيفة لأسباب هذه الحرب، لكنها هذه المرة كانت محكومة بإنجاز طبي لمشفى المدينة نفذه جراح سوري هو الدكتور «أسامة خضر».
الجراحة التي تكللت بالنجاح على يدي الجراح السوري وإن جعلت إدارة المشفى بحالة من الترقب وانتظار النتائج إلا أنها في الوقت ذاته جعلت من الجراح السوري حديثاً للصحافة المحلية، وهي «زراعة مفصل ورك» لمريض بتقنية «سوبر باس» التي تعتبر من التقنيات النادر استخدامها نظراً لقلة الجراحين العاملين بها على مستوى العالم، تحديداً إن الحصول عليها يتطلب تدريباً وخبرة كبيرة، إذ إن فرنسا نفسها لا تمتلك حالياً إلا ثلاثة جراحين يجرون هذا النوع من العمليات عبر ما يسمى «جراحة اليوم الواحد» من بينهم الدكتور «أسامة خضر» الذي تحدث لـ«الوطن» قائلاً:
كانت وما زالت عملية تركيب مفصل الورك الكامل لعلاج آلام هذا الأخير التنكسية من العمليات الكبرى في الجراحة العظمية، مع تطور العلم والبحث عن طرق للإقلال من اختلاطات هذا العمل الجراحي وتخفيف الألم بعد الجراحة، والوصول أسرع ما أمكن إلى إعادة المريض لحياةٍ طبيعية يستطيع معها القيام بكل النشاطات التي يرغب بها (المشي والرياضة وقيادة السيارة.. الخ)، مع مفصل صناعي يحقق أهدافاً ثلاثاً وهي: مدى حركة أقرب للكمال، غياب الألم والثبات، وكنتيجة لهذه البحوث ظهر مؤخراً مبدأ الجراحة قليلة الرض (minimal invasive surgery) (MIS)
هذا المبدأ أدى لتطوير مدخلين جراحيّين يُعتبران الأكثر حداثة وهما مدخل «روترينغ» الذي اعتمده الألماني«هانز روترينغ» في العام 2004. ثم في العام 2011 تم اعتماد مدخل «سوبر باس» في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يعتبر ثورة حقيقية في عمليات تبديل مفصل الورك الذي ما زال أسلوباً قليل الانتشار نظراً لحداثته ولتطلبه لخبراتٍ وتدريبٍ.
وعن إمكانية استفادة الجراحين السوريين العاملين في سورية من هذه التقنيات والخبرات التي يحصل عليها زملاؤهم في المغترب في ظل ظروف الحصار والحرب التي تعيشها سورية تحديداً بما يتعلق بموضوع الجراحات العظمية المعقدة، أكد الدكتور خضر أنه بصدد التحضير لإجراء عمليات مجانية خلال زيارته القادمة لسورية لتكون بمنزلة دروس عملية للزملاء الراغبين بالاطلاع على التقنيات الجديدة في هذا المجال، كما أنه بصددِ إنشاء قناة يوتيوب يبث من خلالها جميع العمليات التي يجريها مع الشرح الكامل باللغة العربية ليستفيد منها الجراحون في سورية، مؤكداً أن الفريق العامل تحت قيادته يعرف تماماً مدى حبه لوطنه الأم سورية بل إنه تطوع لتصوير العمليات.
يذكر أن الدكتور أسامة خضر خريج كلية الطب في جامعة حلب عام 2004، ثم تخصص بالجراحة العظمية في مشفى تشرين العسكري حتى عام 2009 حيث غادر إلى فرنسا ليعمل جراحاً في مشافي باريس قبل الاستقرار في مشفيي «ليموج» و«بريف لاغايارد» الجامعيين وهو حاصل على عدة دبلومات تخصصية في فرنسا وخضع لدوراتٍ تدريبيةٍ في عدد من الدول الأوروبية من بينها ألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا.
“الوطن”

لاولو

Optimized by Optimole