تصاعد التوتر الأميركي – التركي بسبب عملية “غصن الزيتون”

تصاعد التوتر الأميركي – التركي بسبب عملية “غصن الزيتون”
Spread the love

تصاعدت حدة التوتر بين انقرة وواشنطن، بسبب العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، حيث اعترضت تركيا على مضمون بيان البيت الابيض حول الاتصال الهاتفي الذي جرى امس الاربعاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الاميركي دونالد ترامب.

وفيما دخلت عملية “غصن الزيتون” يومها السادس، افاد مراسل وكالة “فرانس برس” بانه شاهد دبابات على الجانب التركي من الحدود وجنوداً جاهزين للدخول الى سوريا وسط اجراءات امنية مشددة.

وقُتِلَ 3 جنود اتراك منذ بدء العملية، فيما اوضح “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان 48 مقاتلاً من فصائل المعارضة السورية المدعومة من انقرة و 42 من “قوات سوريا الديموقراطية” و”وحدات حماية الشعب”، قُتِلوا اثر الهجوم. وافاد “المرصد السوري” بان 30 مدنياً على الاقل قُتِلوا جراء القصف البري والجوي التركي.

وتعهد أردوغان بأن يمد نطاق العملية العسكرية في سوريا إلى مدينة منبج، التي تبعد نحو 100 كلم شرق عفرين، حيث تنتشر قوات اميركية الى جانب المقاتلين الاكراد، في خطوة ربما تضع القوات التركية في مواجهة مع الولايات المتحدة. ويُهدد التوغل صوب منبج، وهو شريط منفصل يُسيطر عليه الأكراد، خطط الولايات المتحدة لإرساء الاستقرار في منطقة في شمال شرق سوريا.

والهجوم الذي اطلقه الجيش التركي السبت الماضي على “وحدات حماية الشعب” الكردية في منطقة عفرين، انتقدته واشنطن، حليفة انقرة في “حلف شمال الاطلسي”، لانه يستهدف قوة حليفة للاميركيين واثار مخاوف من مواجهة عسكرية بين القوتَيْن.

وبعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسَيْن في وقت متقدم الاربعاء، اعلن البيت الابيض ان ترامب حض تركيا “على وقف التصعيد والحد من اعمالها العسكرية”، معبّراً عن قلقه من ان الهجوم قد يُسيء الى عملية مكافحة الجهاديين.

وعبر ترامب ايضاً عن قلقه ازاء الخطاب المناهض لاميركا الصادر في تركيا، والذي اعتبره “مدمراً وخاطئاً”، بحسب ما اعلن البيت الابيض. لكن مسؤولاً تركياً اعتبر ان البيان الاميركي “لا يعكس بدقة مضمون المحادثة الهاتفية بين ترامب وأردوغان”.

واثر المحادثة الهاتفية بين اردوغان وترامب، قال المبعوث الاميركي للتحالف ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” بريت ماكغورك عبر “تويتر”، إن “عملية مطولة قد تؤدي الى بعث الحياة مجدداً في تنظيم “الدولة الاسلامية” وهو على حافة الهزيمة”.

واضاف: “الولايات المتحدة تقوم حالياً بتكثيف الجهود للدعوة الى ضبط النفس وخفض التصعيد. نحن جاهزون للعمل مع تركيا في شأن الهواجس الامنية المشروعة”.

الى ذلك، هاجم رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الخميس، قيام واشنطن “بتقديم دعم لمنظمات ارهابية”، معتبراً انه “لا يُمكن قبوله”. وقال خلال خطاب في انقرة: “الدولة التي نعتبرها حليفة في حلف شمال الاطلسي متواطئة مع منظمات ارهابية”.

واضاف يلديريم: “هذا وضع خطير ومؤلم جداً… ان تعمل دولة مثل اميركا مع منظمات ارهابية هو امر مذل جداً فعلاً”. واشار يلديريم الى انه تم القضاء على 300 “ارهابي” في عفرين.

بدوره، كشف وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو، ان أردوغان أبلغ ترامب بضرورة سحب القوات الأميركية من منطقة منبج في شمال سوريا.

وأضاف تشاووش أوغلو في تصريحات للصحافيين بعد مؤتمر صحافي مع نظيره النمساوي، ان تركيا لن تُهاجم الحكومة السورية ما لم تتحرك ضدها.

وتنشر واشنطن اكثر من 2200 عنصر من القوات الخاصة وقوات الدعم في سوريا، خصوصاً في شرق الفرات، في منطقة خاضعة ايضاً لسيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية، لكن منفصلة عن عفرين.

المصدر: وكالات، عن الجمهورية

Optimized by Optimole