عن حب الله المطلق

عن حب الله المطلق
Spread the love

بقلم: د. هيثم مزاحم – يرى بعض الباحثين في التصوف أن “الذكر في صمت” كان من أهم مبادىء العملية التربوية للطريقة الصوفية النقشبندية وهي عارضت الذكر العلني الذي تصاحبه الموسيقى. وكان من سمات فكرهم انهم يهتمون بالصفاء الروحي بدلا من قهر النفس لفترات طويلة ويهتمون بتربية القلب بدلا من ترويض النفس الدنيئة.

فالقلب هو اسم البيت الذي أبنيه. كما يقول مير درد.

يقول المتصوف الشاعر الفارسي عبد الرحمن الجامي إن الزهاد ينظرون الى نور الآخرة بنور الإيمان والضمير ويحقّرون الدنيا. الا أنهم محجوبون بالنعيم المحسوس ألا وهو تفكيرهم في الجنة. أما الصوفي الحقيقي فإنه محجوب بالجمال الأزلي والحب الجوهري في الدارين.

تقول الباحثة في التصوف آنا ماري شيمل إن حب المتصوفة الشهيرة رابعة العدوية لله كان مطلقاً ولم يكن في قلبها مكان لأي حب آخر أو للتفكير في أي شيء آخر. كانت الدنيا عندها تافهة وكانت تغلق في الربيع شبابيكها من دون أن تتأمل الورود، حيث كانت منشغلة بتأمل من خلق الربيع والأزهار.

فكل متصوف حقيقي يجب أن يعلم أن “الجنان والثمار إنما هي في الداخل، أي في القلب”، كما قال الرومي في تصوره عن قصة رابعة.

Optimized by Optimole