يسرائيل هَيوم: اليمين الموحد هل يريد أن يكون بيضة القبان أم حزباً تابعاً؟

Spread the love

ليمور سميميان – درش – أستاذة في الجامعة العبرية/
بين نقاط الخلاف التي برزت في النقاشات بين حزب البيت اليهودي وحزب اليمين الجديد في المفاوضات التي سبقت توحدهما مسألة الالتزام باقتراح نتنياهو رئيساً للحكومة. ففي الوقت الذي طلب زعيم البيت اليهودي الحاخام بيرتس من شركائه الالتزام مسبقاً بذلك، اقترحت شاكيد اشتراط ذلك بتأليف حكومة يمينية. هذه المسألة ليست لعبة سياسية ذكية فقط، بل تكشف معضلة أيديولوجية معقدة، يمكن أن تقرر طابع حزب اليمين الموحد وهويته: هل سيكون حزباً تابعاً ينضم تلقائياً إلى الليكود بعد الانتخابات، أم سيشكل بيضة القبان، وعلى الرغم من كونه حزباً يمينياً فهو ليس ملزماً بأن يكون الليكود رئيساً له.
من الناحية التاريخية، معضلة شاكيد – وحالياً اليمين الموحد – ليست جديدة. هناك العديد من الأحزاب التي تأرجحت بين دورها كبيضة القبان وبين كونها أحزاباً تابعة لطرف معين. وإذا أردنا ترجمة ذلك في عالم المصطلحات التاريخية للصهيونية الدينية، فإن الخيار هو بين أن تكون “يميناً جديداً” أو أن تكون “مفدالاً قديماً”.
تاريخياً، كان حزب المفدال بيضة القبان، وشريكاً في حكومات “مباي”، لكن في سنة 1977 انضم إلى حكومة الليكود برئاسة بيغن. مع مرور السنوات أدى الاندماج بين المفدال وحركة غوش إيمونيم [حركة دينية استيطانية] والانتقال من حركة دينية إلى حركة دينية – قومية، إلى وقوف الحزب إلى يمين الخريطة السياسية. وقد انطوت عملية التحول إلى حزب تابع على ثمن سياسي باهظ: الهبوط من عشرة مقاعد إلى خمسة.
لقد حاول نفتالي بينت العودة إلى نموذج حزب بيضة القبان في انتخابات 2013، عندما عقد، كرئيس لحزب البيت اليهودي، “حلف أخوة” مع يائير لبيد [زعيم حزب يوجد مستقبل] التزم فيه أن يكون موقفه أكثر استقلالية عن الليكود. وعندما تعهد كل واحد منهما بعدم الانضمام إلى الحكومة من دون انضمام الآخر، نشأ توازن جديد في السياسة الإسرائيلية. وكان المقابل السياسي حصول حزب البيت اليهودي على 12 مقعداً، لكن الثمن الأيديولوجي كان باهظاً: سقوط الحكومة بعد ستة أشهر.
تواجه شاكيد اليوم نفس المعضلة. فقد دفع فشل حزب اليمين الجديد في عبور نسبة الحسم [في انتخابات نيسان/أبريل الماضي] بينت إلى تبني خط رسمي إلى جانب الليكود، وفهم أن عليه أولاً أن يحصّن حزباً يمينياً تابعاً واضحاً. فهل تعتقد أييليت شاكيد التي تحاول أن تقوي أحزاب اليمين الموحد، أنه يجب إقامة حزب يشكل بيضة قبان؟
التلميحات وعدم الاصرار على تأييد نتنياهو كرئيس للحكومة مستقبلاً يمكن أن يشير إلى ذلك. لكن يجب ألّا ننسى أن هذه اللعبة تنطوي على خطر أيديولوجي. فإذا كان هذا هو التوجه يمكن ببساطة الانتقال إلى أي حزب يميني لا يلتزم بتأييد نتنياهو كرئيس للحكومة، وقد يؤدي ذلك إلى خسارة اليمين السلطة. وحالياً، لدينا هذا النوع من الأحزاب. هذا ما فعله ليبرمان تحديداً عندما قرر عرقلة تأليف الحكومة، وفرض علينا خوض انتخابات، وحوّل نفسه من حزب يميني تابع إلى بيضة قبان.
المصدر: صحيفة يسرائيل هَيوم الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole