يسرائيل هَيوم: المصالح المشتركة بين إسرائيل والأردن

Spread the love

دوري غولد – رئيس مركز القدس للشؤون العامة والسياسة، ومدير عام سابق لوزارة الخارجية/
في هذا الشهر تحل ذكرى 25 عاماً على توقيع اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن، والذي جرى في عربة في 26 تشرين الأول/أكتوبر 1994. كان للدولتين مصالح واضحة ربطت بعضهما ببعض.
تاريخياً، فكّرت الدول المجاورة المسيطرة في توسيع أراضيها على حساب الأُخرى: الحادثة الأهم التي من المهم الإشارة إليها هي غزو سورية الأردن في سنة 1970 [التدخل العسكري السوري دعماً لمقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية في المواجهات التي دارت آنذاك مع الجيش الأردني]، وهي خطوة عارضتها إسرائيل. لقد أملت منظمة التحرير الفلسطينية في تلك الفترة بترسيخ موقعها في داخل المملكة الهاشمية، من أجل إقامة قاعدة للقيام بعمليات ضد إسرائيل.
لماذا لم تنجح إسرائيل والأردن في التوصل إلى علاقات سلام حارة؟ هذا سؤال مهم يجب طرحه. اتفاق السلام بينهما أبقى مسألة حل مشكلة مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] لمفاوضات مستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين. القيادة الفلسطينية للأسف ظلت ملتزمة “بالكفاح المسلح” واستخدام الإرهاب للدفع قدماً بهذا الهدف. يشكل الفلسطينيون نحو 60% من السكان الأردنيين، وتقريباً 80% من سكان العاصمة عمّان. تأثيرهم في العلاقة بين إسرائيل والأردن كان مهماً جداً.
عدم الاستقرار في الدول المحيطة بالأردن كان له تأثير مباشر في المملكة. خلال حرب الخليج الأولى غادر الفلسطينيون الكويت وانتقلوا إلى الأردن. كما اضطر فلسطينيون إلى مغادرة منازلهم في العراق والانتقال إلى المملكة. وبعد إغلاق إيران الخليج الفارسي في وجه الملاحة العراقية، بدأ العراق باستخدام ميناء العقبة كمرفأ بديل من أجل الوصول إلى المحيط الهندي والشرق الأقصى. مؤخراً، استقرت موجة لاجئين سوريين في الأردن، وهم يشكلون عبئاً ثقيلاً على الدولة كلها.
في المستقبل القريب، من المتوقع أن يواجه الأردن تهديداً إيرانياً. الميليشيات الشيعية العاملة في العراق يمكن أن توسع نطاق تسللها إلى داخل الأراضي الأردنية. مئات آلاف العراقيين الشيعة انتقلوا إلى السكن في الأردن بعد سقوط صدام حسين.
إيران استخدمت مواقع شيعية مقدسة من أجل تحقيق تمددها في أنحاء الشرق الأوسط، مثل مسجد السيدة زينب خارج دمشق. توجد مواقع شيعية مشابهة في جنوب الأردن. في العقد الأخير، اقترحت إيران على المملكة الأردنية تزويدها بكل استهلاكها للطاقة، إذا قبلت استقبال حجاج شيعة إلى الأماكن المقدسة في الأردن. الملك الأردني بحنكته رفض الاقتراح الإيراني.
استقلال الأردن هو مصلحة حيوية ليس فقط بالنسبة إلى إسرائيل بل أيضاً بالنسبة إلى دول الخليج. يوجد في الشرق الأوسط إجماع استراتيجي يعارض تمدد إيران ويدعم الاستقلال السياسي للأردن واتفاق السلام بينه وبين إسرائيل.
يتعين على الدول العظمى في الغرب تعزيز قوة الأردن ومساعدته على الوقوف في وجه إيران ووكلائها، سواء الذين يأتون عبر العراق أو عبر أي دولة أُخرى في المنطقة.

المصدر: صحيفة يسرائيل هَيوم الاسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole