يجب إعادة الأمل إلى القدس

Spread the love

افتتاحية صحيفة هآرتس الإسرائيلية —

•إعلان الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس هو اعتراف بالواقع القائم. إن الرفض المستمر من المجتمع الدولي الاعتراف بالقدس الغربية كعاصمة لإسرائيل هو من البقايا المتحجرة لقرار التقسيم الذي اتخذته الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947، والذي منح المدينة مكانة “وضع خاص” تحت إدارة دولية. وعلى الصعيد المبدئي المقصود هو تصحيح لهذه العاهة التاريخية.

•مشكلة القرار ناجمة عن كونه أحادي الطرف، ويخرج عن الإجماع الدولي، ويصب في مصلحة إسرائيل، ويتجاهل علاقة الفلسطينيين بالقدس. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت أكثر من مرة أن القرار لا يحدد الحدود النهائية للمدينة، يُفسَّر قرار ترامب في إسرائيل وفي العالم كتأكيد لنهج بنيامين نتنياهو المدمِّر، الذي يسعي في أساسه لإهانة الفلسطينيين والقضاء على الفرصة الضئيلة التي لا تزال موجودة للدفع قدماً بعملية السلام. ومن هذه الزاوية ينطوي القرار على قدرة تدميرية فيما يتعلق بمبدأ “عاصمتين لشعبين”، الذي تتبناه أغلبية المجتمع الدولي كبديل عملي لحل خطة التقسيم.

•الاحتفالات الضخمة التي نظمتها الحكومة بهذه المناسبة، والتي ستصل إلى ذروتها في الاحتفال الذي سيجري اليوم في حي أرنونا في القدس، تهدف الى التشديد على السيطرة الحصرية لإسرائيل على القدس، وتمجيد الانتصارات الأخيرة لرئيس الحكومة. وبينها انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، والضربة القوية التي وجّهها سلاح الجو في الأسبوع الماضي ضد منشآت إيرانية في سورية.

•تُقام الاحتفالات في ضوء الفوز المؤثر للمغنية الإسرائيلية نطع برزيلي بالمرتبة الأولى في مسابقة يوروفيجين. ليس نتنياهو فقط، بل رئيس بلدية القدس أيضاً نير بركات سارع إلى الترحيب بفوز المغنية واعتباره “هدية رائعة تكريماً ليوم القدس”. لكن فوزها يرمز إلى النقيض المطلق للتوجه العدواني وغير المتهاود لبركات ولرئيس حزبه، إذ إنه يركز على أهمية التسامح والاعتراف بوجود الآخر.

•هذه الصفات تميز تل أبيب بالذات، المفتوحة والمتسامحة، وليس القدس، التي مع انتقال السفارة إليها ستصبح أكثر تشدداً وانغلاقاً، ولا تعترف بالآخر.

•حسناً يفعل ترامب لو يوازن قراره بتقديم بادرة حسن نية حيال الفلسطينيين، ويعلن استعداده لفتح سفارة في الدولة الفلسطينية العتيدة في القدس الشرقية. مثل هذا التصريح من شأنه أن يبعث الحياة في عملية السلام، التي يمكن بواسطتها فقط أن تتحول القدس من مركز للقومية وحتى العنصرية إلى عاصمة تليق بإسرائيل المتنورة التي تعترف بالآخر والمفتوحة أمام الجميع.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole