هل يعكر التوتر في جنوب سوريا روابط موسكو مع طهران؟

Spread the love

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن النظام السوري يهدد بالتحرك ضد معقل مناهض للحكومة في جنوب غرب البلاد، مما يزيد من الضغوط على روسيا لإبقاء إيران ووكلائها خارج المعركة التي قد تلهب التوترات مع إسرائيل.

وقد أسقط الجيش السوري منشورات تحث المتمردين على الاستسلام ونفذ هجمات مدفعية متفرقة على مواقعهم في محافظة درعا في جنوب غرب البلاد. ونُقلت واحدة من أقوى “الميليشيات” من العاصمة دمشق إلى المنطقة، حيث أبلغت وسائل الإعلام المحلية عن استعدادات “للهجوم الكامل” من قبل القوات الحكومية.

ونقلت الصحيفة عن المسلحين المتمردين قولهم إن النظام يحاول الضغط عليهم للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض من دون قتال. وقال رائد راضي، وهو قائد في جماعة متمردة تابعة لدرعا: “لم نرَ الجيش يتجمع في الجنوب. هناك حرب دعاية يخوضها النظام”.

وسلطت المناورات الضوء على زاوية معقدة في سوريا على الحدود مع إسرائيل والأردن. فمنذ ما يقرب من عام، دعمت روسيا والولايات المتحدة والأردن وقف إطلاق نار هش سمح للمتمردين السوريين بإنشاء استقرار نسبي في جنوب غرب البلاد، يمتد عبر مقاطعتي درعا والقنيطرة. والآن أصبح من المحتمل أن تنضم القوات المدعومة من إيران، التي تتواجد بشكل واسع في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، إلى هجوم هناك ما قد يثير التوترات مع إسرائيل ويعقد علاقات موسكو مع طهران.

وقالت “وول ستريت” إن روسيا التي انضمت إلى إيران لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة أجزاء كبيرة من البلاد، تريد تجنّب الدخول في معركة مع إسرائيل والولايات المتحدة، إذ ينص وقف إطلاق النار الحالي في المنطقة على عدم وجود قوات أجنبية هناك.

ومع اقتراب تنظيم داعش من الهزيمة في سوريا، قال المسؤولون الإسرائيليون إنهم يرون فرصة مرحب بها ومتزايدة لروسيا لطرد إيران من البلاد بالكامل. وقال تشاغاي تسوريل المدير العام لوزارة الاستخبارات الاسرائيلية للصحافيين يوم الاثنين: “تقييمي هو أن الروس مهتمون بترسيخ إنجازاتهم في سوريا، إنجازاتهم الهائلة، وأعتقد أنهم يفهمون أيضاً أنه إذا استمر الإيرانيون على المسار الحالي، فإن هذا سيؤدي إلى التصعيد وسيفجرون خططهم خارج نطاق السيطرة. أعتقد أنهم لا يريدون هذا أيضاً”.

وقالت الصحيفة إنه في اجتماع مفاجئ مع الرئيس الأسد في وقت سابق من هذا الشهر، قال بوتين إنه “من الضروري أن تنسحب جميع القوات الأجنبية من سوريا”. وجاء هذا التعليق الذي يفسر على نطاق واسع بأنه ضربة ضد ايران في الوقت الذي زار فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو موسكو في وقت سابق من هذا الشهر. وكرر هذا الكلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروفالاثنين وقال انه يجب نشر القوات السورية فقط في جنوب سوريا.

وأشارت “وول ستريت جورنال” إن إيران تواجه ضغوطاً متزايدة على وجودها في سوريا. ففي وقت سابق من هذا الشهر، نفذت إسرائيل أكبر عملية عسكرية لها ضد المواقع الإيرانية في سوريا، حيث قامت بضرب العشرات من المواقع العسكرية الإيرانية عبر الأجزاء الجنوبية والوسطى من البلاد، بما في ذلك الأهداف المتعلقة بالخدمات اللوجستية والاستخبارات وتخزين الذخيرة. وفي الأسابيع السابقة، نفذت إسرائيل هجمات أخرى أصغر على أهداف عسكرية إيرانية، بعد أن قالت إنها لن تسمح لطهران بترسيخ نفسها في سوريا. كما زادت الولايات المتحدة من الضغوط على طهران، حيث انسحب الرئيس دونالد ترامب من صفقة نووية مع إيران التي خففت العقوبات المفروضة على اقتصادها المنهار. وفي هذا الشهر، حدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو 12 شرطاً لصفقة نووية جديدة مع إيران، بما في ذلك قيام طهران بتقليص تدخلاتها العسكرية في الشرق الأوسط وسحب جميع قواتها من سوريا.

ويوم الثلاثاء، أعاد نتنياهو التأكيد على موقف إسرائيل بأنها لن تسمح بأي تمركز عسكري إيراني في أي مكان في سوريا.

وقالت الصحيفة إن روسيا قد تعهدت بعدم شن غارات جوية لدعم أي هجوم عسكري في جنوب غرب سوريا. لكن الركود في إيران يمكن أن يشكل تحدياً.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن هناك مؤشرات على أن روسيا مستعدة لإجبار القوات الإيرانية، بما في ذلك قوات حزب الله المدعوم من إيران، على الابتعاد عن “الحدود الإسرائيلية” مع جنوب غرب سوريا. لكن إسرائيل لا تعتمد على هذه الإمكانية وحدها. وقال نتنياهو الثلاثاء: “سنتصرف ضد أي وجود عسكري إيراني في أي مكان على الأراضي السورية. إن الانسحاب الإيراني من جنوب سوريا وحده لن يكفي”.

ورأت “وول ستريت جورنال” أنه لا يزال من غير الواضح حجم النفوذ الذي تتمتع به روسيا فعلياً على إيران، سواء في الجنوب أو أي جزء آخر من سوريا. ويقول قادة المتمردين الجنوبيين “إن الميليشيات الشيعية الإيرانية والاجنبية الأخرى ظلت متمركزة في الأجزاء التي تسيطر عليها قوات النظام في محافظة درعا”.

وقالت الصحيفة إنه “في الوقت الذي انتصر فيه النظام السوري ضد المتمردين المناهضين للحكومة في أماكن أخرى من سوريا، أصبحت العلاقة بين روسيا وإيران متوترة بسبب سعيهما لتحقيق مصالح متباينة. وكان رد روسيا على الضربات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية في سوريا خافتاً”.

ترجمة: الميادين نت

Optimized by Optimole