هآرتس: مقاطعة “بينيت” الاجتماع مع روبرت مالي قرار سخيف ومضر

Spread the love

شجون عربية_
كتب محلل سياسي إسرائيلي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية يقول إن قرار رئيس الحكومة نفتالي بينت مقاطعة الموفد الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي، الذي يزور المنطقة على خلفية مساعيه لاستئناف المحادثات النووية مع إيران، هو أمر استفزازي ومضر بإسرائيل. والأخطر من هذا أنه يقدمه بصورة سخيفة، كمن يلوّح بعلم “التغيير”، لكن عملياً تصرُّفه في الشأن الإيراني هو تقليد باهت لمن سبقه، بنيامين نتنياهو.

بعكس الرئيس دونالد ترامب، يؤمن الرئيس جو بايدن بالدبلوماسية، انطلاقاً من التنسيق مع حلفاء أميركا. وصرّح بايدن أن الولايات المتحدة تتعهد بعدم حصول إيران قط على سلاح نووي، لكنه إلى جانب ذلك هو يؤمن بأن “العودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي ستؤدي إلى إنجازات في منع انتشار السلاح النووي”.

في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هناك مَن لم يعُد يتخوف من انتقاد السياسة التي قادها نتنياهو بشأن الاتفاق النووي، وأفضل مَن نجح في صوغ ذلك هو رئيس الموساد السابق أفرايم هليفي الذي قال: “دفع الولايات المتحدة إلى الخروج من الاتفاق كان أسوأ كارثة دبلوماسية في القرن الحالي”. وأضاف هليفي: “هناك إجماع شامل في أجهزة الاستخبارات في إسرائيل على أن ما يجب فعله اليوم هو عدم وضع العصي في دواليب الأميركيين لدى ذهابهم إلى إجراء المفاوضات، بل يجب التحاور معهم كي تشمل مواقفهم الأمور التي نراها مهمة بالنسبة إلينا”.

بينت يتصرف بعكس ذلك. فهو يضع العصي في دواليب الأميركيين، وبذلك يُلحق ضرراً بمصلحة إسرائيل في الاتفاق الآخذ في التبلور مع إيران، وبالعلاقات مع إدارة بايدن. وبسلوكه هذا يتصرف كأنه يطبّق على الأميركيين وجهة نظره “لا مجال للاعتذار بعد اليوم”. مقاطعته ليست تصرفاً صادراً عن زعيم، بل تذكّر بتصرف التلاميذ في المرحلة الإعدادية.

مصدر مقرّب من بينت أوضح أن المقصود ليس مقاطعة، بل قرار بعدم عقد اجتماع يخرق قواعد البروتوكول، وبسبب المواقف التي يعرضها مالي بشأن الاتفاق النووي مع إيران. وقال المصدر: “يعتقد بينت أن العودة إلى المفاوضات ليست بالأمر الصحيح، ومالي يقود وجهة نظر العودة إلى المحادثات في الإدارة الأميركية”. لكن في الخلاصة، إن موقف بينت هو بالضبط مقاطعة بغيضة وتافهة للموفد الأميركي.

كفى كذباً على الجمهور وتضليله بأوهام وجود خطة واقعية لمهاجمة إيران، أو إحداث تغيير للنظام عن بُعد. الاتفاق النووي هو الخيار الوحيد لكبح المشروع النووي الإيراني. فبدلاً من محاولة إحباطه بوسائل سخيفة، من الأفضل تعزيز العلاقات مع إدارة بايدن ومع المجتمع الدولي كي نضمن أن يأتي الاتفاق وفق ما ترغب فيه إسرائيل.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية.