هآرتس: يجب مساعدة أوكرانيا بالتنسيق مع أميركا

Spread the love

شؤون آسيوية

 

في الأشهر الثمانية الماضية، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، التزمت إسرائيل الحياد وامتنعت من الوقوف صفاً واحداً مع الولايات المتحدة وشركائها في التكتل الغربي الداعم لكييف بقوة، والذي يعارض بشدة الحاكم الروسي المعتدي فلاديمير بوتين. امتنعت إسرائيل من فرض عقوبات على موسكو، وواصلت تشغيل خطوط الطيران الروسي، وتجاهلت نداء الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي تزويد جيشه بمنظومات دفاعية إسرائيلية.

رئيس الحكومة السابق نفتالي بينت التقى بوتين في بداية الحرب واقترح وساطته لوقف إطلاق النار. خليفته يائير لبيد تحدث بتهذيب ضد العدوان الروسي، لكنه واصل الخط عينه، بدعم من وزير الدفاع بني غانتس، الذي أعلن أمس “لن نزود أوكرانيا بالسلاح، واقترحنا عليها منظومة ردع.” أيضاً رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي كان يتباهى بعلاقته ببوتين، أيدّ هذا الموقف من الخارج. يجري تبرير الموقف الإسرائيلي بالتخوف من قيام القوات الروسية الموجودة في سورية بعرقلة القصف الجوي الذي يقوم به سلاح الجو الإسرائيلي هناك، وبالخطر على اليهود الذي يعيشون تحت حكم بوتين. لكن التطورات الأخيرة للحرب باتت تتطلب إعادة تفكير من جديد. الروس الذين كانت هزيمتهم مخجلة في الجبهة، شنوا هجوماً بالصواريخ والمسيّرات على كييف ومدن أُخرى في الجبهة الداخلية الأوكرانية، وقتلوا عدداً كبيراً من المدنيين، وألحقوا أضراراً كبيرة بعمليات التزود بالكهرباء. واضطرت إيران إلى مساعدة بوتين، فزوّدت جيشه بالمسيّرات الهجومية، وأيضاً بصواريخ باليستية. وأعلنت كييف أنها ستوجه طلباً رسمياً إلى إسرائيل لتزويدها بمنظومة دفاعية ضد المسيّرات وصواريخ أرض-أرض، على ما يبدو من طراز “برق”. وقبل تقديم الطلب ودرسه، حذّرت روسيا إسرائيل من “تدمير العلاقات” إذا زودت الأوكرانيين بالسلاح.

أوكرانيا هي الجانب المحق: هي التي تعرضت لهجوم من روسيا، وجرى احتلال أراضيها وضمّها، كما جرى الكشف عن دلائل على وقوع جرائم حرب بشعة نفّذها الروس. يفرض الواجب الأخلاقي على إسرائيل الاستجابه لنداء زيلينسكي وتزويد جيشه بمنظومات دفاعيه تنقذ أرواح المدنيين الأوكرانيين من الهجمات العشوائية. ويجب ألا تحجب تهديدات بوتين، الذي يستفيد من تزوُّده بالسلاح الإيراني، الخيار الأخلاقي.

لكن يتعين على إسرائيل ألا تتورط وحدها في حروب بعيدة مثلما فعلت في الماضي عندما ساعدت أنظمة ظلامية – مثلاً عندما زودت النظام العسكري الأرجنتيني بطائرات حربية خلال حرب الفوكلاند، وساعدت النظام في سيريلانكا على إخضاع التاميل، والنظام الحالي في بورما. وكدولة تقدم نفسها كجزء من الغرب وتسعى للانضمام إلى حلف الناتو، وإلى حلف دفاعي مع الولايات المتحدة، يتعين عليها العمل بتنسيق وثيق مع حليفتها والوقوف بقوة في جبهة واحدة لكبح العدوانية الروسية-تماماً كما تتوقع الحصول على تأييد واشنطن وبروكسيل ولندن وبرلين في مواجهتها للتحديات الأمنية في الشرق الأوسط.

Optimized by Optimole