هآرتس: عمير بيرتس هذه فرصتك الأخيرة

Spread the love

زهافا غلئون – رئيسة سابقة لحركة ميرتس/
هذا هو اليوم الأخير لتقديم القوائم التي ستخوض انتخابات الكنيست. وهذه أيضاً الفرصة الأخيرة لحزب العمل للتنازل عن حلم الأصوات التي ستتدفق من اليمين، والذي حلم به رؤساء سابقون كثر للحزب. ثمة فرصة ضئيلة لأن يحدث ذلك. وعلى الرغم من ذلك أقول لعمير بيرتس: هذه هي الفرصة الأخيرة استغلها. لا أحسد بيرتس على الخيار الذي يواجهه، لأنه ليس سهلاً. ومع ذلك عليه ألّا يضيع هذه الفرصة.
طوال سنوات حاول حزب العمل تملُّق اليمين وفشل المرة تلو الأُخرى. لقد جرى إنعاش حزب العمل اصطناعياً بواسطة مقاعد جاءت من حركة ميرتس، وهذا كله على أمل الانتصار على بنيامين نتنياهو. وكانت النتيجة انكماش حزب، وحزب آخر يخاف من الدفاع عن قيمه. لا تقع في هذا بيرتس. الرهان هذه المرة كبير جداً.
أعرف جيداً الانتقادات الموجهة إلى إيهود باراك. جزء كبير منها أنا كتبته. لكن باراك هو أحد أصوات المعارضة القوية الآن على الأرض، في الوقت الذي يترشح لمنصب رئاسة الحكومة شخص هناك ثلاثة كتب اتهام موجهة إليه، ويقف إلى يمينه اتحاد بائس من الحريديم والكهانيين، وهناك خطر حقيقي على مستقبل الديمقراطية. لقد كنتُ مع توحد اليسار لأن ذلك سيمنع ضياع أصوات مهمة له تحت نسبة الحسم، وكذلك لأنني وجدت في ذلك فرصة لرؤية حزب يسار كبير لا يخاف من ظله، ويستطيع بيرتس أن يكون جزءاً منه.
بيرتس، إذا قررت أن تخوض في النهاية الانتخابات منفرداً، افعل ذلك بكل قواك. قاتل من أجل كل صوت من اليمين. خض معركة انتخابية اجتماعية، أنت وحدك قادر على القيام بها. اعط فرصة لذلك. لكن لا تهاجم رفاقك في اليسار في محاولة للحصول على نصف مقعد. أنت أكبر من ذلك.
في سنة 1989 وخلال الانتفاضة الأولى كنت مديرة مركز بتسيلم [المركز الإسرائيلي للمعلومات عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة]. دعوت، حينها، الأعضاء الثمانية في حزب العمل إلى جولة في المخيمات في شمال الضفة الغربية. في أحد المخيمات وجدنا أنفسنا وسط إطلاق للنار بين الفصائل الفلسطينية، ولا أعرف كيف خرجنا أحياء. بيرتس الوحيد الذي كان مستعداً للمخاطرة بحياته كي يعرف ماذا يجري على الأرض. رجال السياسة اليوم يخافون من المخاطرة .

بيرتس، آمل أن تستغل هذا اليوم الأخير كي تبني يساراً حقيقياً لا يخاف من ظله. حتى لو لم تنجح، فعلى الأقل سنشعر بأن صوت اليسار هذا لا يزال حياً وموجوداً ونابضاً.
المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole