هآرتس: ستة أيام على الانتخابات للكنيست، نتنياهو يعود إلى موقع الصدارة

هآرتس: ستة أيام على الانتخابات للكنيست، نتنياهو يعود إلى موقع الصدارة
Spread the love

يوسي فيرتر – محلل الشؤون الحزبية الاسرائيلية/

جولات القتال التي لا أحد يعرف عددها عشية المعركة الانتخابية التي لا أحد يعرف كم سيكون عددها ستمر، وفي 2 آذار/مارس، لن يبقى منها أثر سوى في نفسية آلاف الأطفال المخدوشة من الطرفين. الليكوديون في عسقلان وفي سديروت الذين يتلقون ضربات صواريخ القسّام، سيصوتون لبيبي، لأنه ملكهم وحبيبهم، ولا يوجد أحد غيره؛ تماماً مثل اليساريين في كيبوتسات التي لا يحسب رئيس الحكومة لهم حساباً، الذين ينتخبون اليسار كما لو أن غزة هي جنيف، تصدّر الشوكولاتة والجبنة وليس الصواريخ. هذا ما حدث في المعارك الانتخابية السابقة، وهذا ما سيحدث أيضاً يوم الإثنين من الشهر المقبل.

بقي خمسة أيام عمل حتى يوم الاقتراع، وفي بركة ماء استطلاعات الرأي الراكدة حدث شيء ما. الليكود ازداد قوة، وانتقل إلى موقع الصدارة، وتقدّم على حزب أزرق أبيض الذي ضعف. الاتجاه تغيّر في النصف الثاني من الأسبوع الماضي، وتعزز في مطلع الأسبوع الحالي.

الأسباب على ما يبدو، هي التالية: الحملة المتكررة الناجحة لليكود، “ليس لغانتس حكومة من دون القائمة المشتركة”؛ فتح تحقيق ضد شركة البعد الخامس [شركة معلوماتية ناشئة كان غانتس عضواً في مجلس إدارتها وملاحَقة قضائياً] (على الرغم من أن غانتس ليس متهماً، وأمامه يقف متهم بالرشوة والاحتيال، ومحاكمته على قاب قوسين أو أدنى)؛ الشعور الذي ساد القاعدة الانتخابية اليسارية بأن أزرق أبيض قوي وفي الطليعة، ولأنه، أصلاً، لا يلوح حسم في الأفق، يمكن أن تعتمد على تصويت أيديولوجي. بذلك، وبحسب استطلاعات جديدة في الأحزاب، خسر أزرق أبيض نحو نصف مقعد لمصلحة الليكود، وأيضاً خسر مقعداً ونصف المقعد لمصلحة تحالف حزب العمل – غيشر – ميرتس. ناخبون آخرون عادوا إلى موقف المتردد، “لا نعرف”.

يمكن التقدير، مع الحذر المطلوب ومن مسافة آمنة، أن الهلع من فيروس الكورونا ساهم هو أيضاً في صعود الليكود: يدير نتنياهو حملة شديدة الوضوح وذات أهمية قصوى. فهو يعقد اجتماعات ويقدم مثالاً للسيطرة على الوضع، كما فعل في كارثة الكرمل [اشتعال الحرائق في الكرمل في سنة 2010]. في أوقات الطوارىء، يحاول دائماً الظهور كشخص عملي. هو أيضاً وضع شعاراً يدل على القلق: “استعداد زائد أفضل من استعداد ناقص”. تحت جناح هذا الشعار، تتبنى إسرائيل سياسة أكثر تشدداً بكثير من دول أُخرى إزاء ما ينتظرها.

حزب أزرق أبيض تبخر تمامـاً. نشوء أزمة صحية – حتى لو كانت محتملة – هي فرصة أغلى من الذهب لأي معارضة، لتهاجم وتلقي الضوء على الإخفاقات، وتقترح طرق معالجة متعددة. فقط قبل أسبوعين، أطلق غانتس ورفاقه حملة تتعلق بموضوع الجهاز الصحي: “الملف 5000 لنتنياهو” (عدد الذين ماتوا بالعدوى في المستشفيات المكتظة والمنهارة). وهذه المسألة ليست شخصية. حالياً، وعلى أبواب الكارثة الهائلة والضخمة [المقصود وصول فيروس الكورونا إلى إسرائيل] الذي إذا حدث، يمكن أن يكشف هذه المنظومة بكل عللها وعيوبها، يتنحون جانباً وينتظرون التعليمات.

حبل نجاة جزئي وهش، لكن يمكن أن يساعد، حصل عليه غانتس من نتنياهو أمس (الاثنين). فقد قام هذا الأخير بسلسلة مقابلات مع كل وسائل الإعلام الموالية له، ومع صحافيين مريحين. في المقابلة الأولى، عندما سُئل إذا كان ينوي إقرار القانون الفرنسي [الذي يمنح الرؤساء حصانة كاملة] في الحكومة المقبلة إذا ألّفها، لم يستبعد ذلك. في المقابلات التالية نفى، ونفى بحجة ” لقد فكرت في ذلك، وأريد أن أدحض التهم المزعومة ضدي في المحكمة، أيضاً من دون القانون الفرنسي”. هو قال الحقيقة فقط في المقابلة الأولى، حين كشف بصورة لا إرادية (نعم أيضاً بيبي العظيم يقع أحياناً) ما يفكر فيه فعلاً. هذه فرصة لحزب أزرق أبيض لإعادة النقاش بشأن القضية القانونية الجنائية التي يبدو أنها نُسيت.

لا تشير التأرجحات الأخيرة في الرأي العام إلى حسم على صعيد الكتل. ما دام حزب إسرائيل بيتنا ثابتاً على سبعة – ثمانية مقاعد، فإن كتلة اليمين- الحريديم لنتنياهو لا تزال بعيدة عن الوصول إلى 61  مقعداً. بالتأكيد أزرق أبيض ليس مهماً، لأنه يوجد في كتلته 13-14 ممثلاً من القائمة العربية المشتركة المقاطعة والتي تقاطع المشاركة في الائتلاف.

ما الذي يبقى إذا كان هذا هو الوضع؟ فوز الواحد على الآخر في عدد المقاعد. بالنسبة إلى حزب أزرق أبيض، هو مضطر إلى التقدم على الليكود بأي شكل كي يستطيع أن يعلن فوزه من جديد، كما جرى في انتخابات أيلول/سبتمبر. نتنياهو بحاجة إلى فوز بالنقاط كي يبقى على رأس حزبه والبلوك الذي أنشأه، أيضاً في الطريق إلى معركة انتخابات رابعة. لو فتح غانتس عليه فجوة تقدّر بثلاثة – أربعة مقاعد كما تنبأت عدة استطلاعات رأي خلال هذه الفترة، فإن من شأن ذلك أن يؤدي إلى زعزعة سيطرته على البلوك. في أزرق أبيض، لا يزالون يتوقعون انقلاباً حاداً في توجّه من هذا النوع. مثل الذي حدث سابقاً.

المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole