هآرتس: الانتخابات الثالثة هي أكبر عملية احتيال تعرّض لها الجمهور

Spread the love

يتضح أكثر فأكثر أن جولة الانتخابات الثالثة هي أكبر عملية احتيال تعرّض لها الجمهور في تاريخ الدولة. حتى هذه الساعة، آخر السائرين في مسيرة العار نحو الحضن الحار للمتهم الجنائي بنيامين نتنياهو، هما: رئيس حزب العمل بذاته، عمير بيرتس، والذي يأتي بعده في القائمة [الانتخابية] عضو الكنيست إيتسيك شمولي.

من الصعب وصف الصدمة وخيبة الأمل حيال حقيقة أن زعماء معسكر “فقط ليس بيبي”، هؤلاء الذين انتُخبوا بفضل وعد واحد، هو إنهاء حكم نتنياهو الفاسد والمفسد، تنكروا لناخبيهم ووعودهم وقيَمهم، وانضموا إلى ملك الفساد.

فيروس الكورونا وحالة الطوارىء لا يمكنهما تفسير عملية الاحتيال الهائلة التي تعرّض لها الناخبون. حتى الأمس، فُجع معسكر [اليسار – الوسط] بتخلي مَن كان يترأسه، رئيس أزرق أبيض بني غانتس، وبتفكيك وتدمير البديل من السلطة. وفي الأمس، اضطر ناخبو حزب العمل الذين يحاولون التعافي من انشقاق رئيسة غيشر أورلي ليفي أباكسيس، إلى أن يستوعبوا الانقلاب المطلق الذي قام به زعيم اليسار، وإلى أن يدركوا أن بيرتس أيضاً الذي حلق شاربه في بث حي، كدليل رمزي على أنه لن ينضم إلى نتنياهو، ينوي الانضمام إلى السياسي الفاسد.

اتفق بيرتس وشمولي مع غانتس على أن يعيّن الأول وزيراً للاقتصاد، والثاني وزيراً للرفاه، كجزء من الحصة التي خصصها نتنياهو لكتلة غانتس. لكن كيف يمكن أن نشعر بالعزاء لتولي مواقع قوة مهمة من قبل عناصر المعسكر إذا حققوا ذلك، من خلال تغيير جلودهم، وبثمن التخلي عن المعسكر؟

عضو حزب العمل ميراف ميخائيلي التي ستبقى في الحزب، على ما يبدو، لكنها تنوي التصويت ضد الحكومة، أحسنت في صوغ خطأ بيرتس وشمولي حين قالت: “لو كنت أعتقد أن دخول الحكومة معناه أن نتولى عجلة القيادة، ربما فكرت في ذلك. لكن عرفنا أن المشاركة في حكومة يمين متطرف برئاسة نتنياهو، معناها الجلوس في المقعد الأخير من الباص.” وفعلاً، من الصعب التصديق كيف يمكن لسياسي محنك مثل بيرتس أن يقع في الحفرة عينها التي وقع فيها كثيرون قبله.

يجب أن نضيف إلى مهزلة بيرتس وشمولي حقيقة أنه في الوقت الذي انضم فيه ما يقرب من مليون مواطن رغماً عنهم إلى خزان العاطلين عن العمل في أعقاب أزمة الكورونا، لا يخجل أعضاء كنيست من ذوي التوجهات “الاجتماعية” من أن يكونوا جزءاً من حكومة هي أكثر حكومة تضخماً يمكن تخيّلها، إذ إنها ستتضمن من 32 إلى 34 وزيراً، على ما يبدو.

تدل التجربة على أنها مسألة وقت فقط كي يعرف غانتس وغابي أشكنازي، وبيرتس، وشمولي ورفاقهم من جديد مَن هو نتنياهو، ومن أية مواد سياسية مسمومة هو مصنوع. حينها، عندما سيعودون إلى المعسكر ويطلبون ثقته، سيكتشفون أنه لم يبق مَن يثق بهم ومستعد للسير وراءهم.

المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole